أخبار محلية

بتكلفة 1.6 مليار دولار .. مشروع لتزويد السفن بوقود الغاز في ميناء صحار

وهج الخليج – مسقط
وقّعت المجموعة العالمية المتكاملة للطاقة “أوكيو” اتفاقية استثمار مع شركة “توتال إنيرجيز” لإنشاء مشروع “مرسى”؛ لتزويد السفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال في ميناء صحار، بتكلفة مليار و600 مليون دولار أمريكي، وتشكل مساهمة توتال إنيرجيز (80 بالمائة) من تكلفة المشروع وأوكيو بنسبة (20 بالمائة) من الاستثمار المشترك.

ويتميز المشروع بالتكامل بين الشقين العلوي والسفلي؛ حيث يتمثل الشق العلوي في إنتاج 150 مليون قدم مكعب يوميًّا من الغاز من منطقة الامتياز رقم 10، ومن ثم نقل هذا الغاز عبر أوكيو لشبكات الغاز إلى ميناء صحار. أما الشق السفلي فيتمثل في بناء مصنع للغاز الطبيعي المسال بسعة مليون طن سنويًّا، ويتكون من محطة لتوليد الطاقة المتجددة من خلال بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجاوات؛ لتوفير احتياجات الطاقة السنوية لمصنع الغاز الطبيعي المُسال.

وسيُحقق مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) إنجازين لأول مرة على مستوى المنطقة، هما: إيجاد منشأة بانبعاثات تقل عن 3 كيلوجرامات من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل نفط مكافئ، وذلك للتقليل من انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري، ومركز تزويد السفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال الأول من نوعه في الشرق الأوسط.

ويُجسد مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) التزام “أوكيو” بالمساهمة الاستراتيجية في تطوير قطاع الطاقة في سلطنة عُمان بما يحقق قيمة مستدامة على المدى الطويل، كما يعمل على تنويع استثمارات “أوكيو” في مجال جديد للطاقة، وهو تزويد السفن بالوقود بالغاز الطبيعي المُسال، ما يعكس استراتيجية الشركة في رسم مستقبل مستدام لقطاع الطاقة، ومن المتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز القيمة المحلية المضافة.

وسيعتمد مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) على الطاقة الكهربائية، ما يجعله المصنع الأقل كثافة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم؛ حيث سيُحدد معيارًا صناعيًّا جديدًا للانبعاثات، وسيؤدي التصميم الكهربائي الكامل للمصنع ودمج محطة الطاقة الشمسية إلى تجنب أكثر من 200 ألف طن سنويًّا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون على مدار عمر المشروع؛ وذلك مقارنة بالتصميم المعتمد على الوقود الغازي.

وسيعمل مشروع الغاز الطبيعي المُسال (مرسى) على تأسيس مركز تزويد السفن بوقود الغاز الطبيعي المُسال الأول من نوعه في الشرق الأوسط؛ ليعرض بذلك وقودًا بحريًّا بديلًا متاحًا وبأسعار تنافسية للمساهمة في خفض البصمة الكربونية لقطاع الشحن البحري، ويسهم الغاز الطبيعي المُسال مقارنة بالوقود البحري التقليدي، في: خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 23 بالمائة، وخفض انبعاثات الكبريت بنسبة 99 بالمائة، وخفض انبعاثات الجسيمات الدقيقة بنسبة 99 بالمائة، وخفض انبعاثات أكاسيد النيتروجين بنسبة تصل إلى 85 بالمائة.

وأكّد معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن أنّ مشروع “مرسى للغاز الطبيعي المُسال” يُجسّد التزام سلطنة عُمان الراسخ بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050؛ كونه سيُسهم في عملية تقليل الانبعاثات ما يضع سلطنة عُمان على خارطة العالم من ناحية خاصة، وأنه سيتم تشغيله بالكامل بالطاقة الكهربائية المتجددة.

وقال معاليه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن المشروع يعد الأول من نوعه في المنطقة والشرق الأوسط وأفريقيا، والهدف من المشروع هو إسالة ما يقارب 150 ألف قدم مكعب من الغاز لاستخدام السفن، كما أنه سيوفر في فترة الإنشاءات ما يقارب 3 آلاف وظيفة وعند التشغيل سيوفر ما بين 90 إلى 100 وظيفة في ميناء صحار. مشيرًا إلى أن المشروع سيبدأ في استقبال السفن في عام 2028.

من جانبه أوضح ملهم بن بشير الجرف رئيس مجلس إدارة أوكيو أن الدخول في استثمارات مُشاركة مع شركة توتال إنيرجيز الفرنسية العالمية في مشروع مرسى للغاز الطبيعي المُسال سيكون بمثابة أول مركز لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المُسال في المنطقة، وسيتم تشغيل المشروع بالطاقة الشمسية من محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 300 ميجاوات.

وأضاف أن المشروع سيُسهم في تعزيز مكانة أوكيو للمتاجرة كمساهم رئيس في أسواق الغاز الطبيعي المُسال. كما ستقوم شركة أوكيو لشبكات الغاز بتوفير خدمات نقل الغاز اللازمة للمشروع.

وأوضح باتريك بويانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنيرجيز النفطية أن المشروع يعد مشروعًا ابتكاريًّا منخفض الانبعاثات؛ حيث يعتمد على الطاقة النظيفة المستمدة من الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن مثل هذا المشروع قد تم العمل به سابقًا في نيذرلاندز وسنغافورة، وسيتم العمل به الآن في سلطنة عُمان الأمر الذي يعكس مدى ثقة الشركة في سوق الغاز الطبيعي المُسال العُماني.

وأوضح أحمد بن سعيد الأزكوي الرئيس التنفيذي للشق العلوي في أوكيو أن مشروع مرسى الغاز الطبيعي المُسال يعد مشروعًا مميزًا من ناحية التكاملية بين قطاعات عديدة متصلة بشركة أوكيو، مثل قطاع الشق العلوي وقطاع الشق السفلي والطاقة البديلة، بالإضافة إلى شركة أوكيو للمتاجرة وشركة أوكيو لشبكات الغاز والتي ستقوم بدورها في توصيل الغاز من منطقة الامتياز رقم 10 بمحافظة الوسطى وصولًا إلى ميناء صحار الذي من المزمع في البدء بأعمال مصنع الغاز الطبيعي المسال لتزويد السفن بطاقة بديلة التي تساهم في خفض الانبعاثات والبصمة الكربونية.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن المشروع يتميز بأنه يستهلك طاقة كهربائية بنسبة 100 بالمائة عن طريق ألواح شمسية، بالإضافة إلى كونه المشروع الأول في منطقة الشرق الأوسط الذي يقوم بتزويد السفن بالغاز الطبيعي المُسال ومن المؤمل أن تزيد حركة السفن في ميناء صحار تزامنًا مع بدء الأعمال التشغيلية بالمرسى.

يذكر أن المشروع له أبعاد اقتصادية ذات جدوى اقتصادية كبيرة، تتمثل في زيادة التدفقات النقدية لخزينة الدولة وإضفاء قيمة محلية مضافة من خلال الاستثمارات المشتركة، كما أن الشراكة مع توتال إنرجيز العالمية ستسهم في زيادة الحركة بالموانئ العُمانية فضلًا عن تعزيز الاستثمارات في قطاعات مختلفة وإيجاد فرص عمل للشباب العُماني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى