أخبار محلية

أمين عام الأتحاد للصحفيين: لانعترف بتصنيف مراسلون بلاحدود ضد مؤشرات الحرية في عمان

وهج الخليج-مسقط

حوار: منى المعولي

أيام قلائل تفصلنا عن الحدث والعديد من الملفات الهامة التي تنتظر مناقشتها على أجندة الاجتماع، إنها قضايا أصحاب المهنة الإعلامية والصحفية، التي تننظر اجتماعات “كونجرس” الاتحاد الدولي للصحفيين في الحادي والثلاثين من شهر مايو الحالي، والذي تتشرف سلطنة عمان باستضافته، في سابقة تاريخية تشكل منعطفا جديدا في خارطة طريق الإعلام العماني، باستضافة نخبة متميزة من الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون أكثر من 600 صحفي وإعلامي يضمهم الاتحاد في عضويته من مختلف قارات العالم .

صحيفة “وهج الخليج” اقتربت من الاستعدادات وتجهيزات ما قبل انطلاق هذا الحدث، حيث كان لنا لقاء مع الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بلاجر، للتعرف أكثر على جاهزية هذا الاجتماع، وحيثياته، توجهنا إليه سائلين:
لنقف أولا على دور الاتحاد الدولي للصحفيين، وما الذي يميز الدورة الحالية في سلطنة عمان؟

– الاتحاد الدولي للصحفيين هو أكبر منظمة عالمية للصحفيين تمثل أكثر من ٦٠٠ إعلامي في العالم من أكثر من ١٦٠ دولة، ينظم الاتحاد الدولي مؤتمره كل ٣ أعوام، والمؤتمر الذي سيقام في مسقط هو الاجتماع (٣١) للاتحاد.
وقد تأسس الاتحاد في فرنسا في عام ١٩٢٩م، ولاشك إن الاتحاد الدولي للصحفيين يعد أكبر مؤسسة اتحادية إعلامية على مستوى العالم أجمع
أما فيما يخص الاجتماع الحالي، تعد سلطنة عمان هي أول دولة في منطقة الشرق الأوسط يتم فيها عقد اجتماعات الاتحاد، وثاني دولة عربية بعد تونس، كما إن الاجتماع الحالي هو اجتماعا مفصليا سيتم خلاله انتخابات العامة للاتحاد لمدة ثلاثة أعوام قادمة.

ما الذي أهلَ سلطنة عمان للترشح وكسب تأييد الاستضافة لهذا الحدث؟
– لم يأتي اختيار سلطنة عمان لاستضافة هذا الحدث من باب الصدفة، بل لأن الملف الذي قدمته السلطنة هو الملف الذي كان مكتملا ومستوفيا لجميع الاشتراطات اللازمة لهذه الاستضافة، وهو الملف الذي حظي بقبولا واسعا على مستوى جميع الأعضاء في اللجنة التنفيذية للاتحاد.

ما هو تعليقك على التقرير الذي قدمته منظمة بلا حدود حول تصنيف مؤشرات الحريات بالسلطنة في مستوى متدني؟

– نحن في الاتحاد الدولي للصحفيين لانعترف بمثل هذه التقارير ولاتعنينا، وبالتالي فإن هذا التصنيف هو من التصنيفات الغير مهمة بالنسبة لنا، لأننا كمنظمة نعتمد على البحث والتعرف عن كثب عن أي مشكلة تذكر، وبالتالي محاولة حلها من خلال المصادر والوثائق والمعلومات الملموسة والدقيقة.
– كما إن معدل الحريات لايقاس بالأرقام.

ما هو انطباعكم حول الاستعدادات للحدث، حيث إنكم تقفون اليوم على الاجراءات النهائية ما قبل الانطلاق؟
– لقد قامت جمعية الصحفيين بمجهود عظيم للتحضير لهذا المؤتمر، وهي تحضيرات جدا معقدة، وتتطلب تنسيقاً كبيراً وتعبئة واسعة نظراً للعدد الهائل للصحفيين من مختلف أنحاء العالم، ونحن في الاتحاد نعلم مقدار هذا التعقيد والصعوبات، ولقد لاحظت أن الإجراءات في سلطنة عمان تمتاز بنوع من المرونة والتيسير، وتعتبر الجاهزية في وقت قياسي.

جمعية الصحفيين كمؤسسة مجتمع مدني تمثل شريحة الإعلاميين والصحفيين في سلطنة عمان كيف تقيمون دورها كإتحاد؟
– إن جمعية الصحفيين العمانية على علاقة وثيقة بالاتحاد الدولي للصحفيين، وهي بمثابة الشريك حيث أن الجمعية تدعم بشكل كبير مايخص الحريات الصحفية، مما يتوافق مع النهج العام والرسالة الأساسية للاتحاد

ما هي الأجندة المطروحة على طاولة نقاشاتكم في هذا الاجتماع؟

– هناك العديد من القضايا والمسائل العالقة التي سيتم طرحها ومناقشتها، من بعض التحديات التي يواجهها الصحفيين في كل أنحاء العالم، من انتهاك لحرياتهم الشخصية، والإعلامية، وكذلك الممارسات والاعتداءات على الصحفيين، بالإضافة إلى مايطرحه الأعضاء من قضايا متعلقة ببلدانهم.

ما هي الآمال المعلقة على هذا الاجتماع؟
لابد وأن يخرج الاجتماع بوصايا مهمة تمس المنطقة، وسلطنة عمان هي أحدها، كما إننا دائما نسعى جاهدين للمحافظة على حقوق الصحفي، واستقراره وحصوله على الأجر المناسب وغيرها من الجوانب التي تعتبر من الأساسيات في عملنا كاتحاد دولي معني بشؤون الصحفيين على مستوى بلدان العالم.

كما التقينا بالدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية للإطلاع على أهم التطورات والمستجدات والأمور المتعلقة باستضافة هذا العدد حيث بادرناه بمداخلة:

نحن نعلم إن نجاح السلطنة ممثلة بجمعية الصحفيين العمانية لإستضافة هذا الحدث لم يكن بالأمر الهين، ولكنه اليوم أصبح واقعا مما يعد سابقة تاريخية تحسب للصحافة العمانية.
إلى أي مدى يساهم هذا الحدث في إيصال النقلة الحالية التي تعيشها عمان في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله والتطورات والتنمية؟

– بلا شك أن اجتماع الاتحاد الدولي للصحفيين (٣١) والذي ستستضيفه مسقط هو حدث مهم، ونتائجه ستكون إيجابية سواء كان على مستوى الصحفيين، أو على مستوى السلطنة، من خلال ما سيتم عرضه من ملفات استثمارية أو اقتصادية أو سياسية خلال الأيام القادمة؛ لنقدم الصورة المشرقة لعمان في العهد الزاهر لجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- ، ونحن في مرحلة يتحتم علينا فيها بناء علاقات صحفية وإعلامية خارجية مع النقابات والجمعيات والاتحادات ذات الشأن وذات الحراك في الجانب الصحفي والإعلامي.

٢- إلى أي مدى تساهم هذه الاستضافة من وجهة نظرك في ربط الصحفي العماني بالصحافة العالمية؟

هذا العدد رفيع المستوى من الصحفيين والصحفيات والإعلاميين والإعلاميات، ممن سيحضرون فعاليات هذا المؤتمر، بلا شك عندما يطلعون عن كثب على ما تم إنجازه طيلة الخمسين عام الماضية، وما سيتم إنجازه خلال السنوات القادمة من خلال رؤية عمان 2040، بلا شك سيكون له أثر كبير وملموس على المدى القصير وحتى على البعيد، ناهيك عن الاستفادة المكتسبة من خلال التعارف والاستماع إلى تجارب النقابات والصحفيين، والتي هي في مجملها ناجحة، وبلا شك وبمقدار محاولتنا واجتهادنا للاستفادة من حضورهم في عمان ستكون كبيرة، وبانعكاسات إيجابية علينا وعلى المؤسسات التي نعمل فيها.

كما أن هذه الاستضافة وهذه الاجتماعات التي ستستمر على مدى أربعة أيام، ستخلق صداقات بين الصحفي العماني، والصحفي العالمي، وسيتم خلال هذه الاجتماعات التعرف عن قرب على الميزات والخدمات التي يقدمها الاتحاد الدولي للصحافة وهي في عدة مجالات منها، مجال التدريب والتأهيل والحريات ومناشط وخدمات أخرى ربما غير معروفة لدينا بشكل دقيق في سلطنة عمان، ومن المتأمل أن تسهم هذه الاجتماعات واللقاءات المباشرة في بناء تعارفات وصداقات وخلق علاقات متميزة تخدمنا كأفراد ومؤسسات.

٣- هل تتفق معي إن نجاح جمعية الصحفيين في استقطاب هذا الحدث، يتطلب السعي إلى المطالبة بتفعيل الصحافة الاستقصائية مع ضمان الحماية اللازمة للصحفي العماني؟

لاتستطيع أي وسيلة إعلامية أن تقدم رسالتها بالشكل الجيد والمطلوب من دون استحداث وبدون تفعيل الصحافة الاستقصائية؛ فالصحافة الاستقصائية هي من الأدوات المهمة بالنسبة لي الصحفي وبالنسبة للمؤسسة الصحفية والإعلامية، وعلينا في سلطنة عمان أن نتيح كل المساحات للصحفي من أجل عمله في هذا الموضوع، وتسهيل حصوله على المعلومات من خلال تحديث وتنظيم وتسهيل الأنظمة والقوانين ذات الشأن .

٤- دكتور ما تعليقك على اللغط الذي أثارته تقارير منظمة مراسلون بلا حدود في اعطاء السلطنة تصنيف متدني في مؤشر الحريات؟

تحدثنا كثيرا حول هذا التقرير، وقد تابعنا واطلعنا عليه، هناك أشياء نوعا ما صحيحة، ولكن التقرير احتوى على نقاط غير دقيقة في جله، ويفتقر إلى المعلومة الصحيحة، وبالتالي لا أعتقد من المناسب أن نعطي الموضوع أكبر من حجمه، فهناك مؤسسات مهنية تجتهد في أخذ المعلومة من مصادرها، في حين أن هناك منظمات تستسهل الأمر فتعتمد على الإنترنت أو من خلال الاتصال ببعض الشخوص بشكل فردي وشخصي، ولو أتت هذه المنظمة إلى سلطنة عمان فإننا مستعدين لاستضافتها في جمعية الصحفيين العمانية وتقديم كافة المعلومات الدقيقة التي تود الاطلاع عليها وتحتاجها، ولا أحد يمكن أن يمنع أي أحد من كتابة مايشاء، ولكن من المهم حين تكتب أن تكتب ما هو واقعي، أما أن تصنف دولة تصنيفا غير منطقيا وتعطيها (٣٠) درجة!!! ، بإمكان أي دولة سواء كانت عمان أم غير عمان أن تصعد ٥ درجات أو تنزل ٣ درجات ولكن أن يتراجع إلى هذا الرقم والتصنيف؛ فهو أمر لايتقبله عقل، ومن خلال خبرتي ومتابعتي لبعض التصنيفات لبعض الدول، لاحظت أن تلك التصنيفات غير معقولة، ولا أريد أن أتحدث كثيرا حول هذا التقرير، وأكرر إن أرادوا أن تكون لهم مصداقية، فبإمكاننا اعطائهم ما يريدونه من معلومات، ولكن أن تعتمد تلك المنظمات في تقريرها على مصادر عشوائية فهو أمر غير مقبول، وما اتبعوه من طرق وما استندوا عليه من مؤشرات يخلو من المهنية والمنهجية في العمل.

٥- إلى أي مدى يمكن لهذا المؤتمر أن يسوق السلطنة سياحيا واقتصاديا؟

هذه الاجتماعات بإمكانها الترويج لسلطنة عمان سياحيا واقتصاديا كمساهمة، فهناك مؤسسات معنية بهذا المجال وهي تبذل جهودا كبيرة للترويج لعمان سياحيا واقتصاديا، ولكن من الواجب على الجمعية أن تساهم ولو بالشكل اليسير في هذا الأمر، ودعم الترويج السياحي والاقتصادي من خلال هذا الحدث الدولي المهم، حيث أنها فرصة سانحة لاستثمار هذا المؤتمر بما يخدم السلطنة، سيما إنه حدث إعلامي جمع أقلاما صحفية وإعلامية من جميع أنحاء العالم.
وسيتم خلال المؤتمر تقديم أوراق عمل، كما أن هناك جلسات تتطرق إلى هذا الشأن، وتتحدث عن هذه المواضيع والتي نتمنى أن تسهم في الترويج للسلطنة من خلال هذه المبادرة المتبناة من قبل جمعية الصحفيين، وتقديم السلطنة بالوجه المشرق التي هي عليه الأن، سواء كان في المجال الاستثماري أو المجال السياحي.

٦- كلمة ختامية لك دكتور ونحن على أعتاب انطلاق هذا الكرنفال الصحفي التاريخي وما هو انطباعكم وأنتم من يقود نجاح هذا الحدث؟

إن هذا المؤتمر لن يتأتى له النجاح، ما لم نساهم جميعا من أجل إنجاحه، يجب علينا جميعا أن نتكاتف كصحفيين وكإعلاميبن لنقدم السلطنة بالشكل وبالصورة التي تليق بمكانتها، وأؤكد أنه يقع على عاتقنا مسؤولية هذا النجاح، من خلال تعاضدنا في إنجاح هذا المؤتمر الذي لن يتكرر بالنسبة لعمان ولا على مستوى الشرق الأوسط .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى