وفاة رضيعة جراء البرد القارس في غزة .. ومعاناة النازحين تتصاعد مع كل منخفض جوي

وهج الخليج ـ وكالات
توفيت رضيعة فلسطينية اليوم الخميس، نتيجة البرد القارس في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. ونقل “المركز الفلسطيني للاعلام” عن مصادر طبية قولها إن “الرضيعة رهف أبو جزر البالغة من العمر 8 أشهر توفيت في مدينة خان يونس بسبب البرد القارس”. وأشارت المصادر إلى أن الحادث يعكس خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع، خاصة على الأطفال والنازحين الذين يعيشون في خيام ضعيفة وغير مؤهلة لمواجهة الطقس البارد.
ويعاني أهالي قطاع غزة من انعدام المأوي والعلاج، وعدم وجود وسائل التدفئة بسبب شح الوقود، في ظل منخفض جوي عاصف وبارد وماطر. ويتأثر قطاع غزة الساحلي الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة غالبيتهم يعيشون في خيام ومراكز إيواء بمنخفض جوي قطبي مصحوب بكتلة هوائية باردة بدأ صباح أمس الأربعاء ويستمر حتى الجمعة المقبل وفق دائرة الأرصاد الجوية.
وفي السياق ذاته، قال محمود بصل الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة إن آلاف الخيام غرقت جراء المنخفض الجوي، فيما تلقت طواقم الإنقاذ أكثر من ألف مناشدة ونداء استغاثة من قبل السكان. وذكر بصل لـ(د ب أ) أن التدخل العاجل ضروري للحد من الأضرار الناجمة عن المنخفض الجوي، داعيا الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار الضغط لإدخال بيوت متنقلة لإيواء النازحين.
من جهتها اعتبرت بلدية غزة أن المنخفضات الجوية تشكل خطرًا كبيرًا على النازحين والسكان بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، من جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر 2023 على القطاع. وقال حسني مهنا الناطق باسم البلدية لـ(د ب أ) إن “الاحتلال الإسرائيلي دمر 85 بالمئة من معدات البلدية ما يعيق عملها لمساعدة السكان”، محذرا من أن الوضع كارثي في القطاع بسبب المنخفضات الجوية والنقص الحاد بالمواد الملحة. وقال مهنا إن الوضع الحالي يُهدد آلاف الأسر، لاسيما مع تلف عدد كبير من خيام الإيواء، ما يعرّض النازحين لمخاطر التشرد من جديد، في ظل غياب البدائل المناسبة للمأوى، داعيا إلى توفير المعدات والآليات اللازمة والبدء بتأهيل منظومتي الصرف الصحي ومياه الأمطار.
يأتي ذلك فيما أطلقت الحكومة الفلسطينية مناشدة للمؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية والجمعيات المحلية، لتوزيع مستلزمات الإيواء بشكل فوري على النازحين الأكثر تضرراً، في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع منذ فجر اليوم. وقال بيان صادر عن غرفة العمليات التابعة للحكومة في غزة إن هطول الأمطار الغزيرة خلال ساعات فجر اليوم أدى إلى غرق عشرات الخيام وتلف ممتلكات النازحين، ما زاد معاناتهم في ظل غياب وسائل الحماية الكافية من البرد والعواصف.
وحذر البيان من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى وفيات بين الأطفال وكبار السن نتيجة انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل الحماية الأساسية، مؤكدا أن توفير وسائل الحماية العاجلة أصبح مسألة إنقاذ حياة وليس مجرد استجابة إنسانية. وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، بما في ذلك الخيام والوحدات السكنية مسبقة الصنع، التي تمثل الحل الأمثل لحماية مئات آلاف النازحين من برد الشتاء وموجات الأمطار. وأوضح البيان أن قطاع غزة بحاجة إلى أكثر من 300 ألف خيمة ووحدة إيواء مؤقتة لتأمين الحد الأدنى من المأوى للعائلات المتضررة، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالمساكن والبنية التحتية خلال العامين الماضيين. وشدد البيان على أن حماية أرواح النازحين مسؤولية جماعية تتطلب تحركاً سريعاً، معتبرا أن أي تأخير في توفير مستلزمات الإيواء الأساسية قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة يمكن تفاديها بتكاتف الجهود وسرعة الاستجابة.




