استطلاع : الشركات الطلابية تعزز ريادة الأعمال وتعزز الإبتكار بجنوب الباطنة

وهج الخليج ـ عبير ناصر الرجيبية
تعد الشركات الطلابية أحد المجالات الرائدة التي تعزز ريادة الأعمال في سلطنة عمان، إذ تسهم في تعزيز الإبتكار وتوظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وذلك من خلال الأفكار والمنتجات التي تقدمها كل شركة طلابية.
وتسعى سلطنة عمان بكافة المحافظات إلى تنمية الشركات الطلابية والوصول بها إلى مراكز متقدمة. حيث أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ اهتمام بالغ لهذا الجانب فقال في خطابه بمناسبة الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عمان 2023 “إننا إذ ننظر إلى المؤسسات التعليمية، والمراكز البحثية والمعرفية بجميع مستوياتها، على أنها أساس بنائنا العلمي والمعرفي، ومستند تقدمنا التقني والصناعي؛ لنؤكد على استمرار نهجنا الداعي إلى تمكين هذا القطاع، وربط مناهج التعليم بمتطلبات النمو االقتصادي، وتعزيز الفرص لأبنائنا وبناتنا، متسلحين بمناهج التفكير العلمي، والانفتاح على الآفاق الرحبة للعلوم والمعارف، وموجهين طاقاتهم المعرفية والذهنية إلى الإبداع والإبتكار والتطوير؛ ليصبحوا أسس الاستثمار الحقيقي وقادة للتطوير الاقتصادي”.
في هذا الصدد، يقول ثني الخضوري ـ رئيس قسم التوجيه المهني بدائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة “أن تضافر جهود وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الحكومية الأخرى ذات العلاقة والقطاع الخاص والمجتمع المحلي هو الضمان الحقيقي لنجاح واستدامة الشركات الطلابية، لا شك أن الجهات المعنية لها دور محوريا ومتكاملا في تنمية ودعم الشركات الطلابية، بداية من دمج مفاهيم الثقافة المالية وريادة الأعمال والابتكار في المناهج الدراسية لغرس ثقافة العمل الحر إلى برامج وورش العمل المتخصصة التي تدعمها الجهات المعنية والتي تساعد الطلبة على فهم أساسيات ريادة الاعمال والتي تعمل بدورها في صقل مهارات الطلبة الريادية مثل التخطيط المالي وإدارة المشاريع وفنون التسويق الرقمي التي لا غنى عنها اليوم ومهارات العرض والتفاوض، كما يمكن أيضاً إتاحة الفرصة للشركات الطلابية لعرض أفكارهم ومنتجاتهم وخدماتهم في المعارض المهنية هو جانب آخر من فرص التنمية والدعم التي تقدمها الجهات المعنية والتي تساهم بدورها في تعريف المجتمع المحلي بهذه الشركات وتشجعهم على الاستمرارية في تطوير مشاريعهم”.
وحول أساسيات اختيار الشركات الطلابية يوضح :”إن التكامل مع الأهداف التعليمية التي يجب أن تتوافر في المشروع ذات القيمة التعليمية التي تسهم في تطوير مهارات الطلبة هي البوصلة الحقيقية لتوجه الطالب لاختيار المشروع الريادي ففكرة المشروع تنبع من اهتمام حقيقي لدى أعضاء الشركة بفكرة معينة أو مشكلة معينة يتعاونون لإيجاد حلولها فالمشروع الناجح هو الذي يقدم قيمة حقيقية للمجتمع. كما أن الابتكار والتميز أحد أهم الأساسيات التي يجب أن يتضمنها المشروع, فهو يخلق ميزة تنافسية مع الشركات الأخرى، بالتالي يصبح المشروع أكثر قابلية للتطبيق في البيئة المدرسية أو المجتمع المحلي مع الأخذ في اعتبار الموارد والإمكانيات المتاحة لهم. إضافة إلى العمل الجماعي وتوزيع الأدوار في الهيكل الإداري للشركة فالمشروع يعتمد على فريق عمل متكامل من خلال توزيع واضح في المسؤوليات والأدوار بين الأعضاء.
من جهتها تقول جميلة الكاسبي ـمشرف توجيه مهني بتعليمية المحافظة “أن لدى الشركات الطلابية إمكانيات كبيرة للتطوير وفي وقت لاحق يمكن تحويل الشركة الطلابية إلى مشاريع ناشئة صغيرة أو متوسطة حقيقية في السوق إذا توفرت البيئة الداعمة المناسبة سواءً في الدعم المادي أو المهني، وهو يساعد على توسع المشروع خارج نطاق البيئة المدرسية وذلك من خلال تطوير منتجاتهم وخدماتهم بشكل مستمر, فبناء علامة تجارية ذات هوية عمانية موثوقة هو الهدف الأساسي من فكرة إنشاء الشركات الطلابية, حيث يتم دمج التقنية الحديثة وخاصة الذكاء الاصطناعي في عملية الترويج والتسويق للوصول بها إلى آفاق أوسع. إضافة إلى الانضمام والدخول في حاضنات أعمال التي تساعد على توفير شبكة علاقات تضم كافة احتياجات فكرة المشروع”.
ـ نماذج: “مشروع “paradise”
هي شركة طلابية بدأت نشأتها عام 2021 وحتى 2023, أسستها الطالبة ماجدة العبرية من مدرسة الرستاق للتعلم الأساسي وتتمحور فكرة الشركة الأساسية حول “الطباعة”, سواءً طباعة الملصقات أو الميداليات من الورق المقوى وغيرها من المواد المستخدمة, وتعتمد بحسب مدة الطلب ونوع الخدمة, بداية, استهدفت الشركة طالبات المدارس لمواكبة المتطلبات المرغوبة والتي تنتشر في تلك الفترة كطباعة الشخصيات الكرتونية مثل الأنمي وشخصيات الأفلام الأكثر رواجاً، حيث توسعت الفكرة لتشمل فئة الذكور والفئات العمرية المختلفة.
وحول التحديات تؤكد ماجدة العبرية “واجهت في بداية الأمر صعوبات حول اختيار الشريك المناسب لمواصلة نجاح المشروع فقمت باختيار زميلتي (رفيدة) لتكون المسوق الرئيسي للمشروع، إضافة إلى صعوبة اختيار المطبعة التي تقوم بطباعة الملصقات والميداليات وغيرها, فقد كان العمل يدوياً في بداية الأمر إلى أن تزايدت أعداد الطلبات فأصبح من الصعوبة تنفيذها في الوقت المحدد, لذا كان لابد من التعامل مع إحدى المكتبات لطباعة الطلبات بكافة أنواعها.
مضيفة” ومع مراعاة الجانب المادي لموازنة أسعار الفائدة مع أسعار الطلب. حصلت شركة paradise على عدة جوائز منها: الفوز بالمركز الأول على مستوى المدرسة من خلال تنافس الشركات الطلابية الناشئة في البيئة المدرسية, كما حصلت على المركز الأول للمرة الثانية في معرض رائدون للعام 2021 / 2022 من دائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي والمقام في جراند سنتر بولاية بركاء.
وتواصل ماجدة الحديث حول دور الأسرة المقدم لها حيث تشير إلى أن الدعم الأسري المادي و النفسي، وهو مكنا في بداية الأمر من الحصول على رأس مال بسيط للبدء في أعمال الطباعة في المرحلة الأولى وكذلك مساعدة الأسرة في الحصول على مطابع للتعاون معها بمبالغ رمزية لنجاح المشروع, بالإضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي والتشجيع المستمر لمواصلة العمل في المشروع لإبرازها وتطويرها إلى شركة ناجحة تقد خدمة ومنتج للمجتمع.
تمثل المدرسة الداعم الأول والحاضن الأساسي لمشاريع الشركات الطلابية وفي هذا الجانب تقول آسيا الغافرية أخصائية توجيه مهني بمدرسة الرستاق للتعليم الأساسي أن المدرسة تقوم بدور فعال في خلق البيئة المناسبة لتطوير الجانب الابتكاري للطلاب, من خلال إقامة المعارض الطلابية والتي تشرف عليها عدد من جهات الاختتصاص بمحافظة جنوب الباطنة يتم ممن خلالها دعم الطلاب وتشجيعهم على تطوير الشركات ريادياً للوصول بها إلى مستويات أفضل.




