أخبار محلية

سلطنة عمان وألمانيا تعززان علاقتيهما في عدة مجالات

وهج الخليج – العمانية

أرست سلطنة عُمان وجمهورية ألمانيا الاتحادية دعائم علاقتيهما الدبلوماسية منذ 50 عامًا، أثمرت عن التعاون في العديد من المجالات المختلفة.

وسيعقد حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/ ودولة أولاف شولتس المستشار الألماني خلال زيارة جلالته الرسمية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية مباحثات ستعزّز علاقات التعاون القائمة بين البلدين الصديقين وستعظّم المنافع الإيجابية المشتركة خاصة في المجالات الاقتصادية والعلمية والتقنية والتكنولوجية.

ووضّحت إحصاءات التجارة الخارجية بين سلطنة عُمان وجمهورية ألمانيا الاتحادية أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد بلغ في نهاية عام ٢٠٢١ حوالي ٨ر٢٠١ مليون ريال عُماني حيث بلغت الواردات الألمانية إلى سلطنة عُمان حوالي ٩ر ١٧٢ مليون ريال عُماني في حين بلغ حجم الصادرات العُمانية إلى ألمانيا ٨ر٢٨ مليون ريال عُماني.

كما تشير الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد وصل بنهاية مارس من العام الحالي إلى ٤ر ٥٣ مليون ريال عُماني، وتمثلت أهم الصادرات العُمانية إلى ألمانيا في المعدات الإلكترونية وأسماك التونة والمواد الصيدلانية والطبية ومعادن ومواد بلاستيكية ومنتجات بولي إيثيلين تيريفتالات والكابلات الكهربائية، فيما تمثلت الواردات الألمانية إلى سلطنة عُمان في الآلات الصناعية والكهربائية والمواد الكيميائية الصناعية والمركبات والمستحضرات الصيدلانية والبلاستيك.

وتتنوع استثمارات جهاز الاستثمار العُماني مع ألمانيا في عدد من النشاطات، منها فندق هيلتون دوسلدورف ويمتلك الجهاز ٩٠ بالمائة منه، وشركة ادفاريو المعنية بتشغيل محطة خزانات النفط الرئيسة في ميناء صحار الصناعي وتبلغ تكلفتها الاستثمارية ٢٧ مليون دولار أمريكي، وشركة أوكيو للصناعات الكيميائية “أوكسيا” التي تعمل في تصنيع وتوريد وتسويق المنتجات البتروكيماوية ومشتقاتها في العالم وتعد الشركة أكبر منتجي مركبات أوكسو الكيميائية في العالم وتبلغ تكلفتها الاستثمارية ٨ر١ مليار دولار أمريكي.

وستعزّز هذه الزيارة السامية آفاق التعاون بين البلدين الصديقين خاصة في مجال الطاقة النظيفة نظرًا لما تتميز به سلطنة عُمان من مقومات وعوامل رصينة للاستثمار في هذا الحقل المهم جعلتها محط اهتمام أغلب دول العالم مثل إنتاج الهيدروجين حيث تتوفر في سلطنة عُمان أهم العوامل الأساسية لإنتاجه وهي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمساحات الشاسعة.

كما أن التوجيه السامي بتسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين الأخضر وتأسيس شركة لتنمية هذا القطاع في مارس الماضي يؤكد على البيئة الجاذبة للاستثمار في سلطنة عُمان خاصة في هذا الحقل، حيث إن هناك مشروعات استثمارية قائمة منها مشروع “هايبورت الدقم” لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

وتعمل اللجنة العُمانية الألمانية المشتركة بشكل ملموس على تطوير التعاون بين البلدين الصديقين خاصة وأنهما مرتبطان بمعاهدة حول التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار، ولعل أبرز الشراكات الموقعة في قطاعات الطاقة المتجددة الاتفاقية الموقعة بين جهاز الاستثمار العُماني وشركة “يونيبر” الألمانية التي تعمل في مجال توليد الكهرباء والمتاجرة بالطاقة، حيث يعمل الجهاز والشركة بالتعاون مع شركات عاملة في تقنيات الهيدروجين الأخضر، كما توجد شراكة بين ميناء صحار والمنطقة الحرة بصحار وشركة هيدروجين رايز الألمانية لدعم إنتاج مصنع جندال شديد الصلب الأخضر منخفض الكربون.

كما شهد القطاع السياحي بين البلدين تطورًا خلال السنوات الماضية حيث بلغ عدد السياح الألمان الزائرين سلطنة عُمان خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي ٢٣ ألفًا و٢٨٩ زائرًا.

وحددت سلطنة عُمان وجمهورية ألمانيا الاتحادية أولويات للتعاون المشترك في عدد من المجالات، منها: تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأبحاث والسياحة والرعاية الصحية والبيئة، لاسيما وأن هناك عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بينهما في مجالات تنمية التعاون الاقتصادي والصناعي، وتنظيم خدمات النقل الجوي حيث تعمل سلطنة عُمان والاتحاد الأوروبي على الانتهاء من إجراءات التوقيع النهائي للاتفاقية الشاملة للنقل الجوي، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين هيئة الطيران المدني والشركة الألمانية للملاحة الجوية.

كما قامت العلاقات العُمانية الألمانية على الاحترام وحسن النية والثقة المتبادلة في التعاطي مع كثير من القضايا الدولية المعاصرة انعكست تأثيراتها على البلدين الصديقين لإيجاد مقاربات إيجابية لعدد من القضايا التي تهم الجانبين على الساحتين الإقليمية والدولية واعتبار الحوار والطرق السلمية ومبادئ القانون الدولي أنجع الأسس وأفضل السبل لإحلال الأمن والسلم الدوليين.

ودشّن البلدان الصديقان خلال احتفالهما في شهر مايو الماضي بمسقط بمرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية شعارًا تذكاريًّا تعبيرًا عن متانة العلاقات القائمة بينهما .

وللجانب الثقافي نصيبٌ من العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين نظرًا للدور الفعال لهذا الحقل في “التواصل والحوار”، مثل الأسبوع الثقافي العُماني في برلين الذي أُقيم عام 2008م وهدف إلى تعريف المجتمع الألماني بالموروث الثقافي والحضاري العُماني، و”معرض رسالة الإسلام من عُمان” الذي ركّز على التسامح الديني في سلطنة عُمان وتجربتها في إعلاء وحفظ كرامة الإنسان، حيث إن من بين أهم نتائجه تدريس محتوى المعرض في ٣ مدارس ألمانية بالإضافة إلى الرسالة التي تضطلع بها “سفينة شباب عُمان الثانية” سفيرة الصداقة والسلام في عدد من موانئ العالم ومشاركتها في يونيو الماضي في أسبوع كيل للسفن الشراعية بميناء مدينة كيل الألمانية.

وفي المقابل فإن المشاركات الثقافية الألمانية في سلطنة عُمان تتمثل في عدد من الفعاليات منها مشاركة فرقتي جوقة ريجينسبرجر وأوبرا كولون في دار الأوبرا السُّلطانية مسقط.

وفي جانب آخر وقع البلدان عددًا من الاتفاقيات في مجالات التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، علاوة على أن جمهورية ألمانيا الاتحادية عضو في مركز الشرق الأوسط لأبحاث تحلية المياه إلى جانب سلطنة عُمان وعدد من الدول، والذي يهدف إلى الإسهام في تحقيق السلام والاستقرار من خلال دعم وتعزيز تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها لتلبية الاحتياجات الإقليمية.

ويلتحق عدد من الألمان بكليات ومعاهد في سلطنة عُمان لتعلّم اللغة العربية منها كلية السُّلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها حيث بلغ عدد الملتحقين الألمان فيها 17 طالبًا وطالبة خلال الفترة من 2012 حتى 2020م، فيما يبلغ عدد الطلبة العُمانيين الدارسين في جمهورية ألمانيا الاتحادية للعام 2021/2022 م 89 طالبًا وطالبة منهم 55 طالبًا و34 طالبة، فيما يبلغ عدد الطلبة الألمانيين الدارسين في سلطنة عُمان من العام نفسه 5 طلبة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى