كيف اصطدم مقترح ويتكوف بشروط حماس؟

وهج الخليج – وكالات
تبخرت الآمال مجددا في وقف الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ نحو عشرين شهرا، مع رد حركة حماس على أحدث مقترحات ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، حيث سارعت إسرائيل لاعتبار ذلك الرد رفضا لمقترح الوسيط الأمريكي، وعادت لتتوعد بتصعيد ضغطها العسكري بهدف القضاء تماما على قدرات حركة المقاومة الفلسطينية.
فظاهريا أبدت حماس، التي لا تمتلك من أدوات التفاوض سوى ورقة الرهائن، تجاوبا مع مقترح ويتكوف، ودار ردها في فلكه من حيث عدد المحتجزين الأحياء والأموات الذين نص المقترح على تسليمهم، لكن الرد تضمن تصورا مغايرا يتعلق بمواعيد التسليم، فضلا عن مطالب أخرى تتعلق بضمانات لإنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يتمركز فيها قبل انهيار الهدنة الثانية في 18 مارس ، فضلا عن تغيير آلية توزيع المساعدات والاعتماد على المؤسسات الأممية والهلال الأحمر. وإدركا منها لثقل المسؤولية وخطورة اللحظة الراهنة، حرصت حماس، فيما يبدو، على توضيح أنها لم تنفرد بالقرار في ردها على مقترح ويتكوف، وأشارت في بيان إلى أن الرد جاء بعد “إجراء جولة مشاورات وطنية وانطلاقا من مسؤوليتنا العالية تجاه شعبنا ومعاناته”. واعتبر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن حماس رفضت فعليا مقترح ويتكوف وأنها طرحت مقترحا آخر بشروطها، حسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، واصفا رد الحركة بأنه إغلاق للأبواب.
وتماهى التعليق الإسرائيلي على رد حماس مع موقف المبعوث الأمريكي ويتكوف الذي وصفه بـ”غير المقبول بتاتا”، وإنه “يعيدنا للوراء”. ورأى ويتكوف أنه يتعين على حماس “قبول مقترح الإطار الذي طرحناه كأساس لمحادثات التقارب، والتي يمكننا البدء بها فورا الأسبوع المقبل”. واعتبر المبعوث الأمريكي أن “هذا هو السبيل الوحيد لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما خلال الأيام القادمة، يعود بموجبه نصف الأسرى الأحياء ونصف المتوفين إلى عائلاتهم، ويمكننا من خلاله إجراء مفاوضات جوهرية في محادثات التقارب بحسن نية، سعيا للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
ـ ما هو مقترح ويتكوف ؟
ينص على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء، نصفهم في اليوم الأول للاتفاق والنصف الثاني في اليوم السابع مع تسليم جثامين 18 رهينة، إلا أن رد حماس تضمن بدلا من ذلك إطلاق سراح الرهائن العشرة الأحياء على ثلاث دفعات بواقع أربعة في اليوم الأول واثنين في اليوم الثلاثين وأربعة في اليوم الستين، على أن يتم تسليم جثامين الرهائن المتوفين أيضا على ثلاث دفعات في اليوم العاشر واليوم الثلاثين واليوم الخمسين للاتفاق. كما تضمن رد حماس مطالب تتعلق بالسماح لسكان قطاع غزة بالسفر والعودة عبر معبر رفح، إلى جانب مطالب أخرى تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي، والشروع في مفاوضات تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، مع ضمان الوسطاء، وخاصة الأمريكي، عدم عودة إسرائيل للقتال حال عدم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب خلال هدنة الستين يوما، واستمرار وقف إطلاق النار طالما استمر التفاوض.
ويرى مراقبون أن حجر العثرة الوحيد أمام التوصل إلى اتفاق، هو رغبة حركة حماس في الحصول على تأكيدات وضمانات أمريكية بإلزام إسرائيل بإنهاء الحرب وعدم العودة للقتال مجددا، وأنها ربما تكون قد بالغت في سرد مجموعة من المطالب غير الضرورية التي أظهرتها وكأنها تتصلب في مواقفها، ومنها تغيير الإطار الزمني لإطلاق سراح الرهائن الأحياء وجثامين الأموات منهم.
وفي السياق، كتب موقع أكسيوس الإخباري أن حماس لم تقبل مقترح ويتكوف كأساس للمفاوضات وطالبت بتغييرات عديدة أوصلت المفاوضات مرة أخرى إلى طريق مسدود.
وفور تلقيها رد حماس على المقترح الأمريكي، كشفت إسرائيل عن اعتزامها تكثيف عدوانها العسكري، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الضغط العسكري سيتركز في هذه المرحلة على شمال القطاع. ونقلت هيئة البث في الوقت نفسه عن مصدر وصفته بالمطلع أن ضغط الوسطاء يتواصل على حماس وأن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للقبول ببعض ملاحظات حماس على المقترح، في مسعى لإنقاذ المبادرة الأحدث من مصير المحاولات السابقة لوقف الحرب. إلا أن صحيفة يديعوت نقلت عن مسؤول إسرائيلي أن “إضافة شروط جديدة من جانب حماس تعني، في الحد الأدنى، الحاجة إلى مفاوضات إضافية بشأنها”.




