أخبار العالم

ماذا ستفعل واشنطن إذا امتلكت بيونج يانج أكثر من 300 سلاح نووي؟ باحث أميركي يجيب

وهج الخليج – وكالات

يقول الباحث والمحلل الأميركي بروس بينيت إنه لو تخيلنا أن شخصا ديكتاتورا يحكم دولة فقيرة، فإنه بطبيعة الحال سيكون مهووسا بالتهديدات المحتملة لبقائه وسيطرته على دولته. وفي حقيقة الأمر سيكون هدفه الأساسي هو بقاء نظامه وسيطرته. ومن ثم فإنه يختلق رواية عن إحدى الدول المجاورة له وعن الولايات المتحدة بأنهما العدوان الشريران له، اللذان يعتزمان تدمير بلاده. ويصبح هذا هو التلفيق الأساسي لسلسلة من المزاعم المصطنعة ، بما في ذلك مدى روعة بلاده ومدى تدني وعداء الدول الأخرى. ويقوم بوحشية بقمع أي معارضة داخلية لهذا الرأي وحجب أكبر قدر ممكن من المعلومات الخارجية التي يمكن أن تدحض ادعاءاته. كما يقوم هذا الشخص أيضا بإنفاق جزء كبير من إجمالي ناتجه المحلي الضئيل للحفاظ على جيشه وتزويده بكل ما يستطيع من أسلحة متقدمة. ويوضح أن هذه القوات ضرورية لردع وهزيمة أعدائه. ويسعى للحصول على أحدث أنظمة الأسلحة، والأسلحة النووية، لكي يبدو داخل البلاد وخارجها، قائدا قويا و لا يمكن الاستغناء عنه. كما يخطط لاستخدام الأسلحة النووية لأغراض قسرية ضد الدولة المجاورة التي يريد الهيمنة عليها. ثم يزعم أن دولته دولة قوية تمتلك أسلحة نووية، ضمن تسع دول فقط في العالم، وبالتالي دولة رائعة ، أصبحت عظيمة على يد قيادتها.


ويضيف بينيت وهو أحد كبار الباحثين في المجالين الدولي والدفاع في مؤسسة البحث والتطوير الأمريكية( راند ) في تحليل نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أن هذا التصور يساعدنا في فهم سبب شعور كيم جونج أون رئيس كوريا الشمالية بأنه لا يستطيع في حقيقة الأمر التخلي عن أسلحته النووية. فالأسلحة النووية مهمة للغاية لرؤية العالم التي صورها كيم لشعبه لتبرير حكمه الوحشي وتوفير وسيلة لتحقيق هدفه المتمثل في الهيمنة على كوريا الجنوبية. وإذا ما تم التخلص من الأسلحة النووية ، لن يكون كيم أكثر من مجرد قائد مسكين لدولة ضعيفة، يمكن الإطاحة به، مثل نيكولاي شاوشيسكو صديق عائلة كيم، الذي تمت الإطاحة به كديكتاتور لرومانيا عام 1989. ولا يعني هذا القول بأنه لا يمكن الإطاحة بكيم، ولكن هذا أمر غير محتمل كثيرا نظرا لامتلاكه لعدد كبير من الأسلحة النووية. وفي واقع الأمر، أعلن كيم أنه سوف يزيد بدرجة كبيرة أسلحته النووية، ويبدو أنه عاقد العزم على بناء قوة كبيرة للغاية تضم ربما 300 إلى 500 سلاح نووي أو أكثر.


وباختصار، خلق كيم ظروفا تجعل من غير المتصور إمكانية أن ينزع سلاحه النووي. ومع ذلك، لا يضمن امتلاكه للأسلحة النووية بقاء نظامه. وحقيقي أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية سيخسران أكثر مما يكسبان من وراء أي غزو لكوريا الشمالية. ولكن إذا أدركا أن كيم يمكن أن يبدأ هجوما نوويا، قد يقرران أنه ليس أمامهما خيار كبير سوى البدء بالهجوم قبله. والشىء نفسه يصدق على كيفية شعور الصين إزاء كوريا الشمالية. لقد هددت الصين حتى بالقضاء على اسلحة كوريا الشمالية النووية إذا ما سعى نظامها للحرب أو انهار.
ويقول بينيت إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تجعل نزع السلاح النووي الكوري الشمالي هدفا طويل المدى مع التأكيد في المستقبل القريب على تقييد حجم وخطر قوة الاسلحة النووية الكورية الشمالية من خلال تحقيق تجميد كامل أو رئيسي لانتاج الأسلحة النووية الكورية الشمالية. وسوف يرى كيم أن هذا التجميد يتعارض مع أهدافه وبالتالي يقوض نظامه. ومن ثم، فإنه لكي تنجح أي محاولة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة في تحقيق أي تجميد لا بد أن تمثل تحديا لنظام كيم من خلال عمليات المعلومات. ومن الممكن أن يؤدي مثل هذا العمل المشترك إلى تصعيد من جانب كوريا الشمالية، لكن يبدو ذلك أمرا حتميا كجزء من العنت المتوقع من جانب كوريا الشمالية بمجرد أن تتزايد قوة اسلحتها النووية.
وفي ختام تحليله يتساءل بينيت قائلا” أليس من الأفضل لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة مواجهة التصعيد الآن بدلا من انتظار امتلاك كيم للمئات من الأسلحة النووية، وهو ما ربما يغريه إلى استفزازات وعنت أكثر حدة؟ وكلما أصبحت تصرفات كيم أكثر تهديدا، كلما أصبحت مخاطر اندلاع حرب نووية كارثية عرضية أكثر ترجيحا. وهذا أمر يعد فيه ” التأجيل” خيارا ليس حكيما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى