أخبار محلية

إطلاق مشروع الترصد القائم على الحدث وبرنامج التمكين في الصحة العامة

وهج الخليج ـ مسقط

أطلقت وزارة الصحة ممثلة بدائرة الترصد الوبائي بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها اليوم مشروع نظام الترصد القائم على الحدث، وبرنامج التمكين في الصحة العامة في مجال الوبائيات التطبيقية الأساسية في ظل التحدّيات الوبائية والصحية المتزايدة على الصعيدين المحلي والعالمي.

رعى حفل الإطلاق سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي – وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية.

وأكّدت الدكتورة أمل بنت سيف المعنية المديرة العامة لمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة في كلمتها على أنّ هذا الإنجاز يأتي في إطار التوجه الوطني الرامي إلى تعزيز منظومة الإنذار المبكر والاستجابة السريعة للأحداث الصحية، بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040 التي تضع صحة الإنسان وسلامته في صميم أولوياتها.

وقالت: “إنّ الترصد القائم على الحدث لا يُعدُّ مجرد نظام، بل يمثل نقلة نوعية نحو التحول الذكي والمبكر في اكتشاف الإشارات الصحية غير التقليدية بالتكامل بين القطاعات الصحية والبيئية والحيوانية، وتفعيل مبدأ الصحة الواحدة (One Health) “.

وأضافت: “نحتفل اليوم بتخريج كوكبة متميزة من القدرات العُمانية التي أتمت بنجاح برنامج التمكين، واكتسبت مهارات علمية وميدانية تُعزّز من قدرتنا على التصدي للمخاطر الصحية، وبناء نظام صحي مرن ومتكامل”.

وعبرت الدكتورة هيذر بيرك -المديرة الإقليمية لمنظمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأمريكية عن سعادتها بتطبيق مشروع نظام الترصد القائم على الحدث على مستوى جميع محافظات سلطنة عُمان، لدعم نظام الترصد القائم على المؤشرات الراسخ أساسًا، مؤكّدة على أنّ هذا النظام سيُعزز من مكانة سلطنة عُمان باعتبارها نموذجًا في نظام الإنذار المبكر والاستجابة، مما يعزز الاستخبارات الوبائية فيها.

واستعرض الدكتور عادل بن سعيد الوهيبي – مدير دائرة الترصد الوبائي بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة – في عرض مرئي نظام مشروع الترصد القائم على الحدث من حيث المفهوم، والفرق بينه وبين الترصد القائم على المؤشرات، ومكوناته، وجهود سلطنة عُمان لتطوير هذا النظام، بإنشاء منصة إلكترونية وطنية، وإعداد الأدلة التشغيلية والنماذج الموحدة، وتنفيذ دراسة تجريبية في محافظتي شمال الشرقية والداخلية، وتدريب الكوادر بالتعاون مع مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) وبنهج الصحة الواحدة لضمان التكامل بين الصحة العامة والبيئية والحيوانية.

ووضّح أنّ نجاح النظام يتطلب تعزيز الدعم الإداري والتشغيلي على مستوى المحافظات، مع التأكيد على الالتزام الفوري بالإبلاغ، ومتابعة الأداء بمؤشرات واضحة تُسهم في التقييم المستمر والتحسين المستدام.

وبيّن الدكتور عبدالله بن بشير المنجي اختصاصي وبائيات بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة أنّ برنامج التمكين في الصحة العامة يُعدُّ منصة تعليمية تطبيقية تجمع بين الجانبين النظري والميداني، وقد أثمر البرنامج عن تخريج أربع دفعات من الكفاءات الوطنية حتى الآن، يمثلون نموذجًا ناجحًا في رفع الجاهزية الوطنية لمجابهة التحدّيات الصحية.

وحول النظرة المستقبلية للبرنامج بيّن أنها تشير إلى آفاق واعدة، من حيث توسيع نطاقه وتعزيز شراكاته، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات المحتملة مثل الاستدامة، وتنوع المهارات المطلوبة، والتكامل بين القطاعات التي تمثل أيضًا فرصًا لتطوير البرنامج باستمرار بما يخدم رؤية عُمان 2040 في بناء نظام صحي مرن ومستدام.

وبيّن الدكتور يوسف صالح خضر مدير مركز التمييز لعلم الوبائيات التطبيقي في كلمته أنّ برنامج الوبائيات التطبيقية يُعدُّ أحد النماذج الرائدة في تطوير القدرات الوطنية في مجال الصحة العامة، ويجسّد مثالًا ناجحًا على الشراكة المثمرة بين وزارة الصحة في سلطنة عُمان ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة (CDC)، بدعم فني من الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية.

وقال إنّ البرنامج انطلق لإعداد كوادر وطنية متمكنة في علم الأوبئة والصحة العامة الميدانية، من خلال تدريب عملي ونظري عالي المستوى، يركز على تعزيز منظومة الترصد، والاستجابة السريعة للفاشيات، وتحليل البيانات الوبائية لدعم اتخاذ القرار.

وأضاف أنّ البرنامج يعتمد على نهج “التعلم بالممارسة”، حيث يُدرَّب المشاركون أثناء الخدمة ضمن فرق الاستجابة السريعة، مما يتيح لهم تطبيق المعارف في بيئات العمل الحقيقية، بما ينعكس مباشرة على تحسين الأداء المؤسسي ورفع كفاءة النظام الصحي. وذكر أنّ البرنامج أسهم في تخريج عشرات من الكفاءات الوطنية التي باتت تتولى أدوارًا محورية في مراكز الترصد، وإدارة الفاشيات، وتحليل البيانات الصحية في مختلف المحافظات. كما يتكامل البرنامج مع مشاريع وطنية كبرى، أبرزها مشروع الترصد القائم على الحدث، ويعزّز النهج التكاملي للصحة المبني على مفهوم الصحة الواحدة.

وأكّد أنّ مشروع نظام الترصد القائم على الحدث وبرنامج التمكين في الصحة العامة الاستراتيجيين يعكسان التزام سلطنة عُمان بتحقيق منظومة صحية متكاملة بتدريب مجموعات الصحة العامة الميدانية وتأهيلها، وتطوير قدرات وطنية قادرة على التصدي لتحدّيات الصحة العامة بفاعلية، مع تبني نهج “الصحة الواحدة” الذي يضمن تنسيقًا متكاملًا بين مختلف القطاعات.

ويمثل مشروع نظام الترصد القائم على الحدث تحولًا استراتيجيًّا في منظومة الترصد الوبائي بسلطنة عُمان، الذي يهدف إلى تعزيز قدرة النظام الصحي على الاكتشاف المُبكر للمخاطر الصحية والاستجابة الفعّالة لها. ويتكامل هذا المشروع مع برنامج الترصد القائم على المؤشرات، مما يُرسخ مفهوم “اليقظة الوبائية” في سلطنة عُمان، ويعتمد على جمع البيانات وتحليلها من مصادر متنوعة تشمل المراكز الصحية، والمدارس، والمجتمعات المحلية، مع توظيف التكنولوجيا الحديثة لتحسين كفاءة العمليات وتعزيز فاعلية النظام.

وانطلق المشروع في أكتوبر 2022، حيث شكل فريق عمل فني للإشراف على تطويره وإعداد المواد التدريبية اللازمة، وبدأت مرحلته التجريبية في نوفمبر 2023 بمحافظتي شمال الشرقية والداخلية إذ تمّ التنفيذ الشامل في ديسمبر 2024، وطُبق المشروع على مستوى جميع محافظات سلطنة عُمان بعد تدريب المجموعات اللازمة.

ودربت دائرة الترصد الوبائي بوزارة الصحة 188 مشاركًا مركزيًّا من مختلف القطاعات، بما في ذلك البلديات، وهيئة البيئة، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على آليات الترصد القائم على الحدث، وأُعد دليل علمي شامل ومنهجيات تدريبية تدعم تنفيذ المشروع على نطاق وطني بتنفيذ حلقات عمل وتجارب ميدانية لضمان الجاهزية والاستجابة السريعة لأي مخاطر صحية.

وأسهم المشروع في تعزيز نظم الإنذار المبكر وتحسين كفاءة الاستجابة لتفشي الأمراض مما أدى إلى تقليل آثارها على المجتمع، كما عزّز المشروع التعاون بين القطاعات المختلفة بما في ذلك الزراعة والبيئة والبلديات، مما حقق تكامل الجهود الوطنية لمواجهة التحدّيات الصحية بفاعلية وشمولية.

وفي الآونة الأخيرة أسهم المشروع في الكشف السريع عن عدّة فاشيات كان آخرها فاشية نوروفيروس في محافظة الداخلية، مما أكّد دوره الحيوي في تحسين الجاهزية والاستجابة للأزمات الصحية، ويُعدُّ هذا المشروع نموذجًا يُحتذى به في تعزيز الصحة العامة وتطوير الأنظمة الوطنية لمواجهة التحدّيات الصحية المستقبلية.

ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز مهارات العاملين في القطاع الصحي ومختلف القطاعات ذات العلاقة، بتطوير قدراتهم في مجالات رصد الأمراض، وتحليل البيانات الصحية، واستقصاء التفشيات، ويتميز بمنهج تعليمي هجين يجمع بين التدريب النظري والميداني، مما يُتيح للمشاركين تطبيق المفاهيم المكتسبة، وقد جاء تأسيسه بناءً على دراسة تقييمية شاملة أجرتها وزارة الصحة بالتعاون مع مركز السيطرة على الأمراض (CDC) والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية، لتحديد الاحتياجات الوطنية في مجال الوبائيات التطبيقية. وبدأ البرنامج في 21 أغسطس 2022م وكانت أولى أنشطته حلقة تدريبية لإعداد الموجهين، تلاها إطلاق دورة تدريبية للفوج الأول بمشاركة 24 متدربًا من وزارة الصحة.

ومن خلال البرنامج درب 103 مشاركين من مختلف القطاعات على مدار أربع دفعات، شملت العاملين في القطاع الصحي وممثلين من قطاعات أخرى مثل البلديات ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وتطبيق منهج التعليم الهجين لتعزيز الجمع بين الجوانب النظرية والتطبيق العملي، أُعد 20 موجهًا متخصّصًا للإشراف على تدريب المشاركين وضمان استدامة المشروع.

ويُسهم البرنامج في رفع كفاءة العاملين في مجالات الرصد الصحي وتحليل البيانات، مما يؤدي إلى تحسين جودة نظم الرصد ودعم عملية اتخاذ القرارات، ويُعزز المشروع التعاون بين مختلف القطاعات، مما يُتيح تحقيق منهجية “الصحة الواحدة”، التي تضمن استجابة شاملة ومنسقة للتحدّيات الصحية، ويُعدُّ البرنامج نموذجًا رياديًّا في تطوير المجموعات الصحية الوطنية، وتعزيز الجاهزية لمواجهة التحدّيات الوبائية والصحية، مع تحقيق التكامل بين القطاعات المختلفة لدعم الصحة العامة في سلطنة عُمان.

وتضمن الاحتفال الذي أُقيم بفندق “شيراتون” تخريج دفعتين جديدتين من الكفاءات الوطنية ضمن برنامج التمكين في الصحة العامة في مجال الوبائيات التطبيقية الأساسية، بدعم وشراكة استراتيجية مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى