عمانيات

محمد الغيثي: عليك بكل ما يفجر مواهبك لتتدفق في جوراحك دون حرجٍ يقطعها، لتصبح “أنت” النهرَ الخالد

وهج الخليج-مسقط

حاوره: مريم سويد الشكيلي

الآن  في طريق عودتنا من محافظة ظفار تحديداً من ولاية صلالة حيث خريفها الذي أراح الروح وأزال هموم القلب بروعة المناظر وجمال الشواهد. رغم إزدحام مركبتنا إلا أنني استطعت أن أسترق النظرات لمشاهدة أخر الغيمات التي تعلن لمرتادي المحافظة أنك الآن في ولاية صلالة. وما إن ظهر شعاع الشمس قليلاً حتى كسى جميع الركاب نعاس شديد، فمنهم من استسلم لنعاسه ومنهم من عانده برشف فنجال من القهوة العربية، أما من يسأل عن حالي أنا فقد أصابني سرحان تام تخلله تخيل وتفكير ولم يوقف حالي هذا إلا مركبة أخرى بها عدد من الأشخاص الذين تبدوا عليهم حالات التعب والإرهاق، ولكني لم أعر لهم أي انتباه، حيث كانت نظراتي مكرسة على المركبة بدهشة وإعجاب ، ليس بسبب نوع المركبة ولا للونها وأنما ما رسم عليها. لاشعوريا إرتسمت على شفاتي إبتسامة كبيرة وأنا أنادي أخي لينظر إلى الرسمة مرددة جلالة السلطان، فأبيت إلا أن أقابل راسمها.  وبالصدفة تقابلنا بأحد مساجد محافظة الوسطى فإستأذنته لإلتقاط عدة صور لرسمته فرحب بذلك، وطلبت منه عمل حوار بسيط طامعة بمعرفة الكثير عنه وعن موهبته.

 1- حدثتا عن سيرتك الذاتية؟

محمد ناصر محمد الغيثي ، ١٧ ربيعاً ، نشأ بين أب و أم أحبا رؤية البسمة على وجوه أبنائهما ويتطلعان في الغدَ المستقبلِ المشرق لهم ، فكانا يحرصان على إستغلال فراغهم في إيقاظ مواهبهم و صقلها بكافة الطرق ، و مما نشأت عليه هو هواية الرسم ، بدايةٌ مبسطةٌ في عدة مسلسلات كرتونية ألهمتني إلى طريق المهارة ، مرورا برسم أجزاء الانسان و الخرائط و الأدوات المنزلية و تكرار التدريب ، و باتباع الخطوات الصحيحة و المدروسة في الرسم على وقت طويل ، تمكنت بفضل الله و كرمه أن أصلَ لمهارة البورتريه (رسم الوجوه) بتفصيل دقيق يجعلك تصف الجزء  وفور انتهاء وصفك تراه موجودا على ورقة جرداء كما وصف.

2- ماذا يعني لك الرسم؟

يعني الرسم لي ما يعنيه الأكسجين في الهواء الذي نتنفسه ، و هو أداة التواصل و التفاهم التي أستخدمها لأحصد علاقات من بلدان عدة ، و أكسب ثقة كافة الناس و محبتهم و أشاركهم مشاعرهم فرحهم و حزنهم مع صغيرهم و كبيرهم . كما يمكنني الرسم من رفع اسم بلدي على مستوى محلي و إقليمي.

 3- كيف أبتدأت لديك مهارة الرسم؟

تلقيت تشجيعًا متواصلًا من أهلي و والدي ،حيث بدأت برسم شخصيات كرتونية و تبعًا لما كنت أشاهده ، ثم قمت بدراسة طرق الرسم المعتمدة ، حتى ابتكرت طريقة خاصة وصولاً إلى رسم البورتريه (الصور الذاتية أو الوجوه).

 4-هل إلتحقت بأندية وورش لتطوير هذه المهارة؟

حقًا لا ، و لكنني أطمح للالتحاق بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية حتى أعمل على صقل مهارة الرسم إلى أبعد الحدود و أجاري محترفي الرسم على مستوى عالمي.

 5-هل تعتقد أن البيئة العمانية خصبة لممارسة هواية الرسم؟

أكيد ما دام أن البيئة العمانية تتميز بتنوع عناصرها الفنية و مفرداتها التي تسمح للشحص أنه يدمج من بينها، فتارة تشوف القلاع و الحصون مع الطبيعة الحية (المزارع و الافلاج) ، و الشواطئ مع الصيادين و التجار ، .. و غيره الكثير.

 6- كيف استطعت تطوير هوايتك؟ وهل هناك جهات داعمه لك؟

لقد استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي كجهة داعمة للآراء و الأفكار التي تطور مستوى مهارتي و هوايتي ، فمثلا كان اليوتيوب اهم ما شدني الى التدريب من أجل تطويرالرسم.

 7- هل سبق لك تنظيم معرض يختص برسوماتك؟ وهل تعتقد أن ذلك يساعدك على التطوير؟

في الحقيقة المعارض لا تعني لي ما يعنيه الرسم من هواية ، فأنا اعتدت أن أرسم لكي أعيش و ليس ان ارسم لكي تكون الاعمال الفنية في غرفة محاطة بالالواح.

8- من هم قدوتك في الرسم؟

أهم مشاهير المدرسة الكلاسيكية بحكم إنتمائي لها، مثل : أوجين ديلاكروا ،…. الخ

 9- ما هي الرسمة القريبة لقلبك؟ ولماذا؟

“مجموعة الأنمي” لأنها تجمع بين شخصياتي المفضلة في الصغر.

 10- هل سبق واشتركت بمسابقات محلية كانت أو دولية؟

نعم ، مسابقة الميثانول للصحة و السلامة (2012) ، و أخرى للمحافظة على البيئة (2013).

 11- سبق ورسمت جلالة السلطان على مركبتك الخاصة، ما هو شعورك وأنت ترسم ملامح جلالته بأناملك؟

حقا كانت فرحتي غامرة لدرجة انني كنت لأعبر بأي شيء اراه أمامي ، فما كان مني من رسم لم يكفي لأوفي بحقي لجلالته حفظه الله و رعاه.

12- ما نوع الرسمات المفضلة لديك؟؟

البورتريه عامة ، و الأنمي خاصة.

13- هل هناك جو معين تفضله للبدء بممارسة موهبتك؟

الهدوء و السكينة التامة ، والعزلة حتى تتدفق الأشكال أمام ناظري عيني بسلاسة.

 14- أين ترى نفسك في المستقبل؟

حقيقة أنا أتطلع لمستقبل مرتبط بالرسم كالهندسة ، لأنني أمارس الرسم كهواية يومية ،و لا ارى أي تناقض في أن يكون الرسم مرتبطا بالمهنة التي أتطلع لها.

 15- كلمة أخيرة؟

عند مرورك لأوسع الأبواب ، لا تدع طيور الشؤم التي تنعق بلا سمع أن تضيق عليك بابك. فإن الفطرة السليمة التي فطر الله بها الناس هي الفضول و حب المعرفة و الاجتهاد . و عليك بكل ما يفجر مواهبك لتتدفق في جوراحك دون حرجٍ يقطعها ، لتصبح “أنت” النهرَ الخالد.

 

*وهذه بعض الرسومات التي خطها الشاب المبدع محمد الغيثي بأنامله:

  

   

   

   

      

     

 

*وهذه الرسمة حصرية لصحيفة “وهج الخليج”:

         

    

    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى