المقالات

الأثر النفسي للإعلام

بقلم: سيف الهاشمي

“المعتقدات تبني العلاقات المحيطة بالقسوة، وتتحكم في رغبات الفعل لدى مرتكب الجرم، أما العواطف، فإنها تدعم الحافز للفعل، فهي القوة الخلقية وراء كل فعل يتسم بالقسوة”

ينشأ السلوك الإنساني من اعتقادات معرفية وأطر ذهنية التي نفهم العالم من خلالها . وتتكون هذه من نتاج الخبرة، التي يمر بها الانسان طيلة حياته في جميع مجالات الحياة ، حتى من قبل ولادته ، وهو جنين في بطن أمه . بل وإنّ كثيراً من نزاعاتنا إنما تنتج من مواقف عشناها أو مررنا بها.

و في زماننا الحالي أصبح الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أهم مصدر من مصادر إكتساب وزرع وتنمية تلك الخبرات والمعتقدات والأطر ،

الإعلام بكل وسائله أصبح أخطر سلاح عرفته البشرية الى الان .

الإعلام هو أهم عاملٍ له تأثير سلبي على نفسية الشعوب ، هو أهم سلاح في الحرب النفسية التي تدور في هذا الزمان .

الاعلام اصبح بمثابة تلك السلسة المكملة. للجهود العسكرية و للعمليات الحربية ، قائم على تصميم وتنفيذ الخطط الإستراتيجية العسكرية و السياسية على أسس نفسية مدروسة وممنهجة والتي يمكن وصفها بأنها حرب الأعصاب أو حرب الدعاية المؤثرة.

مكن القول وبسهولة أن الأعلام أصبح يشن حروبا نفسية على الشعوب لإخضاعها أو تغيير توجهاتها ومسيرتها . يتم من خلاله بث أفكار ذات الطبيعة ايديولوجية خاصة (السياسية والعقائدية وأحياناً الدينية) و التي تخدم كخطوط إرشاد مطلقة وقد تكون متطرفة . تعددت مصادرها من كل مكان و توحّد هدفها ألا وهو ( السيطرة المطلقة و غرس روح الاستعداد التام للامتثال الكامل للإيديولوجية الاقوى )

نحن بحاجة ملحّة الى دراسة وتحليل المشكلات والظواهر النفسية الناتجة عن تبادل التأثير بين الاعلام و السياسة والمجتمع، بما يكفل تحقيق تأثير إيجابي في بناء الشخصية للمجتمع .

نحتاج لمن يقوم بتقديم المشورة العلمية للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وتبصيرها بالأسس النفسية للسلوك السياسي، بما يرسخ مفاهيم العدل والحرية، ويعزز النسيج المجتمعي.

ضرورة تنمية و نشر ثقافة سياسية مجتمعية إنسانية قائمة على تنمية وعي الإنسان بمسؤوليته عن شؤون الوطن، والمواطنة وتنشيط دوافع المشاركة السياسية السلمية لديه، وتحفيز قيم التسامح والسلام والتعددية وقبول الرأي الآخر.

العمل على تبصير الإنسان بمشكلاته الانفعالية والادراكية ذات الأساس السياسي والاجتماعي، وزيادة وعيه بواجباته و بحقوقه وتنمية تصورات متماسكة لديه عن هويته الوطنية وعن المعنى الانساني للحياة الذي يستحق منه الكفاح والمحاولة.

ضرورة الاهتمام بفهم الأبعاد النفسية للسلطة والجماهير والعنف والتطرف والفساد والحوار والإصلاح، ذلك الفهم الذي يحتاج جهداً حقيقيا مخلصا لإعادة تأهيل مجتمعاتنا بشكل علمي مدروس كي تكتسب مناعة تحميها من تفشي الأمراض السياسية والاجتماعية والنفسية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى