عمانيات

جهود متواصلة لمكافحة حشرة دوباس النخيل

وهج الخليج _مسقط

تواصل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه جهودها لمكافحة الآفات الحشرية والأمراض الفطرية، منها حشرة دوباس النخيل “المتق” التي تتعرض لها زراعة أشجار النخيل وتؤثر على إنتاجيتها كما تؤدي إلى ضعفها ما يرفع من تكلفة زراعتها ويقلل من العائد الاقتصادي لها.

وقال الدكتور طارق بن حمود المنذري رئيس قسم مكافحة الآفات بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ حشرة الدوباس تتميز بأجزاء فمها الثاقبة الماصة والتي تقوم الحشرة في طور الحوريات والبالغات بامتصاص العصارة النباتية من جريد النخيل وعناقيد الثمار ما يسبب إجهادًا للشجرة واصفرارها.

وأضاف أنّ الحشرات الكاملة والأعمار الخمسة لطور الحورية هي الأطوار الضارة التي تسبب الأضرار المباشرة، حيث تقوم بامتصاص العصارة النباتية من أوراق وسعف النخيل بكميات كبيرة أكثر من حاجتها ومن ثم تفرز الحشرة الندوة العسلية والتي تكون في صورة مادة دبسية لزجة.

ووضّح أنّ هذه الندوة العسلية اللزجة تغطي السعف والعذوق والجذع والشماريخ الثمرية التي تلتصق بشدة مع بعضها مما يسبب الفشل في إتمام عملية العقد للثمار والأضرار المباشرة على أشجار النخيل ويكون هناك ضرر غير مباشر على أشجار الفاكهة والمحاصيل البينية الأخرى، حيث تتساقط هذه الإفرازات على السعف والأوراق والثمار وتغلق ثغور الورقة لتتجمع عليها الأتربة وذرات الغبار وتكوين العفن السخامي والفطريات الرمية مما يمنع من عمليات التمثيل الضوئي والتنفس والنتح.

وذكر أنه على المدى البعيد تؤدي الإصابة الشديدة إلى إجهاد المحصول وتخفيض الإنتاج كمًّا ونوعًا وتحول لون السعف إلى الأخضر المصفر كما تؤدي إلى تأخر نضج الثمار وتكون ملوثة بالإفرازات العسلية والأتربة وهذا يقلل من قيمتها التسويقية وفي حالة الإصابة الشديدة لا تنجح عملية عقد الثمار كما تدل كثافة المادة العسلية على سعف النخيل والمتساقطة على الأوراق والثمار للأشجار البينية على مدى شدة الإصابة.

وأضاف الدكتور ناصر بن محمد العبري رئيس قسم بحوث الحشرات بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أن الدراسات البحثية أظهرت أن متوسط الفاقد في إنتاج التمر يصل إلى 28 بالمائة من إجمالي الإنتاج في حال لم يتم إجراء عمليات مكافحة للحشرة وهي نسبة عالية إذا تمت مقارنتها بمتوسط الإنتاج العام للنخيل والعائد الاقتصادي لذلك الإنتاج.

وعن جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لمكافحة هذه الآفة قال الدكتور سالم بن علي الخاطري مدير عام التنمية الزراعية بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: إنّ الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بمكافحة حشرة دوباس النخيل (المتق) وذلك لأهمية التمر الذي يُعدُّ محصولًا اقتصاديًّا مهمًّا يدخل في نسيج الحياة اليومية للمواطن كما أنه من العناصر الرئيسة في القائمة الغذائية للمائدة لدى أفراد العائلة ويشكّل دخلًا مهمًّا للمزارعين.

وبيّن أنّ مكافحة هذه الآفة تتطلب المكافحة الجماعية المتكاملة لإبقاء الإصابة إلى ما دون الحد الاقتصادي الحرج لضمان استمرارية الإنتاجية الجيدة للنخلة وبمواصفات ذات جودة عالية تمكن المنتج المحلي من منافسة التمور المستوردة، كما يسمح للتمور العُمانية بالمنافسة في الأسواق الخارجية للإسهام في زيادة العائد المادي منها وفي الناتج المحلي الإجمالي.

وأكّد أنّ الوزارة تواصل جهودها للتصدي لهذه الآفة عبر عمليات المكافحة بالرش الجوي لهذه الآفة والتي كانت في بدايتها تغطي مساحات كبيرة في مختلف مناطق سلطنة عُمان ونتيجة للجهود الكبيرة التي بذلت فإن المساحات المستهدفة التي تتطلب مكافحة قد انخفضت إلى 20 ألف فدان تقريبًا، كما أنّ الجهود البحثية قامت بتحديد أجيال الحشرة وأطوارها المناسبة لتنفيذ عملية المكافحة لتكون أكثر كفاءة وفاعلية بحيث يتم العلاج بالجرعة المناسبة من المبيد المناسب الموصى به وفي الوقت المناسب.

وحول عمليات المكافحات المطبقة في مكافحة دوباس النخيل أوضح الدكتور راشد بن حمدان الشيدي مدير مركز بحوث وقاية النبات بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموراد المياه أنّ الدراسات البحثية بيّنت أهمية تطبيق نظام المكافحة المتكاملة للحشرة للحصول على نتائج أكثر إيجابية وفاعلية من خلال اعتماد تطبيق المكافحة باستخدام أكثر من محور في الوقت نفسه بشكل متكامل؛ حيث إن المحاور الأساسية التي يجب العمل على تطبيقها بشكل متكامل هي المكافحة الميكانيكة، والمكافحة الكيميائية، والمكافحة الحيوية.

وذكر أنّ المكافحة الميكانيكية يقصد بها المكافحة العملية الحقلية المتعلقة بإحداث تغييرات في البيئة الزراعية في مناطق الإصابة بالحشرة عبر التغييرات في المساحات البينية لزراعات النخيل القائمة لتصحيحها تدريجيًّا مع الاهتمام بالعمليات الزراعية الأخرى المتعلقة بنظافة الأشجار والتقليم.

وأفاد بأنّ الدراسات البحثية أثبتت أنّ نسبة الإصابة بحشرة الدوباس تنخفض في مزارع النخيل ذات العناية العالية وذات الري المنظم حيث تقل الرطوبة الأرضية مع زيادة مسافة الزراعة بين النخيل؛ الأمر الذي يحسن من مستوى التهوية ووصول أشعة الشمس للمزروعات نتيجة لإيجاد بيئة غير مناسبة لتكاثر حشرة الدوباس.

ولفت إلى أنّ عمليات المكافحة الميكانيكية تتمثل في مجملها في تنفيذ العمليات الزراعية الحقلية وتطبيق الإحلال والتجديد ومن خلال فصل الفسائل حول أشجار النخيل والتقليم والاهتمام بعمليات التسميد حسب التوصيات الفنية والعناية بخدمة التربة والنظافة حول النخلة.

ووضّح أنّ المكافحة الكيمائية تُعدُّ المكافحة الأساسية الحالية لهذه الآفة نظرًا لعدم تفعيل العناصر السابقة بشكل كامل من قبل المزارعين وأصحاب أشجار النخيل في القرى الزراعية، وقد وضعت الوزارة استراتيجيتها لمكافحة حشرة الدوباس على أساس الدراسة العلمية لدورة نشاط وموعد ظهور الحشرة وتعتمد المكافحة الكيميائية بشكل عام على استخدام المبيدات الحشرية المتخصّصة وبمستحضرات مختلفة وتطبيق تقنيات الرش الجوي بالطائرات العمودية وكذلك الطائرات المسيّرة -الدرون- مؤخرًا.

وذكر أنه يتم استخدام آلات الرش الأرضي لتغطية المساحات الأخرى التي يتعذر وصول الطائرات إليها أو التي تحتاج إلى عملية رش تكميلي، ويسبق تنفيذ عملية المكافحة قيام الفرق الفنية في مختلف المحافظات بإجراء عمليات مسح للإصابة وتحديد المساحات المستهدفة ومستوى الإصابة والطور الحشري.

وبيّن أنّ للمكافحة الحيوية أهمية قصوى في مكافحة مختلف الآفات الزراعية؛ حيث توجد بعض الطفيليات التي تتغذى على بيض حشرة الدوباس، كما أن هناك العديد من المفترسات التي تتغذى على طور الحوريات والحشرات الكاملة ويقوم الباحثون بالوزارة بالعمل على تربية وإكثار هذه الطفيليات الحيوية في المختبر ليتم إنتاجها بكميات كبيرة وبعد ذلك يتم إطلاقها في عدة مواقع ومتابعة أدائها وتقييم نتائجها.

وأشار المهندس نصر بن سيف الشامسي مدير دائرة وقاية النبات بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى أنّ الوزارة تنفذ برنامجًا تطبيقيًّا لمكافحة حشرة دوباس النخيل؛ حيث تقوم الوزارة سنويًّا بإعداد مناقصة لتنفيذ برنامج الرش الجوي للقرى المصابة باستخدام الطائرات العمودية وتمّ مؤخرًا إدخال الطائرات المسيرة (الدرون) وكذلك توفير المبيدات المتخصصة لمكافحة هذه الحشرة سواء من خلال برنامج الرش الجوي أو برنامج الرش الأرضي باستخدام مكائن الضغط العالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى