المقالات

ماذا يعني الوطن يا سارة؟!

بقلم : غنية الشبيبية

رتبت مكتبها الصغير بهدوء و مسحة الرضا تكلل ملامحها تمتمت برفق : بعض الأدوات المدرسية لايمكن أن تستخدم في غير هذا المكان ولا تفارق إطار العمل، لقد منحتها لنا الدولة لأجل العمل والعمل فقط.. قناعة اتخذت منها قنديلا طاهرا يشعل مسارات حياتها.. كانت كثيرا ما تردد لتلميذاتها.. المال العام ثروة للجميع فلنحفظه من أيدي العابثين.. تتذكر جيدا حوارها مع إحدى التلميذات : أستاذة نحن نستعد لحفل العيد الوطني المجيد.. وماذا يعني الوطن يا سارة؟ سارة : نفرح ونلبس الاوشحة و نحب وطننا كثيرا..
ضمت كفيها الصغيرتين إلى صدرها و احتضنت عينيها الصغيرتين بدفء ثم قالت: الوطن يا سارة انتماء.. والانتماء هو التحام الأرواح و حين تلتحلم الأرواح لا توجد ثغور للغدر يا ابنتي.. الوطن يا سارة حب عذري طاهر لا يلج الجشع إلى تفاصيلة مطلقا.. الوطن يا سارة إيثار.. و الإيثار يعني محو الذات لأجل سعادة الآخر و ازدهاره، الوطن يا سارة تضحية و التضحية هي أسمى المشاعر الإنسانية وأجلها قداسة و روحانية وهي لا تكون بالنفس فقط بل بالراحة كذلك.. الوطن يا سارة إخلاص والإخلاص رديف الجنة و طريق سمح إلى فردوسها.. فكيف إذا كان رديف الوطن؟! أي رقي سيربأ إليه وأي سماوات سيعانق.. وأي روضة من رياض التقدم والتطور سيتفيأ؟
يا سارة الوطن ليس شعارات براقة تنساب على الألسن ولا أوشحة تلبس و لا قصيدة تروى بل هو أمانة وحفظ لشتى أجندة الوطن، حفظ لماله و نفطه و أرضه وحتى سمائه، حفظ من كل شيطان مارد نجس بجشعه طهر المواطنة و عميق معانيها..
لو يعلمون يا وطني.. حبك ليست كلمات منتقاة تنثر على مسامع المارة في طريق مجهول زائف التفاصيل… حبك عمل دؤوب وقلب ورع و ضمير يقظ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى