أخبار محلية

إطلاق الشركة الوطنية للنقل الأخضر وتوزيع 500 مركبة كهربائية عام 2026

وهج الخليج – مسقط
تم مساء أمس الاحد الإعلان عن تأسيس الشركة الوطنية للنقل الأخضر بشراكة استراتيجية بين شركة اتش كي فنشيرز عُمان ( HK Ventures ) وشركة مجموع الصين – الشرق الأوسط للتطوير ( China-Middle East Development Group ) باستثمارات تقدر بـ 29 مليون ريال عُماني أي ما يعادل 75 مليون دولار أمريكي لإطلاق منظومة مبتكرة للمركبات الكهربائية تشمل المركبات الكهربائية والبنية الأساسية للشحن والمنصّات الرقميّة والخدمات الفنية تحت رعاية معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني – مستشار ديوان البلاط السلطاني ضمن أعمال المنتدى الخليجي الثالث للتنقل الأخضر بمحافظة ظفار. وتُجسد هذه الخطوة رؤية السلطنة الطموحة للتحول إلى اقتصاد أخضر متكامل.
وبهذه المناسبة أكد معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي، وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على أن إطلاق الشركة يعكس التزام السلطنة بتطوير منظومة نقل حديثة وصديقة للبيئة، موضحًا أنها ليست مجرد مبادرة للتنقل الكهربائي، بل منصة وطنية تدعم الابتكار الصناعي وتفتح آفاقًا واسعة لتوفير فرص وظيفية تسهم في تعزيز مكانة السلطنة كمركز إقليمي للتقنيات النظيفة.

ولتعزيز مكانة هذا القطاع وضعت الشركة خطة مستقبلية واعدة، تبدأ من توزيع 500 مركبة كهربائية في العاصمة مسقط وعدد من المحافظات عام 2026، مرورًا بتأسيس مركز وطني للبحث والابتكار عام 2027، وصولًا إلى تشغيل أكثر من 10 آلاف مركبة كهربائية و200 محطة شحن سريع بحلول 2032، قبل أن تنطلق إلى مرحلة التوطين الصناعي بحلول عام 2035، حيث تسعى لأن تصبح سلطنة عُمان وجهة إقليمية لتصنيع وتجميع مكونات المركبات الكهربائية.
وأوضّح الفاضل هلال بن علي الخروصي، الشريك المؤسس للشركة الوطنية للنقل الأخضر والرئيس التنفيذي لشركة HK Ventures، أن الشركة صُمّمت منذ البداية لتكون ذات جاهزية مالية وتشغيلية متكاملة، مؤكّدًا على أن المنظومة الجديدة ستُحدث أثرًا ملموسًا على حياة الأفراد والاقتصاد الوطني في آن واحد.
وأضاف أن المشروع سيسهم في الحفاظ على البيئة عبر خفض (4.6 طن متري لكل سيارة) أي ما يقارب 46 ألف طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًّا بحلول 2032، وهو ما يعادل الأثر البيئي لزراعة مليوني شجرة، إلى جانب توفير فرص عمل للعُمانيين بما لا يقل عن 500 وظيفة في المرحلة الأولية للمشروع وستتزايد الفرص الوظيفية تباعا لتطور المشروع بالاضافة إلى ذلك، سيتم إعداد الكفاءات الوطنية من خلال برامج تدريب متخصصة على أحدث تقنيات المركبات الكهربائية.
كما أشار إلى أن الشركة ستفتح المجال أمام فرص واسعة للتصنيع المحلي، سواء في مكونات المركبات الكهربائية أو أجهزة الشحن أو حتى وسائل النقل الخفيفة مثل الدراجات الكهربائية، بما يعزز مكانة السلطنة كمركز إقليمي في هذا القطاع الواعد.
وتشير التقارير حسب Mordor Intelligence إلى أن سوق النقل الكهربائي في السلطنة سيبلغ 2.4 مليار دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي يقارب 30%. ويستند هذا التوسع إلى ارتفاع أسعار الوقود، والأنظمة والتشريعات الحكومية الداعمة للتوجه الوطني في التحول إلى الطاقة النظيفة. ومن خلال هذه المنظومة، ستعمل الشركة الوطنية للنقل الأخضر على تهيئة بنية أساسية متكاملة تشمل محطات الشحن، وتطوير منظومة النقل الكهربائي، وتقديم خدمات رقمية ذكية تعزز تجربة المستخدم.
تطوير منصة متكاملة للتنقل الأخضر:

من جانب آخر وقعت الشركة الوطنية للنقل الأخضر على شراكات وطنية استراتيجية تعزز جاهزية المنظومة منذ يومها الأول، لتعكس التزامها بالتعاون، والاستدامة، والابتكار الذي سيؤتي ثماره في هذا القطاع من خلال هذه الشراكات، حيث سيتم تطوير أنظمة ومهارات تشغيلية متكاملة تدعم قطاع النقل الأخضر في السلطنة، مما لا يقتصر فقط على المشروع الحالي فحسب وإنما سيضع حجر الأساس لنمو مستدام.

بنك صحار الدولي: تطوير أسس التمويل الاستراتيجي
وقعت الشركة الوطنية للنقل الاخضر مذكرة تفاهم مع بنك صحار الدولي لتقديم حلول تمويل ميسّرة للمستهلكين، وسيلعب بنك صحار الدولي دور الشريك المالي للشركة الوطنية للنقل الأخضر بالتعاون مع شركة اتش كي فنشيرز HK Ventures، لتطوير حلول تمويل مبتكرة لامتلاك وتأجير المركبات الكهربائية، مما يسهم في تسهيل اعتماد التنقل الكهربائي لكل من المستهلكين أو المؤسسات الأخرى.
وبهذه المناسبة صرح الفاضل عبد الواحد بن محمد المرشدي، الرئيس التنفيذي لبنك صحار الدولي قائلًا:
“تأتي شراكتنا مع الشركة الوطنية للنقل الأخضر لتلبية أهداف رؤية “عُمان 2040″ في تحقيق التنقل المستدام، حيث نمكّن الأفراد والمؤسسات من تملك المركبات الكهربائية عبر حلول تمويل ميسرة. فنحن لا نقدم رأس المال فحسب، وإنما نبني أساسًا ماليًّا يدعم التحول الاقتصادي والاجتماعي ويعزز موقع سلطنة عُمان كقائد إقليمي في التنقل الأخضر.”
شركة المها لتسويق المنتجات النفطية: توسيع البنية الأساسية الوطنية
كما وقعت الشركة على مذكرة تفاهم مع شركة المها لتسويق المنتجات النفطية إحدى الشركات الوطنية الرائدة للاستفادة من شبكتها في نشر محطات الشحن السريع، حيث ستسهم في دعم استراتيجية شحن المركبات الكهربائية عبر شبكتها الواسعة المكونة من 250 محطة خدمة موزعة بشكل استراتيجي في مختلف أنحاء السلطنة ، مما يمكّن الشركة الوطنية للنقل الأخضر من تعزيز البنية الأساسية للشحن السريع ودعم تبني التنقل الكهربائي بكفاءة وموثوقية.
وأكد المهندس حمد بن سالم المغدري، الرئيس التنفيذي لشركة المها لتسويق المنتجات النفطية
على “أن هذه الشراكة تأتي في إطار التزام المها بدعم مسيرة التحول الوطني نحو الطاقة النظيفة، وتعزيز جاهزية البنية الأساسية للنقل السياري بما يتماشى مع مستهدفات رؤية “عُمان 2040″ حول الانبعاث الكربوني ومبادرة الحياد الصفري 2050”.
كما أشار المغدري إلى أن هذه المبادرة تمثل امتدادًا لدور المها كشريك وطني فاعل في دعم مشروعات الاستدامة وتبني الحلول المبتكرة في قطاع الاستدامة.

شركة أوبال للتسويق والصناعات: ضمان الصيانة ,القدرة التشغيلية العالية
كما تم التوقيع على اتفاقية شراكة مع أوبال للتسويق والصناعات لضمان تقديم خدمات الصيانة والدعم الفني عبر شركة “بريسيشن تيون للعناية بالسيارات”. حيث ستقدّم شركة أوبال خدمات صيانة متخصصة للمركبات الكهربائية من خلال شركة “بريسيشن تيون للعناية بالسيارات”، التي تعد الأولى من نوعها في سلطنة عُمان، حيث لم تتوافر محطات صيانة كهذه من قبل من خلال خبرتها في صيانة المركبات وتقديم الخدمات اللوجستية، وتضمن أوبال صيانة مركبات شركة الوطنية للنقل الأخضر بكفاءة عالية، مما يعزز الثقة في التنقل الكهربائي ويدعم الانتقال الاستراتيجي نحو حلول نقل مستدامة.
وفي هذا السياق، قال الفاضل عيسى بن صالح الحارثي، نائب رئيس مجلس الإدارة بشركة أوبال للتسويق والصناعات: “شراكتنا مع الشركة الوطنية للنقل الأخضر تمثل دمج أفضل الممارسات العالمية مع الخبرة المحلية لضمان أعلى معايير الخدمة والصيانة لمنظومة المركبات الكهربائية. ونحن لا ندعم فقط الانتقال إلى التنقل المستدام، بل نسهم في بناء منظومة تشغيلية متكاملة ترفع جاهزية السوق وتعزز ثقة المستهلكين في الحلول الكهربائية.
شراكات دولية لاستثمارات نوعية:
من جانب اخر، يمثل هذا المشروع الوطني خطوة استراتيجية تعكس قدرة السلطنة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية النوعية في قطاع النقل المستدام، وتعزيز جاهزية المنظومة المتكاملة التي سوف تقودها الشركة الوطنية للنقل الأخضر. وفي هذا الإطار، تم توقيع اتفاقيات مع شركات صينية رائدة تغطي مجالات توريد السيارات الكهربائية، وإنشاء وتشغيل محطات الشحن الكهربائي التعاون الاستراتيجي في خدمات المنصة الرقمية بما يعكس ثقة الشركاء الدوليين بالسلطنة وبقدرة الشركة الوطنية على قيادة هذا التحول النوعي
اتفاقية نشر لشبكة محطات الشحن
في حين قال الفاضل فرانك فنج، نائب الرئيس لشركة جريسينج للتكنولوجيا الرقمية
Gresying Digital Technology) (
“نفخر بأن نكون جزءًا من هذه المنظومة الوطنية المبتكرة بقيادة الشركة الوطنية للنقل الأخضر، والتي جسدت ثقة السلطنة في بناء مستقبل طاقة نظيفة ومتكاملة. شراكتنا لتزويد محطات الشحن الكهربائي لا تقتصر على توفير البنية التحتية فحسب، وإنما تمتد إلى دراسة جدية إلى فرصة إنشاء مصنع لمحطات الشحن الكهربائي في السلطنة، مما يعكس التزامنا طويل الأمد، ويؤكد أن هذا المشروع يحمل كل مقومات النجاح ليجعل من السلطنة مركزًا إقليميًا للنقل الأخضر.”
التعاون الاستراتيجي في خدمات المنصة الرقمية
أعربت شركة جريسيسينج للتنقل الذكي Gresying Smart Mobility عن حماسها للتعاون مع الشركة الوطنية للنقل الأخضر، مشيرةً إلى الخبرة الواسعة والشاملة التي يتمتع بها الشركاء في مجال حلول النقل المستدام. ويؤكد هذا التعاون الاستراتيجي الالتزام المشترك بتحويل مشهد التنقل في السلطنة من خلال توفير بدائل نقل آمنة، سهلة الوصول، وصديقة للبيئة.
وقال فينسنت ليان، مدير إدارة الموارد الاستراتيجية شركة جريسيسينج للتنقل الذكي Gresying Sma Mobility:
“نفخر بتقديم هذا التطبيق الذكي الذي لا يقتصر على خدمة طلب السيارات فحسب، بل يشمل مجموعة من الحلول الرقمية المبتكرة التي تجعل تجربة المركبات الكهربائية أكثر سلاسة ومرونة. ومن خلال شراكتنا مع الشركة الوطنية للنقل الأخضر، نؤمن أن هذا التعاون سيفتح آفاقًا جديدة لابتكارات مستقبلية ويضع أسسًا راسخة لنظام نقل متكامل ومستدام في السلطنة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى