أخبار محلية

على وقع لقاء تاريخي بين بوتين وترامب في ألاسكا.. ربع قرن من العلاقات المتوترة بين قيصر روسيا والرؤساء الأميركيين

وهج الخليج – وكالات

بينما يتسائل العالم بشأن تسوية النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية غدا الجمعة، حيث يلتقي الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في أنكريدج في ألاسكا لعقد قمة توصف منذ الآن بالتاريخية، شهدت علاقة فلاديمير بوتين، بالرؤساء الأميركيين الخمسة الذين تعاقبوا على الحكم منذ توليه منصبه أواخر 1999 تقلبات ملحوظة.
ويعقد هذا اللقاء الأول بين الرئيسين منذ العام 2019، بعد عدة اتصالات هاتفية جرت منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن ترامب يريد “الاستماع” إلى بوتين خلال القمة التي تجري بناء على طلب الرئيس الروسي، وهي نقطة تشدد عليها واشنطن. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أرسى ترامب تقاربا غير مسبوق مع زعيم الكرملين، في محاولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع تأكيده في الوقت ذاته على استمراره في ممارسة الضغط على موسكو.

ـ بيل كلينتون: ثقل كوسوفو
على الرغم من العلاقات الجيدة التي جمعت بوريس يلتسين بالرئيس الأميركي بيل كلينتون، أفسدت حرب كوسوفو شهر العسل الذي أعقب نهاية الحرب الباردة.
ومع استقالة يلتسين في 31 ديسمبر 1999، تعاملت واشنطن بحذر مع خليفته فلاديمير بوتين الذي وصفته وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت في 2 يناير 2000 بأنه “رجل حازم … شديد العزيمة وعملي”، مضيفة “سيتعين علينا مراقبة أفعاله من كثب”.
وخلال أول قمة جمعت بوتين بكلينتون في يونيو 2000، أشاد الرئيس الأميركي علنا بنظيره الروسي، معتبرا أنه قادر على بناء “روسيا مزدهرة وقوية تحترم الحريات وسيادة القانون”.

ـ جورج دبليو بوش: من الزمالة إلى انعدام الثقة
في أول لقاء بينهما في 16 يونيو 2001، قال جورج دبليو بوش إنه نظر في عيني بوتين ورأى فيه “روح رجل مخلص لوطنه … أرى فيه قائدا استثنائيا”.
وبُعد هجمات 11 سبتمبر، أعلن بوتين الذي كان يخوض حرب الشيشان الثانية، تضامنه الفوري مع بوش في “الحرب على الإرهاب”. لكن في ديسمبر من العام نفسه، انسحبت واشنطن من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الموقعة عام 1972، بهدف إنشاء درع صاروخي في أوروبا الشرقية، وهو ما أثار استياء موسكو. وفي عام 2003، دانت روسيا الغزو الأميركي للعراق، ثم نددت في العام التالي بتدخل واشنطن في “الثورة البرتقالية” في أوكرانيا.

ـ باراك أوباما: بداية واعدة ونهاية متعثرة
في عام 2009، أطلق الرئيس باراك أوباما مبادرة لوصل ما انقطع في العلاقات مع روسيا، بينما كان بوتين يشغل منصب رئيس الوزراء في عهد ديمتري ميدفيديف الذي رعاه وأوصله إلى السلطة.
وخلال زيارته الأولى لموسكو في يوليو، قال أوباما “ما يهمني هو التواصل المباشر مع نظيري، الرئيس، والتعامل مع رئيس الوزراء بوتين”.
ورغم بعض النجاحات الأولية، مثل توقيع معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي عام 2010، إلا أن المبادرة فشلت. ففي أغسطس 2013، منحت موسكو اللجوء السياسي للأميركي إدوارد سنودن، ما دفع أوباما إلى إلغاء قمة كانت مقررة مع بوتين، معبرا عن استيائه من “العودة إلى عقلية الحرب الباردة”.
ثم جاء ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، والعقوبات الاقتصادية الغربية، والتدخل الروسي في سوريا عام 2015، لتزيد من تدهور العلاقات الثنائية.

ـ دونالد ترامب: شبح التدخل الروسي في الانتخابات
وعد المرشح دونالد ترامب بإقامة علاقات جيدة مع روسيا، لكن ولايته شابتها اتهامات لموسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية التي فاز فيها.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين في يوليو 2018، قال ترامب “لديّ الرئيس بوتين الذي قال للتو إنها ليست روسيا، ولا أفهم لماذا ستكون روسيا”، متجاهلا نتائج تحقيقات مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI).
وبعد موجة غضب حتى داخل معسكره الجمهوري، اعترف لاحقا بأنه أخطأ في التعبير.

ـ جو بايدن: أوكرانيا وسيل من الشتائم
توترت العلاقة بين جو بايدن وفلاديمير بوتين منذ البداية. حتى قبل تولي بايدن منصبه، وصف بوتين إدارته المرتقبة بأنها “تبغض روسيا”.
وشكّل غزو أوكرانيا في فبراير 2022 نقطة تحول حاسمة، إذ قطع بايدن الاتصالات مع موسكو فورا، وانحاز إلى كييف التي قدم لها مساعدات عسكرية تجاوزت 70 مليار دولار.
ولم يتردد الرئيس الأميركي في مهاجمة نظيره الروسي باستخدام كلمات مهينة. فوصفه تارة بأنه “قاتل” و”مجرم حرب” وتارة بأنه “جزار” و”طاغية” وأخرى استخدم عبارة “الوغد المجنون” للإشارة إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى