منوعات

التكنولوجيا تحارب كورونا

وهج الخليج-عمر الحمداني

عندما بدأ انتشار الفيروس في الصين ، ظن الكثيرون أنها ستكون أكبر المتضررين! ولكن الصين قلبت كل التوقعات وواجهة الوباء بصرامة واتخذت إجراءات صارمة حتى ظن البعض إنه استبداد، ولكن في تاريخ ١٠ مارس ٢٠٢٠ أعلن الرئيس الصيني أن بلاده سيطرت على كورونا في مقاطعة هوبي مركز تفشي المرض ، وفي تاريخ ١٩ مارس ٢٠٢٠ أعلنت الحكومة الصينية عن عدم تسجيل أي حالة خلال ٢٤ ساعة الماضية. وبدأت أن الصين بالفعل تتعفى من فيروس كورونا وبدأ العالم يغرق بالفيروس القادم منها !!
هنا سوف اضع بين ايديكم تجربة الصين في محاربة هذا الوباء العالمي وكيف استخدمت قوتها التكنولوجية في الحد من انتشار المرض.
وفي بداية الأمر جميعنا يعرف ان الصين متطورة تكنولوجياً . وهنا سوف نستعرض لكم بعض التقنيات التي استخدمتها الصين في الحد من انتشار الفيروس:
١-تقنية الذكاء الاصطناعي ( Artificial intelligence): استخدمت الصين جيش من الروبوتات لتقليل الاحتكاك بين البشر ، فظهر الروبوت الممرض الذي يفحص ١٠ أشخاص في وقت واحد،و روبوت توصيل الطلبات ومعها جيش من طائرات الدرونز للمراقبة، و الروبوت المعقم، و الروبوت المتجول الذي يكشف المصابين في الشارع ويعطي نصائح صوتية للمارة.
٢- تقنية تعلم الآلة ( Machine Learning) : التعرف على المصابين وتحديد أسمائهم وارقامهم الوطنية ومواقعهم .
وقد ابتكرت الصين خوذ الخاصة بالشرطة تستطيع كشف المصابين بالفيروس عبر قياس درجة حرارة الجسم عن بعد، ومثل ما هو
معروف عن الصين أنها تمتلك تكنولوجيا مراقبة متطورة جداً على مواطنيها، واستخدمت أكثر من ٣٠٠ مليون كاميرا مراقبة بتقنية التعرف على الوجوه، و كذلك بعضها قادرعلى التنبؤ بالمشاعر. وقد ساعدت هذه التقنية الكشف عن المصابين بكورونا وتحديد أسمائهم وارقامهم الوطنية ومواقعهم.
٣- وإعتمدت الصين في ذلك على تقنية البيانات الضخمة ( Big Data) فكيف ذلك؟ من خلال خوارزمية ذكية تجمع بين السجل الصحي، والملف الجنائي، وخارطة السفر عبر وسائل النقل العامة ، وهذا يتيح للحكومة من معرفة جميع الأشخاص الذين خالطهم أي مصاب بالمرض ومن ثم تقوم بحجرهم صحياً.

وجميع التقنية المستخدمة أعلاه مكمله لبعضها وتعمل تحت بنية تحتية متطورة قبل ولادة هذا الوباء.

وقد يرى البعض أن هذا يعتبر تعدي وانتهاك لحقوق الناس ولكن الصين ترى إنها الطريقة الأمثل للحد من انتشار الفيروس .

وهنا يجب أن نتعلم ونأخذ الدروس من الصين ، وكيف وظفت التكنولوجيا على التغلب من هذا الكابوس الذي غيير خارطة العالم ، ويجب علينا أن نحث القطاعين الحكومي والخاص على ترسيخ كامل الإمكانيات لدعم العلوم والتكنولوجيا والهندسة وخلق بيئة تنافسية لدى الأجيال القادمة، و انشاء لهم مراكز الابتكار والإبداع، و أن تتيح هذه المراكز بدعم المبتكرين في الحصول على المعلومات التكنولوجية المحلية والعالمية ذات الجودة العالية وما يرتبط بها من خدمات، مما يساعدهم على استغلال إمكاناتهم الابتكارية واستحداث حقوقهم المتعلقة بالملكية الفكرية وحمايتها وإدارتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى