المقالات

الفلسطيني يتحدى السجون المحصنة

بقلم: إبراهيم عطا

ما حدث اليوم في فلسطين لا يمكن تسميته بعملية فرار او هروب لاسرى من معتقل شطة “جلبوع” الصهيوني المحصن بشكل كبير، انما هي عملية تحدي بطولية نوعية بكل ما للكلمة من معنى، تحدي لجبروت وطغيان هذا الاحتلال البغيض على ارض فلسطين التاريخية، وتحدي لكافة الاجراءات الامنية وقيود الحراسة المشددة جدا التي تفرضها السلطات الصهيونية ليس فقط على الاسرى والمعتقلين، وانما على ذويهم وعلى كل السكان الاصليين في الاراضي المحتلة…وانا اعتبره ايضا تحدي لسلطة التنسيق الامني مع الاحتلال بقيادة المدعو “الرئيس بومازن”، والتي بدلا من ان تعمل على تحرير حوالي اربعة الاف وثمنمائة اسير ومعتقل، ومن بينهم نساء واطفال وشخصيات برلمانية وقيادية، نجدها تعمل مع المحتلين لالقاء القبض على المزيد من المجاهدين والمناضلين في سبيل الحرية والتحرير من نير اخر احتلال على وجه الارض، وكذلك تحدي كبير للموجة الانهزامية للانظمة العربية المتخاذلة من الخليج الى المحيط، والتي تحاول غسل ادمغة شعوبها وزرعها بالهزائم المغلفة بالانفتاح والانكسارات الممنهجة امام اسيادهم من الصهاينة المحتلين، اعداء الانسانية والدين…
هذا الانجاز العظيم والغير مسبوق سوف يشكل علامة فارقة وسيكون بمثابة درس في التاريخ والجغرافيا لكل الضعفاء والمتخاذلين، وسوف تكتب عنه الروايات والبحوث والدراسات وسوف تصنع حوله الافلام والمسلسلات، وربما يدخل الكتب والمناهج والمقررات كدرس في البطولة والمثابرة والانتصارات…
ستة اسرى فلسطينيين اخترقوا المنظومة الامنية للصهاينة و جعلوا “اسرائيل” برمتها تتحول الى حالة تأهب قصوى وتطلب المساعدة من المملكة الاردنية ومن سلطة دايتون الفلسطينية لاستعادة المعتقلين الذين بدات الانباء تتحدث عن احتمال وصولهم الى محافظة جنين في الضفة الغربية، وهو ما يعني اختراق آخر للحدود ولاسوار الفصل العنصري التي بناها الكيان حول المدن الفلسطينية…
وبغض النظر عن مصير هؤلاء الابطال الذي قد يكون الشهادة في نهاية المطاف والملاحقة، الا ان ملخص الكلام يا سادة، هو انه اذا كانت السجون الصهيونية هي الاكثر تحصينا في العالم كما تتدعي سلطات الاحتلال الصهيوني فان الانسان الفلسطيني بعزيمته وايمانه هو الاقوى والاكثر تحصينا بوجه بطش وظلم الاحتلال الذي سينتهي لامحالة “شاء من شاء وابى من ابى”…الف تحية لابطال عملية سجن شطة ولكل المقاومين الفلسطينين داخل وخارج المعتقلات والسجون…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى