أخبار محلية

في مثل هذا اليوم: السفينة “سُلطانة” تعانق ميناء نيويورك الأميركي .. ماهي الحكاية؟

وهج الخليج – مسقط

يأتي احتفال وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات اليوم بفندق شيراتون عُمان باليوم اللوجستي الأول، تجسيدًا لوصول السفينة “سُلطانة” إلى الولايات المتحدة في 30 أبريل من عام 1840.
ففي هذا التاريخ عانقت أول سفينة عُمانية عربية ميناء نيويورك وذلك في عهد السلطان سعيد بن سلطان (1807 ـ 1856م)، وقد كان الهدف من هذه الرحلة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأميركية، وتسليم هدايا السلطان الثمينة إلى رئيس الولايات المتحدة
كلف السلطان سعيد الشيخ أحمد بن النعمان بن محسن بن عبدالله الكعبي البحراني، بهذه المهمة الرسمية، حيث تم تعيينه في هذا المنصب عن عمر ناهز الـ ٥٠ عاما، وذلك للتوجهه إلى الولايات المتحدة الأميركية كأول سفير عُـمـاني على متن السفينة “سلطانة”، وذلك لتقوية العلاقات بين الإمبراطورية العمانية الممتدة والولايات المتحدة الأميركية .
تضمنت تلك الرحلة البحرية طويلة المسافة والقاطعة من قارة آسيا شبة الجزيرة العربية من بحر عُمان الذي يطل على المحيط الهندي مرورا بقارة أفريقيا ومتجهةً لقارة أميركا، عقد صفقات تجارية أبرزها شراء الأسلحة التي كانت سلطنة عُـمان بحاجتها في ذلك الوقت لصد البرتغاليين وإفناءهم من داخل الأراضي الموزمبيقية التابعة للإمتداد العُماني آنذاك .
ولد ما بين السنوات الميلادية ١٧٨٤ – ١٧٩٠م حسب ما أورخ عن حياته الذي تلقى
تعليمه الإبتدائي في الدين الإسلامي وبعدها عمل كاتباً لدى السيد سعيد بن
سلطان بمسقط ، ومن كثرة إجتهاده وأمانته بعمله ولاّه سلطان عُمان برئاسة
وزارتي الخارجية والتجارة .

كانت السفينة “سُلطانة” مُحملةً بالكثير من البضائع التي بيعت في ميناء نيويورك من باب التجارة النشطة لحساب سلطان عُمان السيد سعيد بن سلطان ، من تمور عُمانية وجلود الحيوانات المجففة والقرنفل والصمغ ومنها السجاد الإيراني يدوي الصنع . كما أنها كانت محملة كذلك بهدايا لرئيس الولايات المتحدة الأميركية لتبادل الثقافات بين البلدين ، بل ومن كرم سلطان عُمان وأهلها فقد أرسل السيد سعيد بن سلطان جوادين عربيين أصيلين وبعض الجواهر الثمينة إلى جانب ذلك العطور العربية الخالصة ، ومن دلالة العرب قديماً سيفاً مطعّم بالذهب الخالص . وذلك كما ورد بكتب المؤرخين للتاريخ العُماني والأميركي.
إستغرقت الرحلة ذهابا وإيابا ما يقارب الـ١٠ أشهر استطاع خلالها طاقم السفينة الضخمة من اجتياز المحيط الأطلنطي وأمواجه المضطربة حتى الوصول إلى أرض عُمان بسلام .
وقد تم توثيق الرحلة في فيلم وثائقي ورسوم متحركة “سُلطانة” للمخرج العُماني خالد الزدجالي

* السفينة سلطانة
وفي وصف التاريخ للسفينة فهي تُعد رمزا للسيد سعيد، وبنيت على الطراز الأوروبي في حوض مازَغون بمدينة بومباي في الهند عام 1833، ثم أضيفت إليها بعض اللمسات والرتوش العربية في ميناء مسقط، ووصفت أشرعتها بأنها تحتضن الريح مُوجهة إياها إلى حيث تريد.
ولمع نجم “سُلطانة” حينما تمكنت من إنقاذ سفينة “پيكوك” التي جنحت عند جزيرة مصَيرة وكادت أن تغرق، غير أن السلطان سعيد أمر بإرسال السفينة سُلطانة لإنقاذ پيكوك وسحبها إلى مسقط في رحلة محفوفة بالخطر.

* أحمد الكعبي
الشيخ أحمد بن النعمان بن محسن بن عبدالله الكعبي البحراني، ولد ما بين السنوات الميلادية ١٧٨٤ – ١٧٩٠م حسب ما أورخ عن حياته الذي تلقى تعليمه الإبتدائي في الدين الإسلامي وبعدها عمل كاتباً لدى السيد سعيد بن سلطان بمسقط ، ومن كثرة إجتهاده وأمانته بعمله ولاّه سلطان عُمان برئاسة وزارتي الخارجية والتجارة .
تقلد بعدة مهام كوزير للخارجية والتجارة ، حيث أصبح بعدها الوزير والسكرتير الأول للسيد سعيد بن سلطان سلطان عمان ، هو أول سفير عماني عربي تطئ قدمة تلك القارة البعيدة “أميركا” تضمنتها تلك السفرة في أنه تم أبرام إتفاقيات دولية لتوطيد العلاقات والتعاون فيما بينهم لأمد بعيد بالنيابة عن السيد سعيد بن سلطان سلطان عُـمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى