المقالات

برغم مرور القرون

بقلم:محمد السيابي

أكثر من أربعة عشر قرنا مرت على الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة و التسليم و تعددت الأمم و الحضارات التي مرت عليه على مختلف بيئاتها و تضاريسها و جغرافياتها و خلفياتها العرقية و ما كانت تتبع من ديانات و قناعات فكم من ممالك و دول و شعوب دخلت طواعية في هذا الدين ليستمر بقوة الله منتشرا في مشارق الأرض و مغاربها.. و مع مرور الحقب الزمنية و توالي الحضارات الإنسانية و القوانين الوضعية بقي الإسلام محفوظا بحفظ كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه مدعوما بالسنة الشريفة رغم تعرضها على مدى تلك القرون بشيء من الدسائس و التآمر إلا ان الأزمان بفضل الله لم تبخل بمن ينبري لتطهيرها من كل ما شابها خلال فترة ضعف المسلمين و ابتعادهم عن الحق ليضل الإسلام الملاذ الآمن و المأوى الحصين لمن تاه و ضل..
و من هذا المنطلق نجد كل تلك الأقوام و الأمم المسلمة تمسكت بهذا الدين رغم الشبهات و التشكيك و الطعن الصادر من فئة استماتت لعقود لتشويه و تسفيه الإسلام و معتنقيه مصدر ذلك عقول قاصرة نشأت في بيئات مضطربة أو مجتمعات اعتمدت على قوانين وضعية ناقصة تتغير بتغير الأزمان و العقول فتاهت و هي تبحث عن حقيقة تأنس لها، فكم من معتنق لفكر مضاد للإسلام كان في الأصل مضطهدا في مجتمعه أو معارضا لفكر ولد في محيطه فرفضه و انطلق باحثا و مجربا عن أفكار مختلفة عن تلك التي تربى عليها و عن أديان عله يقتنع بأحدها حتى انتهى به المطاف لأن يكفر بكل ذلك أو يصبح (لا ديني) و منهم من اعتنق الإسلام عن قناعة بعد بحث و تدقيق.
و اليوم و بعد كل ما تقدم نُبتلى بفئة قليلة من بيننا نشأوا كنا نظن كما نشأنا لكنهم انفلتوا منا و تبرأوا من ديننا إلى أفكار تصارعت عليها نفوسهم في لحظة ضعف توصلوا إليها ربما في غفلة منا و بتقصير من ولاة أمرنا.. فتناموا بسرعة البرق و بعداوة واضحة يسفهون ديننا الحنيف و ينعتون الله (تعالى الله و تنزه عما يصفون) بأنه فكرة و أن الدين مجموعة أفكار و أن القرآن الكريم متناقض، هذا وهم لم يمارسوا معترك الحياة على حقيقتها و لم يجربوها كنا يجب، فمنهم من في العشرينات من عمره و منهم من في الثلاثينات و حتى إن كانوا في سن أكبر فأين هم من أمم سبقتهم على مدى العصور الفائتة؟ أين هم من ملايين المفكرين و العلماء و الدكاترة و الكتاب و أصحاب المناصب العلمية العليا طوال أربعة عشر قرنا و على امتداد هذا الكون من الذين أقروا بأن الله حق و أن الرسل حق و أن الكتب السماوية حق.. فآمنوا بها و اتبعوها عن قناعة تامة؟!
قليل من التفكر و التبصر و إعمال العقل يقينا شر هذا التشتت، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم ثبتنا على دينك و أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و الباطل باطلا و أعنا على اجتنابه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى