أخبار العالم

فظاعات ومجازر جثث وبقع دماء كبيرة .. ماذا يحدث في الفاشر السودانية؟

وهج الخليج ـ وكالات

نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها عن صور لأقمار صناعية عن وجود مركبات عسكرية بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، قرب جثث وبقع دماء كبيرة يمكن رؤيتها جوا. وخلال الـ24 ساعة الماضية، انهالت التقارير والشهادات عن ارتكاب قوات الدعم السريع فظاعات ومجازر في مدينة الفاشر وقال أحد عمال الإغاثة «لم يذكر اسمه»، للصحيفة الأمريكية، إن: «تقارير عن استهداف مئات، إن لم يكن آلاف، المدنيين في الفاشر وقتلهم على أسس عرقية». وأشار إلى تلقي روايات عن فصل رجال وفتيان عن عائلاتهم وتعرضهم للتعذيب أو القتل بالفاشر.
ونفذت قوات الدعم السريع عمليات تصفية لجميع المصابين بالمستشفى السعودي بجامعة الفاشر، وفقا لما أعلنته «تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر»، اليوم الأربعاء. بدورها، اتهمت القوة المشتركة للحركات المسلحة الداعمة للجيش السوداني في دارفور «الدعم السريع» بقتل ألفي مدني في الفاشر خلال يومي 26 و27 أكتوبر الجاري.
كان فريق الأمم المتحدة للعمل الإنساني في السودان في بيان: «نشعر بالفزع من التقارير الموثوقة عن ارتكاب انتهاكات على نطاق واسع، ومن بينها عمليات إعدام بعد إجراءات موجزة ومهاجمة المدنيين على طرق الهروب ومداهمة المنازل ووضع عوائق تمنع المدنيين من الوصول إلى بر الأمان». وفي وقت سابق، دعت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع إلى السماح «بممر آمن» يتيح للمدنيين مغادرة مدينة الفاشر.
ومنذ 15 إبريل 2023، يخوض الجيش و«قوات الدعم السريع» لم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائها، وسط معاناة إنسانية متفاقمة. وبحسب تقارير أممية ومحلية، أدت الحرب إلى مصرع نحو 20 ألف قتيل، وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ.
ـ ماذا يعني سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة؟
استيقظ السودانيون في فجر 26 أكتوبر على مقاطع فيديو نشرتها حسابات تابعة لقوات الدعم السريع تؤكد توغل عناصرها داخل مقر الفرقة السادسة مشاة للجيش السوداني في الفاشر، بشمال دارفور، سرعان ما ألحقتها ببيان رسمي، أكدت فيه سيطرتها على هذه المدينة الاستراتيجية السودانية، التي صمدت في وجه حصار استمر أكثر من 500 يوم. وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، بعد يوم على سيطرة الدعم السريع على المدينة، إن سقوطها لا يعني التفريط في دارفور لصالح جماعات «العنف والعمالة»، في تأكيد ضمني على خسارة الفاشر. فيما اتهمت شبكة أطباء السودان، اتهمت «الدعم السريع» بارتكاب مذابح بحق المدنيين، بينما نشرت لجان المقاومة مقاطع فيديو لعمليات «إعدام ميدانية» برصاص عناصر الميلشيا.
وانتشرت مقاطع مصورة في منصات التواصل الاجتماعي كما النار في الهشيم، خلال اليومين الماضيين، منسوبة لعناصر الدعم السريع، تحتوي مشاهد مروعة لتصفية جرحى وفارين من الفاشر، خلال عمليات مطاردة بالسيارات خارج المدينة.
ـ أهمية مدينة الفاشر
وكانت الفاشر آخر القلاع بيد الجيش السوداني في إقليم دارفور، وبسيطرة الدعم السريع عليها، خسرت الحكومة السودانية الإقليم بالكامل، حيث تشكل المدينة أهمية استراتيجية بالغة لكل الأطراف، وكان تواجد الجيش السوداني في المدينة يعرقل خطط الدعم السريع في التقدم شرقا لإسناد قواتها في كردفان، ومن ثم الضغط على أم درمان وولايات شمال السودان.
من جانبه، قال رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان، الاثنين الماضي، إن قرار ما وصفه بـ«مغادرة» الجيش السوداني لمدينة الفاشر جاء «بسبب ما تعرضت له من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين»، وذلك في أعقاب إعلان ميلشيا الدعم السريع «بسط سيطرتها» على عاصمة ولاية شمال دارفور. وأوضح البرهان، خلال كلمة بثتها القوات المسلحة السودانية عبر فيسبوك، أن «الجميع يتابع ما حدث في الفاشر، القيادة هناك بما فيها لجنة الأمن قدروا بأنه يجب أن يغادروا المدينة نسبة لما تعرضت له من تدمير ممنهج، وقتل ممنهج للمدنيين، ورأوا أن يغادروا ويذهبوا إلى مكان آمن، ووافقنا على ذلك، حتى يجنبوا بقية المواطنين وبقية المدينة الدمار».
ومن زاوية أخرى، فإن سيطرة ميلشيا الدعم السريع على كامل إقليم دارفور، بعد تشكيل ما يمسى بـ«حكومة تأسيس» الموازية، قد يفتح الباب واسعا، حال فشل مفاوضات التسوية، برعاية «الرباعية الدولية»، لسيناريو ليبيا، وربما المضي قدما في حكم ذاتي أو حتى التلويح بالانفصال.
ـ ماذا نعرف عن إقليم دارفور؟
ويقع إقليم دارفور أقصى غرب السودان، بحدود مشتركة مع ليبيا، تشاد، إفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، ويحده من جهة الشرق الولاية الشمالية، شمال وغرب وجنوب كردفان، وتبلغ مساحته نحو 440 ألف كيلومتر مربع، بينما يبلغ عدد السكان ما بين 7 و9 ملايين نسمة، يتوزعون في الولايات الخمس، شمال ووسط وغرب وشرق وجنوب دارفور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى