عمانيات

أوصت بمواكبة رؤية عمان 2040.. رسالة ماجستير تناقش خصائص “الأخبار المحلية” في الصحف العمانية العربية اليومية

وهج الخليج-مسقط

تم يوم الأثنين الماضي في جامعة السلطان قابوس مناقشة رسالة ماجستير للطالب ياسر بن حمود بن سيف الشبيبي من قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بعنوان “الأخبارالمحلية في الصحف العُمانية العربية اليومية: دراسة تحليلية خلال عام 2021” والتي سعت لتحليل خصائص مضمون الأخبار المحلية في الصحف العمانية العربية اليومية والقائمين على الاتصال المعنيين بإنتاجها في الصحف المدروسة والتي شملت كامل مجتمع الدراسة وهي: (الوطن، عمان، الشبيبة، الرؤية).
استخدم الباحث منهج المسح الإعلامي (مسح مضمون وسائل الإعلام)، لتحليل مضمون الأخبار المحلية في الصحف المدروسة خلال الفترة من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 ديسمبر2021، بالإضافة إلى مسح عينة من القائمين على إنتاج الأخبار المحلية في هذه الصحف؛ واعتمدت الدراسة على نظرية حارس البوابة إطارا نظريا لها، واستخدمت أداتي تحليل المضمون والمقابلة شبه المقننة.
توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج وفي مقدمتها: أن الصحف العمانية العربية اليومية مهتمة بدرجة عالية جدا بالأخبار المحلية؛ ويبدو ذلك واضحا من خلال المساحات الكبيرة التي تحتلها الأخبار المحلية من العدد الرئيس، وكشفت الدراسة أن معظم الأخبار المحلية المنشورة في الصحف عينة الدراسة تهتم بالإطار الإخباري الوطني في المقام الأول باعتبار أنها صحف قومية تغطي سلطنة عُمان بالكامل.
وكشفت الدراسة أن المسؤولين الحكوميين يأتون في المرتبة الأولى كمصادر شخصية صانعة (حية) للأخبار المحلية؛ وأن المؤسسات الحكومية والخاصة جاءت في المرتبة الأولى كمصادر صانعة (غير حية)؛ في حين حلت وكالة الأنباء العمانية كأول (المصادر الناقلة) للأخبار المحلية في الصحف العمانية العربية اليومية.
وكنتيجة متوافقة مع طبيعة النظام الإعلامي العماني ذات التوجه التنموي؛ توصلت الدراسة إلى تفوق الأخبار المحلية ذات الطبيعة الإيجابية والجادة على الأخبار السلبية والخفيفة، وبالتالي اعتماد الصحف العمانية العربية اليومية على تحرير معلومات أخبارها المحلية وفقا لقاعدة الأهم فالمهم فالأقل أهمية بعيدا عن التشويق والإثارة.
وخلصت الدراسة إلى عدد من التحديات التي تواجهها الصحف العمانية عموما ومن أبرزها: الوضع الاقتصادي العالمي الذي أثر سلبا على الصحف المحلية وأدى إلى تقليل عدد صفحاتها والاستغناء عن بعض ملاحقها وتسريح عدد من موظفيها؛ كما تعاني الصحف العمانية العربية اليومية من قلة المصادر وعدم تعاون المؤسسات الحكومية والخاصة التي تتعامل بحساسية مفرطة تجاه نشر أي خبر أو تصريح إلا عن طريق دوائر العلاقات العامة والإعلام التابعة لها.
وتوصل الباحث من خلال تحليل الصحف المدروسة ومقابلة مدراء التحرير في الصحف العمانية العربية اليومية إلى نتيجة مفادها أن الصحف العمانية العربية اليومية بحاجة لتطوير سياساتها التحريرية من خلال وضع آليات خاصة بالتعامل مع الأخبار المحلية ومعايير الصالح منها للنشر بناء على أهميتها الوطنية، وتفرض في ذات الوقت تنوعا مدروسا للموضوعات وللقوالب والأشكال الفنية المستخدمة في تناول الخبر المحلي، إلى جانب تحديد معايير استخدام عناصر الإبراز (الصورة والرسوم والإشارات)، ووضع آليات واضحة تقلل من نشر الأخبار ذات الأهمية المتدنية أو الأخبار مجهلة المصدر، ويمكن للصحف العمانية العربية اليومية الاستفادة من مخرجات بعض الدراسات والبحوث التي تتناول تلك الصحف بالتحليل والدراسة؛ والاستفادة من توصياتها.
وبناء على مخرجات الدراسة من نتائج وملاحظات؛ يوصي الباحث بأن تقوم المؤسسات الصحفية العمانية عموما باعتماد فئة جديدة للمصادر الصحفية وهي فئة: (اسم الصحيفة: مؤسسات) أو (اسم الصحيفة: علاقات عامة) بحيث يتم وضع هذه التسمية في الأخبار التي ترد إلى الصحف من دوائر العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية والخاصة؛ بهدف تمييزها عن غيرها من المصادر وفي ذات الوقت تقليل إشكالية تجهيل المصادر.
كما أوصى الباحث بضرورة الاهتمام بالأخبار ذات الطابع الصناعي والسياحي والتقني؛ وزيادة نسبة الأخبار المتعلقة بها؛ بهدف مواكبة التوجه الوطني الذي تشهده السلطنة نحو تحقيق رؤية عمان 2040 والتي تولي أهميتها بهذه القطاعات.
وفي ظل عدم وجود صحافة إقليمية تُعنى بأخبار الولايات والمحافظات في السلطنة؛ يوصي الباحث بضرورة أن تولي الصحف العمانية العربية اليومية أهمية متساوية أو عادلة -على أقل تقدير- بتغطية أخبار جميع المحافظات العمانية مع إعطاء الأولوية للأخبار التي تحمل في طياتها أهمية وطنية أو قومية لجميع القراء؛ وتجنب الأخبار ذات الأهمية المتدنية والتي تجذب اهتمام فئة بسيطة من الجمهور.
يجدر بالذكر أن أهمية الدراسة تكمن في إمكانية استفادة الصحف العُمانية من نتائجها في تطوير العمل الصحفي، وفي إعادة ترتيب أولويات الأخبار المحلية التي تنشرها، وكذلك إمكانية أن تمثل نتائج هذه الدراسة إضافة للتراث العلمي في مجال الدراسات الإعلامية العُمانية وتفتح الباب أمام المزيد من البحوث والدراسات حول الأخبار المحلية في سلطنة عمان.
ترأس لجنة المناقشة الدكتورة سعاد أمبوسعيدية أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية وضمت كل من: الأستاذ الدكتور حسني محمد نصر (مشرفا) والدكتور إسلام محمد عبدالرءوف (ممتحنا داخليا) والأستاذ الدكتور سليمان صالح (ممتحنا خارجيا) وفي نهاية جلسة المناقشة تمت إجازة الرسالة ومنح الطالب درجة الماجستير في تخصص الإعلام والنشر الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى