الفلسطينيون يحيون الذكرى 77 للنكبة ومخاوف من تكرار التاريخ

وهج الخليج ـ وكالات:
أحيا الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية الذكرى 77 للنكبة، وسط حرب إبادة مستعرة في قطاع غزة ونزوح في الضفة الغربية تثير مخاوف لديهم من أن يعيد تاريخ العام 1948 نفسه. وتأتي الذكرى في وقت يكرّر المسؤولون الإسرائيليون التهديدات بالاستحواذ على قطاع غزة وطرد الفلسطينيين منه، بينما تسبّب توسيع العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية بإفراغ عدد من المخيمات من سكانها. وأقيمت في وسط مدينة رام الله فعالية مركزية حمل خلالها المشاركون العلم الفلسطيني ورايات سوداء كتبت فيها “العودة” بالعربية والانجليزية مع رسم لمفتاح، ولافتات خطّوا عليها أسماء القرى والمدن التي يتحدرون منها.
وبعد سنوات من إقامة سكانه “مسيرة العودة” إحياء لذكرى النكبة، تأتي ذكرى النكبة هذا العام في وقت تشهد غزة منذ 19 شهرا حرب إبادة إسرائيلية أدت الى تدمير هائل في القطاع، وأزمة انسانية حادة.
ويخشى الفلسطينيون من تكرار نكبة 1948 التي هجّر فيها نحو 700 ألف شخص. ويقول مؤمن الشربيني (49 عاما) في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة إنه يشعر بأن “التاريخ يعيد نفسه، تهجير، خيام، قصف، جوع، دمار وموت”. يضيف لوكالة الأنباء الفرنسية “نحن نعيش اليوم في غزة نكبة جديدة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، هذه نكبة كبيرة جدًا سيمتد ظلمها ومعاناتها لسنوات طويلة حتى حياة أولاد أولادنا”. واضطرت الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة، إلى النزوح مرة واحدة على الأقل منذ اندلاع الحرب. وبعد هدنة هشة استمرت لنحو شهرين، استأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية في القطاع في 18 مارس. ووافق المجلس الأمني الإسرائيلي مطلع مايو على خطة للسيطرة على القطاع ونقل العديد من سكانه، بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. وقال المجلس إن هدف الخطة القضاء على حماس وشن “ضربات قوية” ضدها بدون تحديد طبيعتها، واستعادة الرهائن المحتجزين في القطاع. واستشهد في قطاع غزة ما لا يقلّ عن 52928 فلسطينيين منذ اندلاع الحرب معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
ـ “يوم تعيس”
وانطلقت الفعاليات المركزية في رام الله بوضع أكاليل من الزهور عند ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات. وطلب من العاملين في القطاع العام وطلاب الجامعات والكليات مغادرة أماكن عملهم للمشاركة في إحياء الذكرى، بينما نقلت حافلات تلامذة المدارس. ويقول نائل نخلة (52 عاما) المتحدر من قرية المجدل قرب يافا، واللاجئ حاليا في مخيم الجلزون شمالي رام الله، إن ذكرى النكبة “يوم تعيس”. يضيف “نعيش كل يوم نكبة جديدة من خلال ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية من هجمات اسرائيلية”. وتشهد الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدا في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وأطلقت إسرائيل في يناير عملية “السور الحديدي” التي تستهدف بشكل رئيسي مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، ما تسبب بنزوح عشرات الآلاف عن منازلهم. واستشهد منذ اندلاع الحرب في غزة، 929 فلسطينيا على الأقل في الضفة بنيران القوات الإسرائيلية أو مستوطنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله. في المقابل، قتل 33 إسرائيليا على الأقل في هجمات نفذها فلسطينيون خلال الفترة ذاتها، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.
ـ حق العودة “أكثر من أي وقت مضى”
وأكد عضو منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أنه على رغم مرور عقود على النكبة، لا يزال الشعب الفلسطيني “اليوم متمسكا بحقه في العودة أكثر من أي وقت مضى”. ونزح الفلسطينيون خلال النكبة الى الأراضي الواقعة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أو انتقلوا الى بلدان الجوار الأردن ولبنان وسوريا ومصر. في المقابل، بات الفلسطينيون الذين بقوا في منازلهم في ما أصبحت مذاك دولة إسرائيل، مواطنين “عربا إسرائيليين”. وفي تقريره الصادر بمناسبة النكبة، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني “تضاعف عدد الفلسطينيين خلال 77 عاما، نحو عشر مرات”، موضحا “بلغ عدد سكان دولة فلسطين المقدر نحو 5,5 مليون فلسطيني منتصف العام 2025”.




