المقالات

الشردة

بقلم:منال الكيومية

نبدأ العمل بكل حيوية في بداية الاسبوع و نهتم بأن يكون مظهرنا لائقاً، و نستعد للعمل لفترة لا تقل عن 35 ساعة من الأحد الى الخميس.

حيث يُبدع الكثيرون لتقديم كل ما لديهم لخدمة الوطن.و يستعد البعض لخوض الصراع مع المسؤولين لاقناعهم بفكرة مبتكرة و مهمة للمؤسسة، بينما يجلس الاخرون على طاولة المكتب بلا حراك انتظارا لأوامر المسؤول و تنفيذ كل ما يريده كالمسطرة.

ما لم أقتنع به إلى الان هو”الشردة” المُصطلح الذي نسمعه كل خميس. في الواقع لا يمكن أن نبرر ذلك بأي شي إلا أن المسؤول متعاطف مع الموظف وذلك بسبب اقامة عائلته في منطقة تكاد تبعد ما لا يقل عن ساعة واحدة أحيانا عن موقع العمل ! أو انه على موعد للسفر! أو ان العائلة في انتظاره للذهاب في رحلة!

لن نفسر ذلك لأن الظروف تختلف فهناك موظفين يعيشون في مناطق أبعد من ذلك ولكن لا تتعبهم المسافات و يهمهم إكمال عدد الساعات و أداء وظيفتهم بالشكل المطلوب.

ولكن كيف أصبح المجتمع يفكر؟
إذا كانت لديك معاملة و تود انهائها، يجب أن لا تكون في يوم الخميس لأنه يوم “الشردة” ولن تستطيع ان تـكمل الإجراءات . و إذا ذهبت الى مؤسسة لتخليص المعاملة سيقول لك أحدهم لماذا أتيت الان؟ الساعه 12 ظهراً و اليوم الخميس راجعنا الأحد!

يجب علينا أن نرتقي في جانب أخلاقيات العمل فمن الواجب اكمال عدد ساعات الدوام المتفق عليها و هذه العادة هي شي سلبي في مجتمعاتنا و لا يمكن أن نسمح لغيرنا أن يهزا بنا. فنكون نحن أقل إخلاصا في عملنا مقارنة بزملائنا خصوصاً الأجانب الذين يتعجبون من هذه العادة الغير مقبولة مُطلقاً

في واقع الأمر، من الصعب تغيير الشيء إن أصبح عادة. ولكن يجب علينا أن نقتنع أولاً بأن “الشردة” مصطلح غير منطقي و عادة غير مقبولة. لذا يجب أن تتلاشى و لا يمكن أن نجعل من هذه الكلمة فكاهة تُضحك من يسمعها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى