عمانيات

الرؤية المنظومية للمناهج العمانية

وهج الخليج-مسقط

اعداد:صفا السعدية ومنى الغافرية

يعد المنهج واحدة من أهم ركائز العملية التعليمية الشاملة، وتحقيق مفهوم الشمولية في المناهج يتطلب الوفاء بجميع عناصره التي ترتبط ببعضها البعض مكونة نظاما، فالمنهج عندما يكون نظاما يمكن تعريفه بالكل المركب من العناصر التي ترتبط بعلاقة تبادلية وأي تأثير في أحد العناصر ينتقل إلى بقية العناصر الأخرى، وتتكون هذه العناصر من أهداف المنهج والمحتوى والأنشطة المرتبطة به والتقويم ويتم تنظيم هذه العناصر كمدخلات وعمليات ومخرجات وتغذية راجعة تتداخل فيما بينها لتحقيق أهداف معينة.
ومن منطلق حرص السلطنة على تطوير العملية التربوية في مطلع القرن ٢١ فقد سعت إلى تنفيذ برامج شاملة لتطوير العملية التربوية بكل جوانبها ومن بينها المنهج العماني المدرسي، وجاء هذا التطوير إلى استجابة للتغير في معطيات الواقع واستيعاب جميع احتياجات المتعلمين، وكان المنهج من أوائل ما تم تطويره إلى نظام شامل لجميع عناصر العملية التعليمية.
والمتتبع للمنهج العماني كنظام يجد أنه في تطور مستمر وملحوظ فعلى مستوى الأهداف التربوية تحولت الصياغة لها من التركيز على الجانب المعرفي إلى التنويع بين الجوانب المعرفية والوجدانية والنفسحركية، فمثلا في مناهج العلوم للصف الخامس تحولت الأهداف من مجرد اكتساب المعارف والمفاهيم إلى حث الطالب على الاستقصاء والبحث والاستكشاف والتجربة، ومن جانب المحتوى للمنهج العماني فقد تطورت لتواكب الطفرة العلمية المعرفية فاليوم نجد أن المحتوى يظم تنوع وتنمية لمهارات الطالب على المستوى العقلي والوجداني والنفسحركي كما تطورت الأنشطة وتنوعت في المناهج العمانية وأصبحت أكثر ثراءا بأساليب تكنولوجيا التعلم الحديث، ولم تغيب هذه المنظومة المنهجية التقويم المستمر للعملية التعليمية لتشمل تغذية راجعة تساهم في استمرار التطوير للمناهج أولا بأول. ومن جانب البيئة المدرسية فقد تحولت الى بيئة أكثر دعما للعملية التعليمة، فاليوم تحولت القاعات الصفية الى قاعات تفاعليه بإنشاء مجموعات عمل يتشارك فيها الطلاب المهارات والمعارف.
والسرعة التي نشهدها في هذه العملية التطويرية قد ينتج عنها مجموعة من التأثيرات الجانبية المتمثلة في صعوبة دراسة ورؤية تأثر المناهج المطروحة على الفئة التعليمة المستهدفة، وايضا قد يشكل التغيير المستمر في محتوى المناهج صعوبة على اولياء الامور في توفير المعرفة الازمه لمساندة ابنائهم في النهوض بالمستوى المعرفي لديهم.
وبالرغم من كل ذلك فان منظومة المنهج لا زالت بحاجه للمزيد من التطوير لمواكبة التطور في جميع نواحي الحياة العلمية لبناء افراد قادرين على المساهمة في العملية التنموية على أكمل وجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى