المقالات

السلطان قابوس.. أنموذج القائد الشامل

بقلم : نورة الجساسي

لكل مكان حكاية تروى بين البداية والنهايه ، ولكل زمان رجال ينقش آثارهم التاريخ ولا يمحه توالي عوامل التعرية في المكان.
كما أن لكل أمة قواد ورواد تظل الأجيال تتوارد أذكارهم وتتسامر بأخبارهم ،و تعتزي بهم أمام كل من أنقص أو حاول أن ينتقص شأنهم أو أن يشكك بمُقدَّراتهم وقُدْراتهم يوماً.

وإن السلطان قابوس بن سعيد – رحمه الله –
سيظل في دفاتر التاريخ العماني
قائداً ورائداً ومنشئاً وباعثاً لنهضة الأمه وماحياً لجهلها
قائداً عسكريا ومصلحاً تربوياً.
خطيباً مفوهاً وأديباً بليغاً .
أباً رحيماً وقائداً حكيماً ، كان العزيمة الوقادة التي قادت الهمم ، وكان الفكرة الجذابة بأسلوبه الأشم ، ناقش مع مواطنيه وتحدث معهم عن أبسط الأشياء ، وكان رمزا للإصرار وكان ذا هيبة في القرار
رأوا العمانيين فيه نموذجا ً لملم شتاتهم ، وأحيا تراثهم ، وقاد فيهم نموذج الاحتشام والالتزام ، نموذج الأناقة واللباقة ، ونموذج الكياسة والرياسة ، ونموذج البساطة ونزاهة الوساطة ، كان نموذجهم في خصال الشيم وفي المُثل و القيم . كما كان رجل زمانه عسكري الهيبة والرزانة لطيف أنيس في مجلسه ومبسمه.

عرفوه بين القصور والصحاري افترشت خيامه سيوحهم لأشهر طوال فكانت الجولات الساميه موسماً فرح ومرح تترقب النفوس والعيون إلى أي الولايات يكون نصيبها وأي الشوارع ستحتضن الموكب الميمون .
فيصطفون تحية وشوقاً وهيبةً للإطلالة السريعه بسيارته . وتخفق قلوبهم لهيبة موكبه وصوت طائرة الهيلوكبتر التي تتقدم الموكب بدقائق إيذاناً باقتراب الموكب.

أما عن المساحات المحيطه بالمخيم السلطاني فكانت مجلسا لكل العائلات. ولعلهم حملوا غذاءهم معهم حتى يستمرو هناك مقيلا من الصباح حتى الليل يبتغون النشوه في القرب وإحساساً بالحب .
والبعض يرقص ويطرب فرحاً. فتقام الحلقات من الطرب والأنس طوال الوقت
ففي جوار مخيمه لا هم يعلو النفوس إلا رغبة الشبع والامتلاء به والظفر برؤيته
كان قائدا عالمياً مصلحاً موجهاً أقام الكراسي العلمية في كل مكان، وأحيا بمبادراته بعضاً من تراث الأمه المندثر لعله يسهم في إصلاح من حد منها عن الطريق السليم .
كما. أسهم في الأزهر الشريف فكانت له منح للطلبه هناك ليقينه الداخلي بثقل الكيان المصري في توازن الأمه
فهناك يكون البناء وهناك يكون الثقل في الفكر الصحيح التي يجب أن تلتزم به الأمه .
ولذلك كان شاباً يافعاً حين اتخذ قرار عدم مقاطعة مصر في حين أن العرب كلهم قد قاطعوها… وهكذا كان ديدنه مع باقي الأقطار العربيه حين عصفت بها مختلف الأحداث.

كان يؤمن أن السلم أساس التنمية
ولولاه لما هنأ للإنسانيه عيش ولن تشهد تنمية ولا تطوراً لذلك أدرك أن رسالته تكمن هنا في هذا المحور وأن يتكيء على عكاز السلام في أحلك الظروف وأن يكون ركيزة الميزان التي تستند عليه الأطراف المختلفة.
فكان كما أراد وسيطاً نزيهاً نقياً مع كل الأطراف واضح الرؤية والمسار
فقدرته الدول ووثق به الجميع
حين كانوا لا يثقون ببعضهم . فحل بوساطته المعضلات الكثيره والمشكلات الكبيره . سجلها له الزمان .

أما من الناحية الفكرية فقد كان لخطاباته مواسم عرفها العمانيون وقد كانت تدهشهم نبرة صوته قبل كلماته فهم مغرمون جداً بصوته يتلهفون لتطرب آذانهم مسمع كلماته والتي بدورها لا تقل جاذبية وفكراً وعمقاً وحكماً استصعب على البعض فهم معانيها في حينها بينما أدركوا مقاصدها بعد زمن وهنا ازدادوا به حباً وإعجاباً وتقديراً ودهشة لفكره السباق لزمانه .

ختم رسالاته الإنسانيه كلها بمشروع إنساني وهو المؤتلف الإنساني وهو خلاصة فكره للإنسانيه . وسيبقى قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد للإنسانية ذخراً وفكراً
ومنارة تهتدي به طالما درسوه كأنموذجا فكرياً متزناً نزيها ً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى