المقالات

الدقم تقلب النواميس الإقتصادية

بقلم:د. محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)

يشعر المتتبع للأخبار الإقتصادية بالإحباط فأزمة إقتصادية هنا وكارثة إقتصادية هناك و نذير ركود إقتصادي يلقي بضلاله على نتاج المؤسسات الإقتصادية الفكرية العالمية، ناهيك عن تأثيرات الصراعات العسكرية في أوروبا و صراعات الهيمنة الإقتصادية السياسية في آسيا، ومجاعات في أفريقيا ودول تعلن إفلاسها، ودول تسقط في غياهيب الوحول الإقتصادية المدمرة وشعوب ترتعد من برد الشتاء قبل أن يأتي، كل هذا و الدقم تسير بخطى ثابتة متسارعة نحو العلا الإقتصادي..فلماذا تسير الدقم عكس النظريات و التحليلات الإقتصادية العالمية، إنها الإرادة السياسية التي وضعت نصب عينيها المستقبل الإقتصادي العماني، ومستقبل الأجيال العمانية القادمة، إنه العهد الجديد، إنه زمن التخطيط و محاربة الفساد، إنه زمن عمان أولا، وفوق كل شيئ.
لقد مرت السلطنة خلال السنوات الأولى للعهد الجديد بوضع إقتصادي لا تحسد عليه فتراكمت الديون إلى أن وصلت إلى مستويات تهدد الأمن القومي العماني، وضاعفت جائحة كورونا من الوضع الإقتصادي المتردي، وساهمت الأزمات العالمية في ركود إقتصادي أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم، فأرتفعت نسب الفائدة لمقاومة التضخم و أصبحت الدول تئن تحت وطأة أزمات إقتصادية متعددة الأبعاد، فاتخذت السلطنة خطة التوازن المالي، الأمر الذي ضبط الإنفاق و أوقف الهدر المالي وهو ما يعني وقف المشاريع الإستثمارية، وبالعودة للدقم نجد أنها تتصدر الأخبار الإقتصادية في نجاحات غير مسبوقة في العام 2022 فقط، نذكر بعضا منها:
1. الدقم تستقبل عشرات السفراء وممثلين لدول الإتحاد الأوروبي في تسويق غير مسبوق.
2. مشاريع تحسين البنية التحتية ورصف عشرات الكيلومترات من الطرق الحديثة.
3. الدقم تصبح وجهة مميزة لإستظافة الفعاليات السياحية والترفيهية.
4. الدقم تنجح في التوقيع على إتفاقيات إنتاج الهيدروجين الأخضر، ومشاريع الكيماويات.
5. الدقم تعلن عن حزم تشجيعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتخفض الرسوم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 50 %.
6. الدقم تركب الرافعات ذات التكنلوجيا العالية وتدرب المهندسين العمانيين عليها.
7. الدقم تنجح في تنفيذ مشروع محطة محولات الكهرباء الرئيسية الضخمة.
8. الدقم تتحول الكترونيا في تسارع لافت أثار دهشة المتخصصين.
9. الدقم و بالتعاون مع بعض المؤسسات تسهل الإجراءات من خلال المحطة الواحدة، وهو سبق جديد في هذا المجال.
10. الدقم تعدل نمط الحياة الحضرية وتزرع خمسة آلاف شجرة متنوعة، وستين ألف متر مربع من المساحات الخضراء، والعديد من المتنزهات و الحدائق.
11. الدقم تستعد للإفتتاح الرسمي لمصفاة تكرير النفط.
12. الدقم تضع نفسها في صف الكبار من المناطق الإقتصادية الخاصة و المناطق الحرة.
13. الدقم تضع نفسها ضمن مناطق التخزين الإستراتيجي العالمية للنفط.
14. منتدى الدقم الإقتصادي القادم دافوس الشرق الأوسط.

إنه العهد الجديد الذي يقوده جلالة السلطان هيثم حفظه الله، إنه عهد الإنجازات الحقيقة، والمشاريع ذات المصداقية بعد أن ولى عصر الإعلانات الإقتصادية المدوية البعيدة عن الواقع و الغير قابلة للتنفيذ، إنه السلطان هيثم و ولي عهده الأمين اللذين وضعوا الدقم في المسار الصحيح، فخالفت بذلك الدقم كافة النواميس الإقتصادية وكافة التحليلات المتشائمة، فغردت بعيدا رغم كل التحديات الإقتصادية والإجتماعية والصراعات الدولية والتنافس الإقتصادي، فقد طوع جلالته الإمكانيات المحدودة والعلاقات الدولية والبرجماتية السياسية والإقتصادية من أجل السير بعمان نحو آفاق أرحب من أجل رفاه العمانيين، فلينتظر الشعب العماني إنتهاء عام 2024 ليبدأ بتحسس الإنجازات التي سوف تنعكس على مستوى الحياة والرفاهية.
حفظ الله عمان أرضا و شعبا وقيادة.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى