وطني الحبيب

بقلم : عواطف العامرية
يأتي اليوم الوطني ليؤكد حقيقة راسخة في وجدان العمانيين، وهي أن الوطن قيمة لا يعلو فوقها شيء، وأن الدولة التي تأسست على الحكمة والوعي قادرة على صون حاضرها وصياغة مستقبلها بثبات لا يتزعزع. في هذا اليوم، تسترجع الذاكرة مسيرة بناء طويلة حملت في جوهرها رؤية واضحة استقرت على أن قوة الدول تنبع من وحدة أبنائها، ومن إدراكهم لمسؤوليتهم تجاه أرضهم وتاريخهم.
وبفضل رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه ، وبفضل شعب يدرك أن المستقبل الذي تعمل له القيادة هو مستقبل يجب أن يشارك في صناعته. رسخت سلطنة عمان موقعها بين الأمم من خلال نهج يستند إلى الاتزان والاحترام المتبادل والعمل المنظم. فالدولة، بقيادتها الرشيدة، لم تنجرف وراء صخب المواقف العابرة، بل اختارت طريقا يعتمد على وضوح الهدف، وسلامة القرار، وعمق النظرة. هذا النهج جعل من السلطنة نموذجا في إدارة العلاقات الدولية، ومركزا يعتمد عليه في إرساء الاستقرار وصون المصالح المشتركة.
وفي اليوم الوطني، تتجلى قيمة ما تحقق فوق أرض عمان. مؤسسات قوية، ورؤية تنموية واسعة، ومسار إداري واقتصادي يستند إلى خطط مدروسة تجعل الإنسان محور التنمية وغايتها. وهذا التوجه لم يكن ترفا فكريا، بل كان خيارا وطنيا واعيا أثبت نجاحه عبر ما تحقق من منجزات راسخة في مختلف القطاعات.
وبصفتي كاتبة وإعلامية عمانية، أرى في هذا اليوم فرصة لإعادة قراءة المشهد الوطني بعين أكثر اتساعا. فالوطن، حين ننظر إليه بعين المسؤولية، يظهر لنا ما يجب أن نضيفه، لا ما نكتفي بترديده. الانتماء الحقيقي ليس احتفالا عاطفيا، بل التزاما صادقا بدعم استقرار الدولة، وصون مكتسباتها، والعمل على الارتقاء بها جيلا بعد جيل. فالدول لا تنهض بالشعارات، بل بالإصرار على حماية ما تحقق، وبالإيمان بأن المستقبل يحتاج إلى عقول تعمل لا إلى أصوات ترتفع من دون أثر.
وفي الختام، يبقى اليوم الوطني العماني مناسبة تؤكد أن الوطن مسؤولية قبل أن يكون راية، وأن الحفاظ على ما تحقق واجب وطني لا يقبل التراجع. كل عام وسلطنتنا الحبيبة عمان ثابتة في مسارها، راسخة في مبادئها، وماضية في بناء غد يليق بتاريخها وبقوة شعبها.




