منوعات

أعدموها رميًا من الطائرة.. لتكون رمزًا لجزائريات شجاعات ناضلن ضد الاحتلال الفرنسي

عندما تكون جريمتك في كونك إنسان وقف ليطالب بحقه، فيكون الثمن روحك من جهة، وخلود اسمك في التاريخ من جهة أخرى.

هكذا احتفظ التاريخ بروح المناضلة الجزائرية يمينة الشايب والتي اشتهرت باسم زليخة بوصفها رمزًا للمرأة الشجاعة، لكونها وقفت في وجه الاحتلال الفرنسي.

وكان المناخ الأسري الذي نشأت فيه زليخة في مدينة شرشال الساحلية غرب الجزائر قد ساعد في دفعها نحو النضال حيث تولت في شبابها تسيير خلايا الدعم اللوجيستي لجيش التحرير الوطني الجزائري، ومنها جمع الأموال وتوفير الأدوية والأطعمة.

وكذا أصبحت هدفًا للاحتلال بعد عملية تمشيط واسعة للفرنسيين في الجبال المحيطة، وعلى الرغم من ما عرفت به من ذكاء وفطنة إلا أنه تم اعتقالها بعد جهد جهيد عقب خلافتها لأبو القاسم العليوي قائد الجيش الجزائري في شرشال بعد استشهاده.

وعند اعتقالها، التقطت لها صورة وهي جالسة على الأرض مقيدة بالحديد في سيارة تابعة للجيش الفرنسي، حيث جرى فيما بعد سحلها في شوارع الجزائر بهذه الطريقة حتى تكون عبرة لكل من يقرر مقاومة الاحتلال.

ولم يقف الجرم الفرنسي في حقها عند هذا الحد فحسب، إنما قرر الفرنسيون إعدامها بأبشع الطرق إذ ألقوا بها من السماء بطائرة هيليكوبتر وذلك بعد أيام من إعدام زوجها وابنها بقطع رؤسهم وفصلها عن أجسادهم بالمقصلة.

واختفت جثة زليخة ل27 عامًا تقريبًا إلى أن وجد رجلًا مسن إمرأة مهشمة فحملها ودفنها في نفس العام الذي أعدمت فيه، وعندما دل الناس على مكان الدفن وجدوا بالفعل بعد الحفر عظامًا لإمرأة.

كما عثر على بقايا الفستان الذي كانت ترتديه عند إعدامها، وهكذا ظل اسم يمينة الشايب رمزًا لنساء جزائريات شجاعات وقفن في وجه الاحتلال وساهمن بشكل كبير في زواله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى