هل فشلت مفاوضات الدوحة حول وقف النار بغزة ؟

وهج الخليج ـ وكالات:
أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن واشنطن سحبت مفاوضيها من محادثات الدوحة حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما أعلنت إسرائيل استدعاء مفاوضيها للتشاور. وقال ويتكوف في بيان نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي “قرّرنا إعادة فريقنا من الدوحة لإجراء مشاورات بعد الردّ الأخير من حماس والذي يظهر بوضوح عدم رغبتها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”، على حد قوله مضيفا “في حين بذل الوسطاء جهودا كبيرة، لا تبدي حماس مرونة أو تعمل بحسن نية”. بحسب اعتباره وأشار إلى أن واشنطن ستدرس الآن “خيارات أخرى لإعادة الرهائن إلى ديارهم ومحاولة إيجاد بيئة أكثر استقرارا لسكان غزة”.
قبيل ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو استدعاء المفاوضين الإسرائيليين للتشاور بعد تلقيها ردّ الحركة الفلسطينية على اقتراح الهدنة في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب منذ 21 شهرا وتتفاقم الأزمة الإنسانية مهدّدة السكان بالمجاعة، وفق الأمم المتحدة. وقال نتانياهو في خطاب “نعمل على التوصل إلى اتفاق جديد للإفراج عن رهائننا، لكن إذا فسّرت حماس استعدادنا للتوصل إلى اتفاق على أنه ضعف أو فرصة لفرض شروط استسلام من شأنها أن تُعرض دولة إسرائيل للخطر، فهي ترتكب خطأ فادحا”.
من جهتها، أعربت حركة حماس الفلسطينية عن استغرابها من التصريحات التي أدلى بها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، والتي اعتبرت أنها تعكس موقفا سلبيا تجاه سلوك الحركة في مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة مع إسرائيل، والتي تجري بوساطة قطرية ومصرية في العاصمة الدوحة. وقال القيادي في الحركة علي بركة في بيان صحفي إن ويتكوف “يتبنى موقف الاحتلال ويتحدث باسمه، وبالتالي فهو شريك في الجرائم المرتكبة بحق الشعب في قطاع غزة”، مضيفا أن المبعوث الأمريكي “يتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار حرب الإبادة والتجويع بحق المدنيين”. وفي بيان رسمي، أكدت حماس أنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بـ”مسؤولية وطنية ومرونة عالية” في مختلف الملفات، وحرصت على التوصل إلى اتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي وينهي معاناة سكان قطاع غزة. وأوضحت أنها قدمت ردها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة، وتعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقتها، بما يعكس “التزامًا صادقًا بإنجاح جهود الوساطة الدولية”. وأضافت الحركة أنها “تستغرب التصريحات الأمريكية في وقت عبّر فيه الوسطاء عن ترحيبهم بالموقف البنّاء والإيجابي للحركة، والذي يفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق شامل”، مشددة على حرصها على “استكمال المفاوضات والانخراط فيها بما يساهم في تذليل العقبات والوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار”.
وكانت حماس نشرت فجرا بيانا عبر حسابها على منصة تلغرام، أكّدت فيه أنّها سلّمت الوسطاء “ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار”. وقال مصدران فلسطينيان مطّلعان على سير المفاوضات إنّ حماس سلّمت ردّا ضمّنته تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل. وأوضح أحدهما أن ردّ حماس “عالج بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم”. واعتبر مسؤول فلسطيني مطّلع على المفاوضات أنّ ردّ حماس “إيجابي”، مضيفا أنّ الردّ “يتضمّن أيضا المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي”.




