رأي وهج الخليج

حوادث الدهس والنسيان داخل الحافلات المدرسية .. مأساة تتكرر ووعي يحتاج إلى يقظة

رأي ” وهج الخليج ”

باتت رحلة الأطفال اليومية إلى المدرسة كابوسًا يؤرق مضاجع أولياء الأمور، بعدما تحولت إلى مشهد شبه دوري. ففي كل عام، تظهر مأساة جديدة لطفلٍ تُزهق روحه في حادث دهس قرب بوابة مدرسة، أو آخر يُعثر عليه مختنقًا داخل حافلة نقلٍ مدرسي تم نسيانه فيها لساعات. هذه الحوادث المؤلمة ليست مجرد أرقام في سجلات الإحصاء، بل قصص إنسانية موجعة تهزّ المجتمع.
وتتكرر بين حينٍ وآخر حوادث مأساوية يُنسى فيها طلاب نائمون داخل حافلات النقل المدرسي، ليفارق بعضهم الحياة اختناقًا وسط غياب التفقد بعد انتهاء الرحلة، في مشهدٍ يهزّ الوجدان ويؤكد الحاجة إلى رقابةٍ أشدّ ووعيٍ أكبر، الأخطاء تكرّر نفسها، غياب المشرفين، ضعف التدريب، وعدم الالتزام بإجراءات التفقد بعد نهاية الرحلة، وهي عوامل تجعل حياة الأطفال رهينة للحظ.
ورغم أن الجهات الرسمية لم تتجاهل حجم المأساة؛ حيث أطلقت وزارة التربية والتعليم برامج تدريبية مخصصة لسائقي الحافلات والمشرفين، وألزمت المدارس بإجراء تفتيش شامل بعد كل رحلة مدرسية للتأكد من خلوّ الحافلة من الطلاب، فيما شجعت على استخدام أنظمة التتبع (GPS) لمراقبة خط السير وتوقيت الوصول، إلى جانب التعاون مع شرطة عُمان السلطانية لتكثيف الدوريات في محيط المدارس، الا ان تلك الحوادث تعيد نفسها دوما، حيث يرى أولياء الأمور والمختصون أن الإجراءات لا تزال بحاجة إلى مزيدٍ من الصرامة، سواء من خلال وجود مشرفين إلزاميين في كل حافلة، أو تطبيق عقوبات أشدّ على المخالفين، كما يطالب آخرون بتعزيز حملات التوعية للأهالي والسائقين مع بداية كل عامٍ دراسي.
* مسؤولية مشتركة
السلامة ليست مسؤولية جهة واحدة، فهي مسؤولية جماعية تضع الجميع أمام واجبٍ وطني وأخلاقي لحماية أبناءنا، منظومة متكاملة تبدأ من السائق الذي يتحلى بالانتباه والمسؤولية، وتمرّ بالأهل الذين يعلّمون أبناءهم السلوك الآمن، وتنتهي بالبنية التحتية التي تضمن طرقًا مجهزة بإشارات واضحة، وممرات مشاة مضاءة، وسرعاتٍ مخفّضة في محيط المدارس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى