أخبار محلية

النادي الثقافي ينظم ندوة السير العُمانية

وهج الخليج – مسقط
نظَّم النادي الثقافي بمقره في القرم اليوم ندوة بعنوان “السير العُمانية: تأريخ وحاضر ومستقبل”، بمشاركة مجموعة من المختصين في هذا المجال، وأدارتها تهاني الحوسنية.

وتُعد السير العُمانية مصدرًا مهمًّا للباحثين في مجالات العلوم الإنسانية، لا سيما مجالا التاريخ والأدب، كما تقدم مادة تاريخية مهمة حسب الموضوع الذي تتناوله، سواء كان سياسيًّا أو ثقافيًّا أو اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا أو سيرة ذاتية لأحد الأعلام، وفي الوقت ذاته يعد أحد صنوف الأدب والمعروفة.

وأشار سعادة أحمد بن سعود السيابي عبر ورقة عمل عنوانها “السير العُمانية.. مفهومها وتطورها” إلى أن السير لها عدة معانٍ منها الطريقة والحالة أو الهيئة التي يكون عليها الإنسان وغيره.

وقال إن السير تنقسم إلى قسمين هما: السير الذاتية، وهي ما يكتبه الإنسان عن نفسه، والسير الغيرية، وهي ما يكتبه الإنسان عن غيره، لافتًا إلى أن السير تندرج ضمن الفنون الأدبية باعتبارها تعبيرًا عن الذات والأحداث.

ووضَّح أن مفهوم السير قد تطور عند العمانيين فأصبحت تطلق على مجموع ما يكتب من الأحداث والوقائع، وأسقطوا عليها المفاهيم الفكرية والأحكام العقدية والآراء الفقهية.

وتناول يونس بن مطر اليعربي عبر ورقة عمله “اهتمام المستشرقين الجدد بالسير الإباضية: سيرة سالم بن ذكوان أنموذجًا” الأسباب التي حملت المستشرقين الجدد إلى الاهتمام بالسير العُمانية، ومنها مـذكرات سياسية أنتجت بدءًا من القرن الأول مـن قبل فقهاء الإباضية، وتزخر بحمولات فقهية وعقدية وسياسية وتاريخية.

وتطرَّق اليعربي إلى التعريف بمفهوم الاستشراق والبدايات الأولى؛ لاهتمام الاستشراق بالسير الإباضية، واستعرض جوانب من الاهتمام بها، وعرف بمدرسة المراجعين الجدد الاستشراقية، وأبرز أعلامها، وأهم طروحاتها ومزاعمها الفكرية، كما قدَّم تعريفًا لمفهـوم السير العُمانية، وأهمية سـيرة سالـم بن ذكوان الهلالي بالنسبة لمدرسة المراجعين الجدد الاستشراقية، والأسباب التي حملتهم على الاهتمام بها على نحو خاص.

وقال إبراهيم بن يحيى البوسعيدي عبر ورقة عمل بعنوان “الجوانب الإدارية في سيرة الشيخ عامر بن محمد المعمري”: إن السير العُمانية شكَّلت عبر العصور المختلفة مصدرًا معرفيًّا مهمًّا للباحثين والدارسين نظرًا لما احتوت عليه من معلومات قيِّمة في الجوانب التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإدارية، مؤكدًا أنَّها تُعد مصدرًا مهمًّا من مصادر التاريخ العُماني.

وأضاف أن سيرة الشيخ عامر بن محمد المعمري تأتي في إطار تلك التوجيهات التي تحمل في طياتها العديد من الجوانب الإدارية الرفيعة، منها استقرار المجتمع وتحقيق الألفة والتكافل ونشر الأمن والأمان والاهتمام بالعلم.

من جانبه أشار الدكتور ناصر بن علي الندابي عبر ورقة عمل عنوانها “الجوانب السياسية في السيرة العبادية” إلى أن السيرة العبادية سميت بهذا الاسم نسبة إلى مؤلفها الشيخ علي بن مسعود العبادي، وتكونت من ركنين أساسيين، الأول كاتب السيرة -العبادي-، والثاني الرد عليها والمسطر بيد الشيخ جاعد بن خميس الخروصي.

الجدير بالذكر أن هذه الندوة سعت إلى التركيز على السير العُمانية وتطور محتواها من خلال نماذج مختارة لم يتم تناولها من قبل، كما ناقشت عدة محاور، أبرزها تتبع تطور محتوى السير العُمانية، وإبراز الأهمية الحضارية للسير العُمانية، وركَّزت على الرؤية الاستشراقية للسير الإباضية.

وهدفت الندوة إلى التعريف بالسير العُمانية وتطور محتواها “إطار نظري”، واهتمام المستشرقين بالسير الإباضية، وطرح نماذج من الجوانب الحضارية في السير العُمانية ونماذج من الجوانب السياسية في السير العُمانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى