أخبار محلية

بلدية مسقط تفتتح أعمال حلقة العمل حول مستقبل الهوية المعمارية

وهج الخليج-مسقط

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء أعمال حلقة العمل حول مستقبل الهوية المعمارية التي نظمتها بلدية مسقط بالتعاون مع المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين (RIBA)، تحت رعاية معالي المهندس محسن بن محمد الشيخ رئيس بلدية مسقط وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين، وبمشاركة عدد من الخبراء الدوليين وممثلي عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة وممثلي مكاتب التصميم المعماري والاستشارات الهندسية وممثلي أقسام الهندسة المعمارية بالجامعات والكليات المحلية، وذلك في نادي الواحات.

استهلت حلقة العمل كلمة الدكتورة حنان بنت عامر الجابرية تخصصية أولى دراسات معمارية ببلدية مسقط تحدثت فيها عن أهمية عقد حلقة العمل وأهدافها وما يؤمل أن تخرج به من نتائج تخدم مفهوم الهوية المعمارية الحضارية و أهميتها في التخطيط المستقبلي والتفكير لرسم السياسات والتصورات لتحديد الهوية المعمارية لمدينة مسقط. عقبها إلقاء كلمة المهندسة اليسون ماكيندر والبروفيسور ستيفن بروكهاوس من المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين.

تجمع حلقة العمل الخبراء الإقليميين والدوليين وأصحاب العلاقة لمناقشة مستقبل الهوية المعمارية لمحافظة مسقط بهدف تحديث القوانين واللوائح البلدية المتعلقة بتنظيم المباني تحديدا المادة 33 من الأمر المحلي 23/92 الخاص بتنظيم المباني والتي تحدد المبادئ التوجيهية للأسلوب المعماري، والتي تهدف بلدية مسقط لتحديثها من أجل الامتثال لأحدث الممارسات المعمارية، مع الحفاظ على الهوية المعمارية للمدينة.

وتبحث حلقة العمل كيفية توظيف تقنيات البناء الحديثة، في تكوين شخصية وهوية معمارية مميزة لمدينة مسقط، تتسم برؤى جاذبة وخدماتية في آن معاً. بحيث يتم تجاوز الأسلوب القديم وتبني الحداثة في العمارة؛ بما يحقق إيجاد شكل متناسب في الأبنية، يتلاءم مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه، ويواكب متطلبات الحياة العصرية وروح الإبداع والابتكار مع الحفاظ على قيم العمارة الأصيلة الأمر الذي يحقق التوازن بين الحداثة ومتطلبات العصر، إضافة الى تحقيق التوافق بين الشكل المعماري والبعد الثقافي والارث الحضري الذي تتميز به سلطنة عمان .

وناقشت الجلسة النقاشية الأولى من حلقة العمل التحديات التي تواجه البيئة العمرانية في مسقط والعوامل المؤثرة عليها، وأثر التخطيط الحضري وممارسات التصميم الحضري على هوية المدينة. وقدمت الجلسة النقاشية حالات عملية لتباحث الواقع العمراني الراهن في مسقط. كما تحدث المهندس السيد هلال بن حمد البوسعيدي رئيس قسم تراخيص البناء في بلدية مسقط عن التحديات التي تواجه البلدية في تشكيل هوية معمارية مميزة لمسقط. إضافة إلى الحديث عن القوانين البلدية التي تحدد قوالب التصميم المعماري في مسقط وتباحث إمكانية تحديثها لتتواكب مع القواعد والمعايير المعمارية العالمية والتوجهات الحديثة في العمارة. كما استعرض بعض النماذج المعمارية لدراسة امكانية تناسبها مع البيئة المعمارية في مسقط. في السياق نفسه تحدث الدكتور خلفان الشعيلي عن تاريخ التخطيط الحضري في مسقط، والتوجه نحو تخطيط حضري مستدام لمستقبل عمان واستعرض الاستراتيجيات وطرق التنفيذ لتحقيق ذلك، إذ تحدث في البداية عن التدرج التاريخي للتخطيط الحضاري لمدينة مسقط مع تحليل لأهم العوامل والمسائل التي صاحبت الاستراتيجيات التي اتبعت في تلك المراحل ، بالإضافة الى التحديات التي تواجه التخطيط الحضاري بشكل عام وفي السلطنة بشكل خاص ، وأهمها يتعلق بتحديد معايير التخطيط و سياسات التنمية وغياب المشاركة الفعلية في هذا المجال، وغياب الرؤية الواضحة لحجم التوسع العمراني واتجاهات التخطيط الحضري. وانتهت الجلسة الأولى بنقاش مفتوح مع الحضور في عدد من الموضوعات منها توضيح العوامل المحلية والعالمية التي تؤثر على الهوية المعمارية في مسقط وأثر باللوائح البيئة الاجتماعية والثقافية والدينية والطبوغرافيا والمناخ والعولمة في تكوين لهوية المعمارية إلى جانب الحديث حول مشاريع البنية التحتية والاستثمارات العامة والخاصة وغيرها من المواضيع ذات الصلة .

واستعرضت الجلسة النقاشية الثانية حالات عملية لمشاريع تنموية لبحث كيفية اسهام المبادئ التوجيهية الجديدة للبناء والعمارة في تشكيل هوية المدينة والتخطيط لمستقبل أفضل للعمارة بمسقط . حيث قدمت المهندسة أمل السبتي عرضاً مرئياً عن مشروع إعادة تأهيل مطرح تحدثت فيه عن أهداف المشروع الرامية إلى تطوير المدينة وإنشاء منظومة متكاملة من شبكات الطرق وخطوط شبكات البنية الأساسية و إبراز المناظر الطبيعية للمدينة وتطوير المرافق العامة وإعادة تأهيل وتوزيع المنطقة السكنية والتجارية والمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية للمدينة والحفاظ على المكانة التاريخية لسوق مطرح، والاستفادة من بعض المواقع وتحويلها إلى مزارات سياحية جاذبة للزوار. كما قدم المهندس سيف بن علي الهنائي المدير التنفيذي لمشروع مدينة العرفان بشركة عمران عرضا مرئيا للحديث عن مشروع مدينة

العرفان كنموذج أولي للتنمية الحضرية الجديدة في مسقط. حيث أوضح أن المشروع يشمل إقامة مدينة متكاملة تمتد على مساحة 7.4 مليون متر مربع على مقربة من مطار مسقط الدولي تم تصميمها وفق أعلى المعايير العالمية وتضم عددا من الفنادق والمراكز التجارية والترفيهية وممشى في محافظة مسقط. و روعي في تصميم المشروع الجمع بين تفاصيل المعمار العماني التقليدي والطابع الحضاري المعاصر. وتضمنت الجلسة نقاشا مفتوحا تم فيه عرض العديد من القضايا حول الحلول المتعلقة بالتخطيط الحضاري في مسقط والمسؤولية التي تترتب على الجهات المشاركة في صنع القرار للخروج بمفهوم الهوية المعمارية وفق رؤى معاصرة . وضرورة تغيير بعض المفاهيم والتصورات التقليدية وتبني أفكار حديثة تخدم مجال التخطيط لصنع هوية معمارية مميزة لمسقط.

واستكملت الجلسة الثالثة الحديث حول تشكيل الهوية للمدينة من خلال العمارة وحيث استعرض البروفيسور شومان بانديوبادهياي من جامعة ليفربول أنماط العمارة التقليدية والفروق بين العمارة المحلية و العمارة الحديثة إلى جانب الحديث عن فنون العمارة المعاصرة، كما تحدث المهندس علي مانجيرا حول مدى مقدرة التراث المعماري على إلهام التصميم المعاصر. حيث انتهت الجلسة بنقاش مفتوح حول كيفية الاستفادة من عناصر التصميم والمواد والألوان لخلق الهوية المعمارية لمسقط.

كما أقيمت على هامش حلقة العمل محاضرتين عامتين في قاعة المحاضرات (2) بجامعة السلطان قابوس للمعمارية العالمية ادايفارس برافو في الساعة السابعة مـــــساء للحديث عن تغيير التصورات في العمارة. عقبتها محاضرة للبروفسور شومان بانديوبادهياي من جامعة ليفربول للحديث حول المـــــــشاريع الحالية في سلطنة عُمان في الســـــاعة 8-9 مساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى