أخبار محلية

انطلاق المنتدى الاقتصادي الثالث للموارد الوراثية بظفار تحت شعار “أساسياتنا .. ورفاهيتنا”

وهج الخليج – مسقط

بدأت بمحافظة ظفار أعمال المنتدى الاقتصادي الثالث للموارد الوراثية تحت شعار “أساسياتنا .. ورفاهيتنا”، برعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وذلك بمنتجع روتانا صلالة.

ينظم المنتدى مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالتعاون مع جامعة ظفار، وبمشاركة نخبة من العلماء والخبراء ورواد الأعمال من سلطنة عُمان وعدد من الدول منها هولندا وإيطاليا وسويسرا وسريلانكا وسنغافورة وجنوب أفريقيا، بما يمنح الحدث بعدًا عالميًا وفرصًا جديدة للتكامل بين البحث العلمي والقطاع الخاص.

ويناقش المنتدى – الذي يستمر يومين 2 و3 نوفمبر الجاري – سبل تعزيز القيمة الاقتصادية للموارد الوراثية العُمانية، وإبراز دور التنوع الأحيائي في دعم الابتكار ونمو الصناعات القائمة على الطبيعة.

ويأتي في نسخته الثالثة ليواصل دوره كمسرح وطني ودولي لعرض أحدث التوجهات العلمية والاقتصادية المرتبطة بالموارد الوراثية، وبحث فرص تحويل التنوع الأحيائي في سلطنة عُمان إلى قيمة اقتصادية مبتكرة ومنافسة عالميًا، عبر قطاعات الصناعات الحيوية والصحة والتغذية ومستحضرات التجميل والعطور والسياحة البيئية.

كلمة الوزارة

وأكّدت نجاح بنت محمد الراشدية، المديرة العامة لمركز الابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في كلمة الوزارة الافتتاحية، أن تنظيم هذا المنتدى يأتي انسجامًا مع رؤية “عُمان 2040” التي تضع الابتكار والاقتصاد المعرفي في قلب مسار التنمية الوطنية.

وأشارت إلى أن الاستثمار في الموارد الوراثية ليس خيارًا نظريًا بل فرصة عملية لتحويل الطبيعة العُمانية إلى قيمة اقتصادية مضافة، وخلق شركات ناشئة وصناعات جديدة في مجالات الصحة والغذاء والعطور والتكنولوجيا الحيوية.

وأضافت: “تعمل الوزارة على تمكين الباحثين والمبتكرين من تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق التجاري من خلال برامج دعم نوعية، من بينها برنامج منافع الذي أثبت قدرته على خلق نماذج ملهمة وقصص نجاح وطنية”.

وعبّرت عن ثقتها بأن نتائج هذا المنتدى ستكون إضافة ملموسة لمسار التنويع الاقتصادي، مؤكدة أن الوزارة ستواصل العمل مع الشركاء لتعزيز منظومة الابتكار ودعم الشباب العُماني ليكونوا في مقدمة صُنّاع المستقبل.

كلمة مركز موارد

من جانبه، أكّد الدكتور محمد بن ناصر اليحيائي، مدير مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد)، أن انعقاد المنتدى يتزامن مع اقتراب الخطة الخمسية القادمة لسلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن المرحلة الحالية تركز على تعزيز الشراكات الوطنية والدولية للوصول بالموارد الوراثية العُمانية إلى منتجات مستدامة ذات قيمة اقتصادية وعلمية.

وأضاف: «نعمل بالتعاون مع شركائنا في عُمان وخارجها على وضع أساس متين لحفظ المنظومة الوراثية الوطنية وتوثيقها، وفتح آفاق جديدة للبحث والتطبيق العلمي بما يعزز حضور عُمان في ميادين العلوم الحيوية المتقدمة».

وأوضح: «لقد أثبتت التجارب العالمية – ومنها البحوث التي حازت جائزة نوبل في الاقتصاد هذا العام – أن الابتكار قادر على خلق صناعات جديدة تحل محل تقنيات وأسواق قائمة، ونحن على يقين أن الموارد الوراثية العُمانية يمكن أن تتحول إلى منتجات منافسة عالميًا عبر هذا المسار».

وأعرب عن اعتزازه بمشاركة شباب عُمان المبتكرين قائلًا: «نعتز بمشاركة شباب عُمان الذين يبرهنون اليوم أن الجيل القادم قادر على تحويل المعرفة إلى منتج، والفكرة إلى مشروع، والبحث إلى قيمة اقتصادية تخدم الوطن».

تكريم علمي متميز

وتقديرًا لإسهاماتها المتميزة في دراسة وصون التراث النباتي في سلطنة عُمان، كرّم المنتدى الاقتصادي الثالث للموارد الوراثية (جينو بزنس 3) الدكتورة شاهينا غضنفر، التي أسهمت من خلال أبحاثها ومنشوراتها العلمية في توثيق وحفظ التنوع النباتي الفريد في بيئات السلطنة المختلفة.

وقد أرست الدكتورة غضنفر قاعدة علمية راسخة تدعم جهود الحماية والتنمية المستدامة في السلطنة، فيما تواصل أعمالها إلهام الباحثين وتقدير المجتمع العلمي لما تمثله من نموذج بارز في التميّز والعطاء العلمي لخدمة التراث الطبيعي العُماني.

من الفكرة إلى السوق

شهد حفل الافتتاح مشاركة سفين فان دير فليس وكريستيان راماكرز من مركز PLNT للابتكار وريادة الأعمال في هولندا، من خلال تقديم عرض مرئي بعنوان “من الفكرة إلى السوق”.

واستعرض المتحدثان رحلة تحويل الأفكار إلى مشاريع اقتصادية ناجحة، مستندين إلى خبرتهما في تأسيس الشركات الناشئة وتوسيع نطاقها، موضحين كيف تسهم الحاضنات والمسرّعات في دعم روّاد الأعمال خلال مختلف مراحل التطوير، ومستعرضين مجموعة من الأدوات والاستراتيجيات والرؤى التي تساعد الأفكار المبتكرة على النمو والتحول إلى مشروعات ذات أثر اقتصادي مستدام.

جلسات نقاشية موسّعة

شهد اليوم الأول من المنتدى جلسات نقاشية حملت عنوان “من الطبيعة إلى الصيدلية مرورا بالجينوم”، سلّطت الضوء على الإمكانات الواسعة للتنوع الحيوي العُماني في مجالات الصحة والتغذية، وعلى الفرص المتاحة لتحويل الموارد الطبيعية إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية مضافة.

وتناولت الجلسات عددًا من المحاور، من بينها: توظيف التنوع البيولوجي كمحرّك للتنمية الصناعية المستدامة، ودور الابتكار في تطوير منتجات طبيعية عمانية، والاستثمارات القائمة على المواد الأولية الحيوية، إلى جانب تجارب في ابتكار منتجات ذات تطبيقات طبية وصحية من النباتات المحلية.

كما ناقشت الجلسات الأدوار الممكنة للشباب والباحثين ورواد الأعمال في تحويل المعرفة العلمية إلى حلول ومنتجات قابلة للتسويق، بما يسهم في بناء سلاسل قيمة وطنية تدعم الاقتصاد العُماني وتبرز فرص السلطنة في السوق العالمي.

أما الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان “الابتكار في مجال الغذاء”، فقد تناولت قصص نجاح وتجارب عملية من السوقين العُماني والعالمي حول كيفية تحويل الموارد الطبيعية إلى منتجات غذائية مبتكرة ذات قيمة تجارية، واستعرضت فرص توظيف النباتات العُمانية في الصناعات الغذائية وتطوير منتجات بديلة وصحية قائمة على المواد الطبيعية.

كما ناقشت الجلسة دور التقنيات الحيوية في تعزيز القيمة المضافة للأغذية وتحسين سلاسل الإنتاج والتسويق، وآليات حماية الابتكارات الغذائية وتمكين الشركات الناشئة، مسلّطة الضوء على أهمية الابتكار في صناعة المنتجات الغذائية الحديثة بما يتوافق مع توجهات الاستدامة والغذاء الصحي ويدعم تنافسية المنتجات العُمانية في الأسواق الإقليمية والعالمية.

المعرض المصاحب وبرنامج اليوم الثاني

كما تضمّن المنتدى معرضًا مصاحبًا شاركت فيه مجموعة من الشركات والمشروعات الناشئة المتخصصة في منتجات الموارد الوراثية، وجاءت هذه المشاركة لإبراز نماذج تطبيقية لمشروعات ريادية تستثمر الموارد المحلية وتحوّلها إلى منتجات ذات قيمة مضافة، بما يعكس فرص النمو الاقتصادي المبني على المعرفة والابتكار في القطاعات المرتبطة بالموارد الحيوية.

وسيركّز برنامج المنتدى في يومه الثاني على الهوية العطرية والجمال الطبيعي والابتكار في منتجات مستلهمة من النباتات العُمانية، إلى جانب تسليط الضوء على دور السياحة البيئية والمعارف التقليدية في بناء صناعات مستدامة وتعزيز فرص الاستثمار في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى