المقالات

المعلم والأستاذ

سامح الدهشان

المعلم والأستاذ

المعلم هو القائد التربوي الذي يتصدر لعملية نقل الخبرات والمعلومات التربوية وتوجيه وتقويم السلوك لدى أبنائنا ،
وله دور كبير في بناء الإنسان وقيام الحضارة لا تستطيع أن تتجاهله الدول لان نجاح النظام التعليمي يعني نجاح الحضارة وتميزها
قائد الألمان قال لما انتصرت ألمانيا في الحرب السبعينية : لقد انتصر معلم المدرسة الألمانية ، وقال قائد فرنسا لما انهزمت في الحرب العالمية الثانية : إن التربية الفرنسية متخلفة وقال قائد الأمريكان لما غزا الروس الفضاء : ماذا دها نظامنا التعليمي؟

بينما قالت اليابان كلمتها بعد ان القيت عليها القنبله النووية في هيروشيما وابيدت كاملة : لقد اعطينا المعلم راتب وزير ومكانة امبراطور … هكذا عادت اليابان
المعلم هو الذي يصنع النصر وهو الذي يكون سبباً في الهزيمة يقول أحد الباحثين : يترك المعلمون آثاراً واضحة علي المجتمع كله وليس على أفراد منه فحسب ، فالمعلم في الفصل لا يُدرّسُ لطالب واحد فقط ، وإنما للعشرات وهو بهذا يمر على مئات التلاميذ خلال يوم واحد من أيام عمله ،
فهو يؤثر في عقول طلابه وعلى شخصياتهم وكيفية نموها وتفتحها على حقائق الحياة ، وأحياناً على مسارات حياتهم ما بقي فيهم عرق ينبض

ونجد أن علماء التربية والمهتمون بالتعليم عكفوا على دراسة الأمور التي تخص المعلم فمن الباحثين من درس صفات المعلم النفسية ، وخصائصه المعرفية ، ومنهم من درس سلوكه وأثره على المتعلمين ومنهم من درس كيفية تعامله مع الطلاب ومنهم من بحث في أساليب التدريس السليمة — الخ وقد تحدث (ايرل بولياس ، جيمس يونغ) في كتابهما عن المعلم والذي كان عنوانه :-
(A teacher is Many things)
عن صفات وخصائص يتصف بها المعلم زادت عن عشرين صفة أهمها :

1. المعلم قائد رحلة المعرفة، يعتمد على تجاربه وخبرته لأنه يعرف الطريق والمسافرين ويهتم اهتماماً بالغاً بتعليمهم
2. المعلم مربًّ:- يعلم وفقاً للمفهوم القديم للتعليم فهو يساعد الطالب على التعلم
3. المعلم مجدد وهو جسر بين الأجيال
4. المعلم قدوة ومثلٌ ، في المواقف ، في الكلام ، في العادات ، اللباس .
5. المعلم باحث يطلب المزيد من المعرفة
6. المعلم ناصح أمين وصديق حميم ومبدع وحافز على الابداع
7. المعلم خبير وإنسان يعرف ، ويعرف أنه يعرف ويحرص ان يكون واسع المعرفه
8. المعلم رجل متنقل ، قصّاص ، ممثل، مناظر ، باني مجتمع .
9. المعلم يواجه الحقيقة ، طالب علم ومعرفة ، مقوّم ، مخلص ، المعلم إنسان .

وبناءً على ذلك نستطيع القول إن المعلم يجب أن يكون بمثابة الموجه الحازم للطفل والمرشد الهادي الذي يوجهه إلى ما فيه الإنتاج والخلق والسلوك الاجتماعي الصحيح والأخ الأكبر الذي يهيئ لإخوانه الصغار الجو المناسب الذي يميلون إليه ،وعليه إن يعيش معهم فيه ويظهر أمامهم على طبيعته من غير تكلف أو كبرياء ، ومن واجبه كذلك أن يكون معيناً لهم يساعدهم على مقابلة الشدائد والتغلب على الصعاب وخاصة في مرحلة المراهقة فكم من معلم محبوب أثر في تلاميذه أكبر الأثر فجعلهم يشغفون بأقل الأشياء جاذبية وأكثرها

بينما الاستاذ كلمة أعجميه ومعناها : الـمـاهر بالشيء العظيم ، وذكروا قديماً أنه لا يستحق أن يلقب بها إلا من جمع عدة علوم منها : ( النحو والصرف والبيان والبديع والمعاني والآداب والمنطق والكلام والهيئة وأصول الفقه والتفسير والحديث ) .
وذكر أن أول من لقب به هو كافور الإخشيدي الإسفراييني ،
و استخدمتها العامة فيما بعد على مؤدب الصغار ، وتطلق كذلك على الـمعظَّم في أي أمر ، يقال هو أستاذ فيه ، بمعنى أنه ماهر فيه متقن له .

والسؤال الذي يطرح نفسه أين المعلم ! وأين الأستاذ !!
فقد تحول بعضهم الي موظف تتحكم فيه ظروف الحياة فيقبل ببعض التنازلات هنا او هناك ويتزايد الضعف من جيل الي جيل ويصبح التميز طفره غير معلومة الاسباب وغير قابلة للتكرار ، لا الوم المعلم منفردا فالمشكلة اصبحت عميقة الجذور وكبيرة التاثير فهي مشكلة دول وحكومات وليست افراد
وعلي الطرف الاخر من الارض فطنت الدول المتقدمة الي اهمية المعلم الاستاذ وتحاول ان تصنعه وتوفر له الظروف المناسبه ليس ذلك فقط بل تحافظ علي توارثه اجيالا تلو اجيال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى