من المضمار إلى منصة التتويج .. حوار مع العداء العُماني قصي الرواحي
الإعاقة ليست نهاية بل بداية طريق مختلف

وهج الخليج ـ مسقط
إعداد: عبدالله بن محمد الريسي
يفتح العداء العُماني قصي بن مسلم الرواحي أبواب تجربته الرياضية من فئة ذوي الإعاقة البصرية في لقاءٍ حصري لـ«وهج الخليج»، مستعرضًا بداياته، إنجازاته الدولية، التحديات اليومية التي يخوضها، ورؤيته الملهمة للشباب من أصحاب الهمم، قبل أن يحدد أهدافه الكبرى نحو أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
— من هو قصي الرواحي وكيف بدأت رحلتك مع الرياضة؟
– أنا قصي بن مسلم الرواحي، رياضي عماني كفيف أمارس سباقات 100م و200م والوثب الطويل. بدأت أمارس الرياضة منذ صغري، لكن التحديات الأولى في التنقل والإعداد كانت حقيقية؛ إذ كان عليّ الاعتماد على الآخرين للوصول إلى الميدان، غير أن الشغف دفعني لتخطي كل عقبة.”
— ماهي إنجازات البطل قصي على المستوى الإقليمي والدولي
– بداية لقد منحني الوثب الطويل ثقتي الأولى
• الذهب في الوثب الطويل ببطولة غرب آسيا 2022 (البحرين) بمسافة 6.11 م
• ميداليات متعددة في بطولات عربية ودولية (تونس، المغرب، الإمارات، الجزائر، الأردن)
• أرقام شخصية: 11.45 ثانية في 100 م، و5.95 م في الوثب الطويل
— ما اللحظة التي شعرت فيها بأنك حققت نقلة نوعية؟
“كانت عندما أحرزت ذهب الوثب الطويل عام 2022؛ حينها أدركت أنني قادر على منافسة الأبطال والتألّق في المحافل الدولية.”
— ما أبرز التحديات التي واجهتك كلاعب كفيف؟
– أعظم تحدٍّ كان التنقل إلى التدريبات دون قيادة، وكذلك الدعم المالي المحدود للاعبين من ذوي الإعاقة. الحصول على معسكرات احترافية مهمة، لكنها ليست متاحة دائمًا.”
— كيف حولت هذه الإعاقة إلى قوة؟
– اعتبرتها جزءًا من هويتي لا عبئًا. الإيمان بالله أولًا، ثم النتائج والمحطات التي أحققها، كانت صانعة عزيمتي.”
— كيف ترى دورك في إلهام الآخرين من ذوي الإعاقة؟
– أرشّح نفسي صوتًا لكل من يظن أن الإعاقة حدّ. أؤمن بأن الفرصة لا الرحمة، هي ما يصنع البطل.”
— من وقف إلى جانبك ودعمك؟
– أسرتي أولًا، ثم مدربيّ وكل من آمن بقدراتي. الدعم المعنوي كان له الأثر الأكبر في مسيرتي.”
— ما أهدافك القادمة؟
– أتطلع إلى بطولات عالمية وأولمبياد لوس أنجلوس 2028، لأرفع اسم سلطنة عُمان في المحافل الدولية.”
— هل تفكر في تدريب الجيل القادم؟
– نعم، أرغب في أن أُسهم مستقبلًا كمدرب أو مرشد للرياضيين من ذوي الإعاقة، لنُطور هذا القطاع معًا.”
— ماذا تتمنى من الجهات الرياضية داخل السلطنة؟
– أتمنى مساواة حقيقية في الدعم والفرص مع الرياضيين الآخرين، وزيادة عدد المعسكرات وتوفير بيئة تدريب احترافية.”
— كلمة أخيرة للشباب
– آمن بنفسك وابدأ مهما اشتدت الصعوبات. الطريق طويل لكن الإرادة أقدر من أيّ عائق. كن النور لنفسك ولغيرك.”




