أخبار محلية

أمهات صنعن نجاحاً

وهج الخليج-مريم البادية

لم تكن يوماً رقماً بلا صفة، أو عدداً بلا أهمية؛ لذا يحتفل العالم سنويا بيومها – يوم الأم- في الحادي والعشرين من مارس في كل عام؛ وذلك تقديرا لجهودها المبذولة على هذه الأرض، حيث لم تقف لحظة على جانب مظلم من المسيرة الحياتية للدولة، ولم تختبئ في بيتها، وتبحث عن الظل لتستظل به، فتعددت إنجازات أمهاتنا فمنهم من أسهم في المجال التعليمي وثانيا في المجال الطبي وثالثا في مجال ريادة الأعمال وأخيرا في المجال الاقتصادي، فتنوعت هذه الإنجازات لتكون واقعا ملموسا نعايشه اليوم، فحاولت أن أتلمس خطى النجاح في حياة نماذج رائدة في قطاعات مختلفة لألقي الضوء على بصمة مميزة في شخصيات صنعتها أمهات مميزات ، فخرجت بالتالي:

** لماذا هذا التخصص؟

***تجيب الأستاذة سعدة الحجرية- معلمة لغة عربية وهي أحد النماذج الإنسانية التي يعتز المرء بمعرفتها ومعايشتها إذ تُعد أول امرأة عمانية تحصل على شهادة البكالوريوس من مخرجات محو الأمية، تقول أنها أحبت العلم والتعلم منذ صغرها ولكن لم تكن هناك فرصة بسبب عدم وجود مدارس في ثمانينيات القرن العشرين، إلا تلك المتعلقة بمدارس القرآن.

وتضيف الحجرية: “حرصت على الذهاب إلى هذه المدارس وأظهرت تفوقا وسرعة في التعلّم والحفظ؛ لذا كافحت لتحقيق حلمي إلى أن استجابت الوزارة لطلب فتح صف دراسي لتعليم الكبار ومحو الأمية، وثابرت من أجل إقناع نساء الحي للالتحاق بهذا الصف، ولكني واجهت صعوبة في إقناعهن ثم نجحت بعد ذلك ولكن كنت الوحيدة التي أكملت في التعليم حتى المرحلة الجامعية”.

وبشأن الدكتورة منى السعدون -مساعد عميد الدراسات الإكلينيكية بكلية الطب، وأستاذ مشارك في قسم صحة الطفل بمستشفى جامعة السلطان قابوس- فتقول: “أن الفضل يرجع إلى البروفيسور مسلم البوعلي الذي سرت على خطاه، حيث كان يتفانى في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للطفل في السلطنة، وفي ذات الوقت كان هو المرشد الأكاديمي لي طوال سنواتي الدراسية بكلية الطب، فوجدت نفسي قادرة على العطاء في قسم الأطفال”.

أما عن سلمى الحجري – رائدة أعمال وصاحبة مشروع “سلمى شوكليت” والحاصلة على أفضل مشروع تجاري ناشئ في الوطن العربي لعام 2015م- فتقول: “كنت أبحث عن هواية ممكن أن أستفيد منها في ظل الأزمة المالية الحاصلة، واستمر ذلك لمدة 6 أشهر إلى أن استقرّ تفكيري على مشروع الشوكلاتة، فهي شيء أحبه ومن الممكن بسهولة أن أبدع فيه، أضف إلى جانب ذلك خلو البلاد من المصانع التي تهتم بصناعة الشوكولاتة عن طريق منتجات عمانية”.

الرغبـــــة الجــــــادة

** ماهي عوامل النجاح والتميز في هذا الأمر؟

*** في هذا السياق تقول سلمى: “المميز في مشروعنا أنه يحمل بصمات ونكهات عمانية واضحة، حيث تشتمل هذه المكونات على التمر والعسل الطبيعي واللبان والنارجيل والحلوى العمانية والحليب الطازج، إضافة إلى الزعتر العماني بجانب مكونات أخرى غير محلية”.

بينما آن الكندية -نائبة رئيس اللجنة الوطنية للشباب وعضوة في مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العمانية- تُرجع عوامل النجاح إلى المثابرة والعمل الدؤوب والرغبة في إحداث تغيير للأفضل وعدم الرضى بتحقيق معدلات بسيطة من النمو.

**هل لهذا النجاح والتميز ثمن في حياتك؟

***تذكر الدكتورة منى في هذا الجانب أن العوامل الداعمة قللت من الثمن المدفوع، ولكن سهر الليالي والبقاء في المستشفى أو الجامعة لساعات طويلة قلل من مشاركاتي الاجتماعية، وتوافقها الرأي آن وسلمى، فتذكران أن الموازنة بين الأمومة والجانب الوظيفي صعب جدا ولكن يجب على الإنسان أن يضحي في بعض الحالات ويدير وقته حتى يصل إلى مراتب النجاح.

**هل أصبحت هناك ضغوط والتزامات أكثر من السابق؟

***تشير سلمى في هذا الجانب إلى أن نجاحها في المشروع كان مفاجئة كبيرة، وتعبّر عن ذلك قائلة: “صعدنا للقمة بسرعة مما سبب لنا ضغطا لتقديم الأفضل بسرعة قياسية مما أسهم في إحداث ضغوط مادية ونفسية”.

أما الدكتورة منى فتشير لأهمية الالتزامات لتطوير حلمها، فتقول: “كنت أسعى لإكمال دراستي العليا في مجال حماية الطفل من سوء المعاملة وأن أسهم في إيجاد منظومة تعمل على التقليل من هذه الظاهرة وتقديم خدمات لحماية الأطفال وإعادة البسمة لهم ودمجهم في المجتمع مرة أخرى، وتم ذلك، فأصبحت الالتزامات أكبر مما كانت عليه سابقا في مجال الوظيفة.

**ما هي أبرز التحديات التي واجهتك للوصول إلى هذا النجاح؟

***تجيب سعدة عن ذلك بقولها أن التحديات تمثلت في الأسرة والتزاماتها، إلى جانب المجتمع الذي كان يرى بأن مكان المرأة هو المنزل وتربية الأطفال، أما سلمى فقد واجهة تحديات مادية حتى وصلت إلى هذا المستوى.

** من هو نموذج القدوة؟

***وعن نموذج القدوة تحدثنا سعدة أن الرسول الكريم هو القدوة الأولى، بينما آن الكندي فتستلهم القوة من صديقاتها الآتي تميزن بتفوقهن وإنجازاتهن، فدائما الإنسان يحاول أن يرتبط بمن هو أفضل منه حتى يتعلم، وكذلك الأهل هم مصدر قدوة في إنجازاتهم وقوة تحملهم وحكمتهم.

** ماهي الخطط المستقبلية؟

***تذكر الدكتورة منى أن هناك خططا لإيجاد برامج موجهة للتقليل من حوادث الأطفال وتوفير بيئة آمنة لهم في السلطنة، أما آن فتتمثل خططها في استثمار النفس “الذات” من خلال التعمق في التعلم بمزيد من البحث والكتابة لإيجاد فكرة تسهم في تطوير اقتصاد البلد، وبالنسبة لسلمى فتسعى للوصول بمشروعها إلى العالمية، بيد أنه لا يكون محصورا على نطاق السلطنة فقط.

المثابـــــــــــرة

**نصيحة إلى الشباب للمضي نحو تحقيق طموحاتهم؟

***تقول آن أن الاعتماد على النفس هو أفضل وسيلة لكي يتعلم الإنسان، والعمل الجاهز لن يقدر قيمته، وتوافقها سلمى وسعدة بقولهما أن المثابرة إلى جانب مضاعفة الجهد وتحديد الأهداف ومحاولة استحضار أفكار جديدة وعدم نسخ المشاريع هي طريق الوصول إلى النجاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى