أخبار محلية

خريجو الكليات والجامعات يتم طرحهم من الوظيفة بسبب عامل الخبرة

يعقوب الفارسي: الخبرة لها ضوابط قيادية, وليست كل الوظائف تتطلب خبرة.

أحلام الحاتمية: لا ضير أن نبدأ بوظيفة أدنى من درجتنا العلمية للحصول على خبرة.

سعود السيابي: الخبرة جهل إداري.

 

تحقيق:مروة البراشدية

 

بيان قوى العاملة اوضح العديد من الحقائق على أعداد الوظائف لكل من العمانيين والوافدين، حيث ان هناك تفاوت كبير بينهما، وقد يأتي هذا بسبب امتلاك الوافدين على شهادة خبرة قبل مجئيهم للسلطنة، مما إثر سلبا على حديثي التخرج في عدم مقدرتهم على الحصول على الوظيفة، لان أغلب الوظائف تحتاج إلى خبرة لأكثر من ثلاث سنوات, في حين أن هناك دوامة تُصرح بأنه لا توجد خبرة دون وظيفة كما أن الوظيفة تحتاج لخبرة, على هذا التصريح, تحطمت مجاديف الأمل لدى بعض حديثي التخرج, وبعضهم قرر المجازفة والإبحار في عالم البحث عن الوظيفة وطلب التدريب في المؤسسات الحكومية والخاصة. السؤال الذي حير الأغلبية, متى سوف يترك المجال لطاقات الشباب لتبدع؟ ما هي أسباب عزوف المؤسسات عن توظيف حديثي التخرج؟ وما هي الحلول التي تسهم في حل عقبة الخبرة؟

هذا التحقيق يستعرض تجارب خريجين باحثين عن عمل, والحلول التي وضعوها, كذلك كانت لنا وقفة مع المختصين في مجال التوظيف لإثرائنا عن ذلك.

 

 

خبرة أم حفرة ؟!

يفرح الباحثين عن العمل حين تقع أعينهم على إعلان لوظيفة مرتبطة بتخصصهم, وسرعان ما يتبدل الإحساس حينما يقرأون شروط الوظيفة, تقول زينب بنت علي الهنائية – خريجة بكالوريوس تخصص ترجمة : ” شروط العمل تجعل الباحث عن وظيفة في حيرة؛ حيث تتطلب الوظيفة خبرة خمس سنوات, وأحيانا تصل إلى ست وسبع سنوات! من أين يأتي الخريج بهذه الخبرة وهو خريج حديث! ” تشاركها الرأي هاجر بنت جمعة البلوشية – خريجة علاقات عامة – فتقول: ” المشكلة التي يواجها الخريجون هي الحصول على الوظيفة التي يكتسب منها الخبرة, فمعظم الوظائف الآن تتطلب خبرة ثلاث سنوات فأكثر, بينما الخريج غير قادر على الحصول عليها”.

في حين تؤكد أحلام بنت سعبد الحاتمية – خريجة علاقات عامة: “كوننا خريجون جدد تنعدم فرصة حصولنا على وظيفة مناسبة لتخصصنا الدراسي ودرجتنا العلمية, فمؤسسات السلطنة بشقيها الحكومي والخاص تنتهج سياسة تعيين ذوي الخبرة المهنية”. وتضيف: “هذه المعادلة الصعبة والسياسة التي انتهجتها هذه المؤسسات غير منطقية فكيف عسانا نحصل على الخبرة وليس هناك من يوظفنا بدون خبرة, آملين أن يتم تذليل هذه العقبة وإعطائنا فرص لإثبات بأن الخبرة مهمة ولكن نمتلك أشياء قد تغني عنها وسنكتسبها مع الوقت”.

 

التدريب حل أم مشكلة اخرى ؟!

 

يرى الأغلب أن التدريب في الشركات يدعم الباحث عن العمل في سهولة الحصول على الوظيفة, حيث يقول يعقوب بن إبراهيم الفارسي – رئيس مركز التدريب والتوجيه الوظيفي بكلية العلوم التطبيقية بصور بأن حديثي التخرج يمكنهم التدرب في المؤسسات أو الشركات فيعطى بعد ذلك شهادة خبرة؛ نظرا لجهوده المبذولة, حيث تركز الشركات دائما على الموظفين الشغوفين بالعمل والقادرين على تطوير أنفسهم. ويضيف: “كليات العلوم التطبيقية تعمل على تدريب وتأهيل الطلاب وتساعدهم في التنافس على سوق العمل أما التوظيف فهو مقترن بالشركات”.

أما الهنائية فكان موقفها سلبيا اتجاه ذلك, نظرا لتجاربها المتكررة, حيث تقول :”حين يذهب الباحث عن العمل للتدريب يجد أن الجميع ينظرون له كمتدرب فقط, ولفترة مؤقتة, ويبقى بعد التدريب بدون وظيفة, مع أنه يملك القدرات اللازمة لشغل الوظيفة, ولكن أصحاب العمل يفضلون الوافدين ذوات خبرة ست سنوات”. من الجانب الآخر نرى أن للحاتمية قنبلة تفاؤل للمستقبل مصرحة: “كوني خريجة جديدة لم أحظى بفرصة التوظيف, فلم أندب حظي بل سعيت لإيجاد فرصة توظيف بدون هوادة, فلجأت إلى التدريب في المؤسسات التي تقدم فرص تدريبية على أمل أن أحصل على الخبرة المنشودة من قبل أصحاب العمل. ولا ضير أن نبدأ بوظيفة أدنى من درجتنا العلمية للحصول على خبرة تكون بمثابة بطاقة العبور للوظيفة التي نطمح لها. كما أن التوظيف الذاتي هو أحد الحلول لنقهر ما اصطلح الناس على تسميته بالبطالة”.

الخبرة جهل إداري

تختلف نظرة الناس الى الخبرة , فيرى الاغلب أنها مطلوبة وأساسية لشغل الوظيفة, في حين أن هناك من يعارض ذلك, وفي الجانب الآخر نرى من يحاول إيجاد الحلول. حيث الحاتمية تقول: “عند اطلاعنا على التوظيف في الدول الغربية نجد أن الخريجين الجدد يحظون بنصيب الأسد من الوظائف بحكم طاقاتهم وعزيمتهم وأفكارهم الجديدة والمنفتحة والتي تساعد في دفع دفة المؤسسات إلى الأمام. هذه المؤسسات لم تتذرع بعامل الخبرة بل أتاحت الفرصة لهم لكسب هذه الخبرة والاستفادة من مهاراتهم. أما سعود بن علي السيابي- رئيس قسم الموارد البشرية ببلديه مسقط- يقول : “تعتمد الخبرة على صانع القرار في المؤسسات, ويصنف من وجهة نظري بالجهل الاداري كون أن حديثي التخرج قادرين على ممارسة المهام الوظيفية مع مرور الوقت. ويضيف: “قلة من الوظائف وحسب القطاع تحتاج إلى خبرة, وغالبا ما تكون الوظائف تخصصية. يشاركه الرأي الفارسي فيقول: ” الخبرة لها ضوابط قيادية, وليست كل الوظائف تتطلب خبرة, فإعلانات وظائف الخدمة المدنية تناسب حديثي التخرج, وأغلب الوظائف التي تتطلب الخبرة هي الوظائف الادارية في الشركات كمديري الأقسام وغيرهم. كما أن مهارات العمل تختلف عن مهارات التعلم ولكل وظيفة لها متطلبات ولا ننسى أن الخريج قد يتقدم لوظيفة غير مرتبطة بتخصصه, فلذا يلجأ اصحاب الشركات للمطالبة بالخبرة”.

 

لا شيء يساوي الخبرة

يثابر عدد من الخريجين في البحث عن عمل, والاستمرار في البحث, في حين أن هناك من يسعى لإيجاد الحلول لتخطي عقبة الخبرة حيث تقول الهنائية: “الآن أكمل دراستي الجامعية في تخصص آخر, وعسى أن يضمن لي وظيفة مستقبلا”. أما هاجر البلوشية فتقول: “لن تتوفر لنا الوسائل أو الحلول لمعالجة هذه العقبة, حيث لا شيء يساوي الخبرة, لكن بعض المؤسسات تتقبل خبرتنا التي تعكسها شهادات المشاركة في الأنشطة الطلابية والورش التعليمية والتطبيقية, وشهادات فوزنا في المسابقات ذات العلاقة بتخصصنا”.

 

هذا هو مختصر ما يمر به الباحثين عن عمل, نأمل بأن يسعى أصحاب الاختصاص وأن يجدوا حلاً للمشكلة, وأن تستثمر طاقاتهم فيما ينفع البلاد, وأن تطبق سياسة التعمين في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة بالسلطنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى