المقالات

السقوط الحتمي للكيان الشاذ

بقلم: إبراهيم عطا

الكيان الصهيوني المقام على أرض فلسطين ليس بالدولة كما يدعون، انما هو كيان شاذ بتركييته وغريب جدا عن محيطه وعن الأرض التي زرع عليها بشكل غير قانوني وغير أخلاقي من قبل الغرب الصليبي الحاقد، لاغراض استعمارية تحقق له اهداف سياسية ومصالح اقتصادية…
وتركيبة “الشعب” في هذا الكيان هي بحد ذاتها تركيبة عجيبة ولا يمكن اعتباره بأي حال من الاحوال شعب مثل باقي شعوب دول المعمورة، لان مليون روسي من دول الاتحاد السوفياتي السابق واكثر من مليون اوروبي من اسبانيا والمانيا وبولونيا والنمسا ورومانيا وغيرها، ونصف مليون بين افريقي من اثيوبيا، وبين عربي من المغرب ومصر والعراق…الخ، بالإضافة إلى اليهود الامريكيين لا يمكن ان يشكلوا شعبا واحدا حتى لو جمعت بينهم ديانة واحدة وخرافة واحدة مبنية على “شعب الله المختار وارض الميعاد”…لان طباعهم وشخصياتهم وثقافاتهم ولغاتهم غير متجانسة البتة ولا يمكن ان تجمعهم وتجعلهم شعب واحد لدولة واحدة…
وجاءت الحكومة الصهيونية الجديدة التي ازاحت حكومة المجرم “النتن ياهو”، ربما مؤقتا، كانعكاس واضح لصورة هذه “الدولة” الغريبة، ونموذج مصغر لتركيبة هذا الشعب اللمم الذي لا تجتمع مكوناته ولا تلتقي مكنوناته الا على كره العرب والمسلمين ومعاداة اصحاب الأرض الحقيقيين…
اما رئيس الحكومة الجديدة، نفتالي بينيت، فهو نفسه مستوطن صهيوني من أصول امريكية جاء أهله من الولاياة المتحدة الى “أرض الميعاد” ليربونه على سرقة اراضي الفلسطينيين وبناء المستعمرات الغير القانونية، فكيف للبعض أن يتأمل خيرا منه او من سياسة حكومته التي يصفها البعض بحكومة اليسار، والتي تضم في ائتلافها التيار الاسلامي في الداخل المتمثل بالقائمة العربية الموحدة، مع احزاب وتكتلات أخرى لا تقل اختلافا وتناقضا…وقد رأينا اولى الخطوات الاستفزازية لهذه الحكومة الصهيونية من خلال إعطاء الضوء الاخضر لمسيرة الاعلام التي تحتفل بذكرى احتلال القدس الشريف من خلال تجمعها في باحات وابواب المسجد الأقصى وهتافها بالموت للعرب والمسلمين واهانتها للرسول الكريم…وكذلك القصف المتواصل حتى وقت متأخر من ليلة أمس على قطاع غزة…
ومثل هذه التركيبة الحكومية غير قابلة للحياة ابدا وسوف تسقط عاجلا وليس اجلا بسبب خلافاتها واختلافاتها التي ستتصادم وتتفجر عند أول اشكالية او قضية تواجهها…
وكما ستسقط هذه الحكومة الغير متناسقة، فان هذا الكيان الغريب سيتفكك وينهار أيضا وسوف تلفظه الأرض المباركة التي لفظت قبله الكثير من الغرباء بفضل صمود وثبات السكان الاصليين الذين رووها بدمائهم، ولن تمنع هذا السقوط الحتمي لا التغطية والشرعنة التي يمنحها الغرب لهذه القاعدة العسكرية المسماة “اسرائيل”، ولن تؤخره كثيرا عمليات التطبيع والتمادي في التذلل والسقوط اللامحدود الممارس من قبل بعض الانظمة العربية وعلى راسها “دولة العمارات” التي وصلت الى الغيوم بابراجها وعماراتها وسقطت الى الحضيض بكبريائها وهاماتها …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى