المقالات

زيارة لفرنسا

وهج الخليج-مسقط

كتب:قيس الخزيري

(أعيش في هضبة مضيئة تبعد عن الضباب الباريسي بألف مكان، أعيش في بلاد الطبول وخمرة العنب المسكيّ، لا يحيط ببيتي سوى الشمس والموسيقى، ولديّ فرق موسيقية من الطيور البيضاء الزمكيّة، وجوقات غنائية من القراقب، في الصباح تغرّد الكروانات “كوريكي، كوريكي” وفي الظهيرة العزيزات ثم الرعاة الذين يعزفون على المزامير، والفتيات السمراوات الجميلات اللواتي نسمع ضحكهن في الكروم) هكذا وصف المشهد أ.دوديه كما ترجمها الدكتور إسماعيل الكفري، هذه المشهد وغيره من المشاهد رسمت في مخيلتي صورة يحاول الكاتب الأديب أن يوصلها للقارئ تجعله يسرح بخياله إلى عالم آخر وإلى ثقافة أخرى.

المشهد نفسه يرسمه الأديب رفاعة رافع الطهطاوي ولكن من زاوية أخرى سطرها في كتابه “تخليص الإبريز في تلخيص باريز” والغريب في الأمر أن أحد الدكاترة قال لي أن رفاعة تأثر بالثقافة الموجودة هناك وما شاهده فتغير سلوكه وفقا لذلك وهذا ما دفعني للعودة للكتاب نفسه ولكن ما رأيته وإن كان من خلال الصفحات الأولى من الكتاب توضح قوة شخصية الكاتب وكيف كان ينظر إليها من نفس مؤمنة بعثتها الحكومة المصرية فحققت أهدافها المرجوة بنجاح، وسطر أروع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في كتابه بأسلوب أدبي مترنم بالشعر بين الفينة والأخرى.

ما زال برج باريس العالي وفق ما نراه في الصور والمجالات وكلمات كنّا نسمعها من بعض المدرسين أو البرامج التلفزيونية مثل merci (شكرا) و bonjour (صباح الخير) وغيرها من الكلمات الفرنسية..

ولكن يبقى السؤال هل من زيارة قريبة لفرنسا؟ فليس من سمع كمن رأى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى