أخبار محلية

بطل الجبل الأخضر الشاب الذي منع الكارثة

وهج الخليج- منى المعولي

في حوار خاص لوهج الخليج يروي سحيم تفاصيل حادث اشتعال السيارة في الجبل الأخضر، بدأت تفاصيل اليوم المذكور في الخامس من أغسطس/ آب الحالي حين ..

توجه سحيم بن سليمان الغافري في يوم صيفي هادىء هاربا من حرارة السهول والأرض إلى عليل الجبال وبرودتها، حجز نزلا فندقيا له ولعائلته الصغيرة، وحزم أمتعته الشخصية وأمتعة أسرته وعدة الرحلات المتكاملة المصاحبة له في جولاته، كان كل شيء يبدو طبيعي، المسار سالك، ويقود سيارته صاعدا الشارع الجبلي المسفلت، الدقائق تمضي عادية، لا شيء يذكر سوى المرور الطبيعي للمركبات ولكن حين واصل الصعود وعند الساعة الحادية عشر والربع صباحا، توقف الشارع،.

يرى سحيم المنظر أمامه سيارة دفع رباعي من نوع FJ تخرج أدخنة خفيفة من الخلف، كان هناك قرابة خمس مركبات تتقظم سيارة سحيم الغافري ومسافة لا بأس بها بين السيارات والسيارة التي تدخن.

خرج شابان من السيارة المتعطلة يطالبان بالامداد بطفايات الحريق، قام أصحاب المركبات الذين كانوا بالقرب ومن بينهم بطل الموقف سحيم بتجميع خمس طفايات أمدوهم بها ولكن السيارة ما لبثت حتى اشتعلت من جديد،

يقول سحيم: كان الوقت يداهمنا وعيني على مكان الاشتعال كان حدسي ينبئني أن خطبا ما سيحدث كان الحريق في السيارة بقرب خزان البترول، كنت أتمتم في داخلي: أي انفجار مفاجىء سيكون كارثة، نظرت إلى الخلف رأيت الشارع وقد ازدحم!

التراجع صعب،،صعب جدا ، قرابة خمس وعشرون سيارة بالخلف ومركبات أخرى في قاعدة الطريق لايعلم أصحابها ما يحدث بالأعلى.

الرجوع للخلف مستحيل، خرج سحيم ليحذر البقية بضرورة العودة فهناك سيارة تشتعل ولانعلم الشر القادم وتكاليفه، لكن العودة كانت بطيئة جدا، الوضع مرتبك ولايوجد مجال، عاد سحيم إلى الأعلى وما كان يخشاه قد وقع.

إنه خزان السيارة المشتعلة قد انفجر، تسمرت العين اتجاه الحدث، السيارة تدحرجت باتجاه المركبات العالقة على شارع الجبل خلفها، انصدمت السيارة بحاجز في الطريق ثم ارتطمت بسيارة من النوع هيونداي كان بها السائق وثلاث نساء، انحرفت الهيونداي من أثر الارتطام وانفسح الطريق أمام السيارة التي كانت ككتلة ملتهبة تتسارع كالكارثة شطر مركبات اخرى، مما قد يتسبب بحرائق وانفجار خزانات السيارات الخلفية.

شاءت الأقدار أن تكون سيارة سحيم في واجهة ال FJ المشتعلة، سحيم ينظر إلى الخلف والفرار مستحيل ضربت السيارة المشتعلة بداية سيارة سحيم من الأمام، كان يستطيع الفرار إلى جنبات الشارع، لكن لسان حال سحيم كان يقول في المال ولا في الحال.

اتخذ سحيم قراره، سيقدم سيارته قربانا لإنقاذ الموقف، قام بتثبيت سيارته في وضعية الوقوف التام لمنع الكارثة من الحدوث إذا ما ارتدت السيارة نحو الخلف.

واصل سحيم قائلا: قمت بإخراج عائلتي من السيارة واتجهت نحو الكرسي الخلفي لأحرر طفلتي من مقعد الأطفال الخاص بها، استطاعت سيارة سحيم أن تكون ترسانة تلتصق بها السيارة المشتعلة ليشتغلا معا

بالرغم من أن سحيم شاهد سيارته بما فيه تشتعل، احترقت عدة الرحلات كما احترقت كل أوراقه الثبوتية وأوراق عائلته وتفحمت الأمتعة ولكن نظرة سحيم اتجاه الجانب المشرق استطاع انقاذ عشرات العوائل وخمس وعشرون سيارة من كارثة كانت ستحدث لولا لطف القدر ولولا تصرف سحيم الرجولي البطولي.

يختتم سحيم الغافري هذا اللقاء مناشدا الجهات المعنية بايجاد خطة طوارىء في هكذا مناطق وأن يكون الحراك اسرع.

ونؤكد ونشدد على مناشدة سحيم بضرورة وضع الخطط الطارئة والمحاكاة لمثل هذه الظروف فليس بالقرب دائما من يتصرف كتصرف سحيم ويضحي من أجل انقاذ أرواح الأخرين

شكرا سحيم الغافري شكرا يا بطل الجبل الأخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى