أخبار العالم

بعد رجوع نصف مليون .. صدمة تنتاب سكان غزة فور عودتهم لتفقد منازلهم

وهج الخليج – وكالات

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة. وسار فلسطينيون بين الانقاض في شوارع طغى عليها اللون الرمادي وبينهم عدد كبير من الرجال معظمهم من دون أغراض شخصية.
ودخلت الفلسطينية نهى داود من حي الشجاعية شرق مدينة غزة في حالة من الصدمة والحزن والقهر فور عودتها من وسط القطاع مشيًا على الأقدام لتفقد منزلها الذي وجدته كومة ركام. ونزحت داود (40 عامًا) رفقة أفراد عائلتها قبل نحو 6 أشهر إلى مركز إيواء غرب مدينة غزة، ومن ثم إلى دير البلح وسط القطاع، بعد اشتداد العدوان الإسرائيلي وتكثيف الضربات الجوية. وقالت داود لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بينما تقف على أنقاض منزلها الذي اختلط ركامه بالمنازل المجاورة بعيون باكية: “لا نستطيع تمييز بيوتنا، والشوارع فقدت معالمها”. وأضافت داود، بينما تشير بيدها إلى المنازل المدمرة حولها، أن “حجم الدمار يفوق الوصف، الأحياء سُويت بالأرض، والمنازل تحولت إلى ركام، وكأن المدينة مرت بكارثة لا ترحم”.
وتابعت السيدة المكلومة على فقدان منزلها وأصبحت دون مأوى: “مش عارفة وين أروح، لا بيت ولا مكان نقعد فيه، ولا مياه صالحة للشرب، ولا بنية تحتية”. وختمت داود، وهي أم لخمسة أبناء تتراوح أعمارهم ما بين (6 و15 عامًا)، حديثها بصوت مرهق: “الناس في حالة صدمة وذهول وقهر وحزن غير طبيعية، عمرنا في حياتنا ما عشناها”.
وما إن عاد أبو أنس سكر، الذي يقطن في منطقة قريبة بذات الحي، انهمك في إصلاح ركن من بيته المدمر المكون من 7 طوابق ليعيش فيه برفقة أفراد عائلته. وقال سكر (50 عامًا)، بينما يحاول إزالة بعض الركام بأدوات بدائية لـ(د ب أ): “عدنا على أمل إيجاد منزل يأوي 47 فردًا من عائلتي، ولكن وجدناه كومة حجارة متناثرة”. وأضاف الرجل بنبرة صوت حزينة أن “المنطقة من هول الدمار كأنها ضربها الزلزال، ما أدى إلى تغيير معالمها، ومنذ وصولنا نسأل: أين البيوت والشوارع؟”، مضيفًا أن المنطقة، كحال غالبية الأحياء، “مسحت بالكامل”. وبشأن عمليات التنظيف الأولية التي يقوم بها، قال سكر: “نريد السكن على أنقاض المنزل المدمر، لعدم وجود بديل، سواء خيام أو بيوت متنقلة، ومراكز الإيواء مزدحمة أو مدمرة”.
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن حجم الدمار هائل، وطال أكثر من 90% من البنية التحتية المدنية، وأدى إلى نزوح السكان، وسط نقص في الوقود والمياه والاتصالات والمواد الأساسية. وقال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب، في مؤتمر صحفي بغزة، إن الخسائر الأولية المباشرة التي لحقت بالقطاعات الحيوية في القطاع “تجاوزت 70 مليار دولار، في أعقاب عامين من العمليات العسكرية”.
وأوضح الثوابتة أن نحو 300 ألف وحدة سكنية دمرت بالكامل، و200 ألف أخرى تضررت بشكل بالغ أو جزئي، ما تسبب في تهجير نحو مليوني شخص قسرًا، يعيش كثير منهم في خيام تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى