ماذا سيحدث لو تم إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟

وهج الخليج ـ وكالات
أثارت تقارير عن أن إيران تدرس إغلاق مضيق هرمز، مخاوف من أن تحاول طهران إغلاق مضيق هرمز، الممر الملاحي الأكثر حيوية لنقل النفط في العالم. وقالت سارة فلاحي، عضو البرلمان وعضو اللجنة الأمنية بالبرلمان الإيراني إن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز سيكون أيضا على جدول الأعمال في جلسة خاصة للجنة البرلمانية. غير أنه لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق،
وقال رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني السابق “إم آي 6″، السير أليكس يانغر خلال حديثه مع شبكة “بي بي سي”، إنه أسوأ سيناريو محتمل، إذ إن “إغلاق المضيق سيمثّل بلا شك مشكلة اقتصادية هائلة، بالنظر إلى تأثيره على أسعار النفط”. كما قال موقع وكالة بلومبيرج الأميركية للأنباء إن القصف الجوي الإسرائيلي أدى إلى القضاء على جزء من قدرة إيران الصاروخية الباليستية وقتل عدد من قادتها العسكريين ثم جاء القصف الأميركي هذا الصباح للمفاعلات النووية الإيرانية، حيث أذكى ذلك التكهنات بأن القيادة الإيرانية قد تلجأ إلى وسيلة أخرى لكبح جماح أعدائها، وهي إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة أو إغلاقه فعليا. وأوضح الخبير الإستراتيجي في مجال النفط، جوليان لي، في تلك المادة أن ربع تجارة النفط العالمية تقريبا يمر عبر هذا الممر المائي الضيق عند مدخل الخليج، وإذا حالت إيران دون وصول الناقلات العملاقة التي تنقل النفط والغاز إلى الصين وأوروبا وغيرها من المناطق الرئيسية المستهلكة للطاقة، إلى مياه الخليج فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل هائل وسريع وربما زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي.
ـ أين يقع مضيق هرمز؟
هذا الممر المائي يربط الخليج بالمحيط الهندي، حيث تقع إيران شماله والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان جنوبه. يبلغ طوله 161 كيلومترا وعرضه 32 كيلومترا تقريبا في أضيق نقطة فيه، حيث يبلغ عرض الممرات الملاحية في كل اتجاه 3 كيلومترات ونيف.
ومما يعكس أهمية مضيق هرمز أن السفن العملاقة نقلت عبره في عام 2024 وحده ما يقرب من 16.5 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات من السعودية والعراق والكويت والإمارات وإيران، وفقا للبيانات التي جمعتها وكالة بلومبيرج. كما أن أكثر من خُمس الإمدادات العالمية من الغاز -معظمها من دولة قطر– عبرت من خلاله في الفترة نفسها.
ـ هل يمكن لإيران أن تغلق مضيق هرمز بالفعل؟
يؤكد الخبير الإستراتيجي في مقاله أن إيران لا تملك الحق القانوني في إيقاف حركة المرور عبر المضيق، لذا فإن الأمر يتطلب منها استخدام القوة أو التلويح بها لفعل ذلك. وإذا حاولت قواتها البحرية منع الدخول إلى المضيق، فمن المرجح أن تواجه ردا قويا من الأسطول الخامس الأميركي وغيره من القوات البحرية الغربية التي تقوم بدوريات في المنطقة، وهو ما قد يجعل الملاحة فيه محفوفة بالمخاطر للسفن التجارية التي قد تغامر بالمرور فيه. ومن شأن إغلاق مضيق هرمز أن يلحق أضرارا سريعة باقتصاد إيران نفسها لأن ذلك سيمنعها من تصدير نفطها.
ـ هل أغلقت إيران مضيق هرمز من قبل؟
وفق بلومبيرج، فإن ذلك لم يحدث حتى الآن.
ـ ما الدول الأكثر اعتمادا على مضيق هرمز؟
إن أكثر الدول التي تعتمد على المضيق في تصدير نفطها هي تلك المشاطئة له، فالسعودية تصدِّر عبره معظم النفط، لكنها تستطيع تحويل شحناتها إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب بطول 1200 كيلومتر تقريبا عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر، مما يسمح لها بتجنب كل من مضيق هرمز وجنوب البحر الأحمر. ويمكن للإمارات تصدير بعض نفطها الخام دون الاعتماد على المضيق، عن طريق إرسال 1.5 مليون برميل يوميا عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان إلى الجنوب من هرمز. ومع إغلاق خط أنابيب النفط المتجه إلى البحر الأبيض المتوسط، يعتمد العراق حاليا في تصدير شحناته النفطية كلها بشكل كبير على مضيق هرمز. أما الكويت وقطر والبحرين فلا خيار لها سوى شحن نفطها عبر الممر المائي، بينما تعتمد إيران أيضا عليه كليا.
ـ ما هي كمية النفط التي تمر عبر مضيق هرمز؟
تُقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنّ حوالي 20 مليون برميل من النفط مرّت عبر المضيق بشكل يومي خلال النصف الأول من عام 2023. وهذا يُعادل قيمة تجارة تصل قيمتها إلى 600 مليار دولار سنوياً، تمرُّ عبر الطرق البحرية. أي خلل في هذا الممر المائي، قد يتسبب بتأخيرات كبيرة في توصيل النفط على الصعيد العالمي، مع تأثير مباشر على الأسعار.
ـ هل يمكن للطرق البديلة أن تعوّض إغلاق المضيق؟
دفع التهديد المستمر بإغلاق مضيق هرمز على مر السنين، الدول المصدرة للنفط في منطقة الخليج إلى تطوير طرق تصدير بديلة. ووفقاً تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فعَّلت المملكة العربية السعودية خط أنابيب “شرق ـ غرب”، وهو خط بطول 1200 كيلومتر قادر على نقل ما يصل إلى 5 ملايين برميل من النفط الخام يومياً، وفي عام 2019، أعادت السعودية استخدام خط أنابيب الغاز الطبيعي مؤقتاً لنقل النفط الخام. كما ربطت دولة الإمارات العربية المتحدة حقولها النفطية الداخلية بميناء الفجيرة على خليج عمان عبر خط أنابيب بطاقة يومية تبلغ 1.5 مليون برميل. وفي يوليو2021، دشنت إيران خط أنابيب غوره ـ جاسك، المخصص لنقل النفط الخام إلى خليج عُمان. ويستطيع هذا الخط حالياً نقل حوالي 350 ألف برميل يومياً، مع أنّ التقارير تشير إلى أنّ إيران لم تحقق هذا القدر بعد.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أنّ هذه الطرق البديلة مجتمعة، قد تمكّن من تصدير نحو 3.5 مليون برميل من النفط يومياً – وهو ما يمثل نحو 15 في المئة من النفط الخام الذي يتم شحنه حالياً عبر المضيق.




