أخبار محلية

“الابتكار والتكنولوجيا الخضراء” يبحث تمكين الابتكارات الرقمية لمساعدة البيئة

وهج الخليج – مسقط

بدأت اليوم أعمال الدورة السادسة من منتدى عُمان البيئي، تحت عنوان “الابتكار والتكنولوجيا الخضراء” ويناقش عدة محاور منها تغيُّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي واستنزاف الموارد.

وهدف المنتدى الذي أقيم تحت رعاية صاحبِ السُّمو السيِّد حارب بن ثويني آل سعيد مساعد الأمين العام لمجلس الوزراء للمؤتمرات إلى إيجاد حلول عملية للعديد من القضايا التنموية والبيئية؛ وتمكين الابتكارات الرقمية لمساعدة البيئة، وزيادة إنتاجية الصناعات الصديقة للبيئة وقدرتها التنافسية وتوليد مصادر جديدة للدخل والاستثمار.

ويسعى المنتدى الذي تنظمه جريدة ” الرؤية ” إلى تقليل التكاليف والمخاطر المرتبطة بالتدهور البيئي والتلوث وتغير المناخ، وكل ما له آثار سلبية على الاقتصاد والمجتمع.

وقال حاتم بن حمد الطائي الأمين العام للمنتدى رئيس تحرير جريدة الرؤية في كلمته إن الدورة السادسة من منتدى عُمان البيئي للعام 2024، تركز على قضايا التغيرات المناخية وتأثيراتها على الكوكب مؤكدًا على أهمية اتخاذ التدابير البيئية اللازمة للحد من الانبعاثات الناجمة عن الاحتراق المُفرِط للوقود الأحفوري في الدول الصناعية الكبرى والأنشطة البشرية الضارة بالتوازن البيئي.

وأضاف أن هناك حاجة ماسة للتوسع في الأنشطة البيئية الخضراء من خلال التوظيف الأمثل للتكنولوجيا، والاستثمار في مجالات الطاقة المُتجددة حتى نشأ مصطلح “الاقتصاد الأخضر” ويُقصد به أي نشاط اقتصادي صديق للبيئة.

ووضح أن سلطنة عُمان كان لها السبق إقليميًّا ودوليًّا في الحفاظ على البيئة وصون مواردها، من خلال توليد الطاقة الجديدة وتبني الممارسات القائمة على حماية البيئة والحدّ من التلوث، مشيرا إلى أنها أحرزت إنجازات في مجالات الطاقة المتجددة؛ سواءً الطاقة الشمسية مثل مشروع عبري 1 و2، وفي طاقة الرياح مثل مشروع محطة ظفار، فضلًا عن توليد الهيدروجين الأخضر.

وأكدت على أن سلطنة عُمان حرصت على وضع دراسات استراتيجية وبحثية من شأنها أن تعزز الجهود الوطنية للحفاظ على البيئة وبناء القدرات الوطنية في مجالات الطاقة النظيفة وصون البيئة، إضافة إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لتعزيز الوعي المجتمعي بالطاقة النظيفة؛ سواء من خلال الحملات التوعوية أو بسن تشريعات وقوانين داعمة.

من جانبه بيّن الدكتور سيف بن علي الحجري المفوض للتبشير بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 أن الدورة السادسة من المنتدى ركزت على الصناعة الخضراء التي تهدف إلى تحسين نوعية حياة الإنسان، دون أن تتعرض الأجيال القادمة لمخاطر بيئية، وإعادة تشكيل وتصويب الأنشطة الصناعية لتكون أكثر انسجامًا مع البيئة وصولا للاستدامة.

كما تساهم في تقليل الاعتماد على مكب النفايات، وتقليل الاعتماد على الطاقة الأحفورية، فضلًا عن الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية في الإنتاج والاستهلاك، ووقف تدهور الدورات الطبيعية، بالإضافة إلى الحد من استنزاف الموارد الطبيعية المتجددة والناضبة.

وفيما يتعلق قطاع المواصلات والاتصالات، وضح أن الصناعة الخضراء تسهم في تطوير وتحسين وابتكار تقنيات رقمية من خلال تطوير البنية الأساسية للمواصلات، وشبكات وتقنيات الاتصالات، وتعزيز قدرة الشبكات على التعامل مع الكوارث الطبيعية والتنبؤ بها، والتوسع في استخدام الطاقة النظيفة وتقليل انبعاثات الدفيئة، والإسهام في التمكن من استخدام السيارات الكهربائية والهجينة.

وفي قطاع النفايات؛ تسهم الصناعة الخضراء في توفير معدات وتبتكر طرقا وأدوات وتقنيات تضمن إدارة مستدامة للنفايات، والإسهام في التحول من الطرق التقليدية إلى إعادة التدوير والاستخدام والحد من إنتاج النفايات، وابتكار تقنيات الجمع والفرز الآمن لجميع أنواع النفايات، واستخدام موارد متجددة، وابتكار مواد استهلاكية آمنة بيئيًّا، وإنتاج أدوات ذات عمر افتراضي أكبر

وأما قطاع مصائد الأسماك؛ فإن الصناعة الخضراء تسهم في ضمان استدامة مصائد الأسماك وحماية البيئة البحرية، من خلال دمج مصائد الأسماك بالمفاهيم الخضراء؛ بما يحقق الاستدامة، وتطوير الصناعات المتعلقة بعمليات الصيد والاستزراع السمكي، واستخدام الطاقة المتجددة في عمليات الصيد وعمليات التصنيع المتعلقة بها.

وفي قطاع الزراعة والمياه؛ تساعد الصناعة الخضراء على تطوير وتحسين القدرات السلالات الزراعية الأكثر تكيفًا، من خلال الزراعة الذكية لاستنباط محاصيل مقاومة للأمراض.

وفيما يتعلق بقطاع السياحة، فتساهم في تبنّي ممارسات الاقتصاد الدائري والبنى الأساسية صديقة البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية وتقديم تجارب سياحية مستدامة وجذابة، تعتمد مصادر الطاقة المتجددة، واستخدام موارد صديقة للبيئة، وسلامة المباني السياحية، وضمان أمنها الذاتي وانسجامها مع البيئة، وأخيرًا تعزيز الوعي بالحفاظ على البيئة والثقافات المحلية.

وفي السياق ذاته تحدث المهندس عبدالعزيز بن سعيد الشيذاني المدير العام لشركة هيدروجين عُمان في كلمته الرئيسة؛ عن استراتيجية سلطنة عُمان للهيدروجين الأخضر، وما تضمنته من فرص وتطلعات، كما استعرض دور الشركة في فرص القيمة المحلية المضافة للهيدروجين في سلطنة عمان.

وقال إن التوقعات تشير إلى ارتفاع الطلب على الطاقة في سلطنة عُمان، حيث إن زيادة الناتج المحلي الإجمالي يسهم في نمو الطلب على الطاقة، لا سيما وأن رؤية “عُمان 2040” تطمح لتحقيق معدل نمو سنوي في الناتج المحلي يصل إلى 5%، لافتا إلى أن التحوّل في الطاقة يمثل مرتكزًا لدعم النمو والتنويع الاقتصادي من خلال تأسيس صناعة مستدامة قائمة على أنشطة تستهلك كثيرًا من الطاقة وتعتمد على المعرفة والابتكار، كما تسهم في توفير وظائف عالية ونمو مرتفع في دخل الأسرة.

وأشار إلى أن هناك 3 عوامل رئيسة تضع سلطنة عُمان في مركز قوة لاغتنام فرص انتقال الطاقة، وهي: برنامج الهيدروجين الطموح، والموقع الجغرافي والتوقعات الجيوسياسية المناسبة بالإضافة إلى الإمكانات الكبيرة في مجال الطاقة المتجددة

واختتم قائلا إن سلطنة عمان اتخذت إجراءات ملموسة لتطوير اقتصاد الهيدروجين، منها: تخصيص 50 ألف كيلومتر مربع من الأراضي لمشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، واكتملت الجولة الأولى من إطلاق مزادات الهيدروجين.

فيما يجري العمل على الجولة الثانية، كما جرى منح 6 مشروعات لإنتاج أكثر من 925 ألف طن سنويًّا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030 مع ما يزيد على 38 مليار دولار من الاستثمارات.

وقدّمت المهندسة صديقة اللواتية مستشارة جزيئات منخفضة الكربون بشركة أوكيو للطاقة البديلة، ورقة العمل حول “مستقبل الطاقة البلدية”؛ ركزت على سلسلة القيمة وما تتضمنه من الأعمال التجارية واللوجستية، والجزيئات الخضراء، وصناعات الشق السفلي والشق العلوي إلى جانب الطاقة النظيفة.

ووضحت أن قسم الطاقة البديلة في أوكيو يرتكز على 4 أركان؛ هي: استراتيجية الحياد الصفري، وكفاءة الطاقة، والطاقة النظيفة، والجزيئات منخفضة الكربون. وإن الشركة تبنت 4 مسارات لجعل الأعمال الأساسية مرنة توفير فرصة للنمو وتنويع مصادر إيرادات أوكيو، لافتة إلى أن استراتيجية الحياد الصفري تتضمن كفاءة الطاقة والإلكترونات النظيفة، والجزيئات منخفضة الكربون، والانبعاثات السلبية.

وبيّنت أن المشروعات الحالية للطاقة النظيفة للشركة هي: أوكيو للطاقة البديلة، ومشروع الطاقة الشمسية في حقل بساط بسعة استيعابية 35 ميجاوات، ومحطة لوى للطاقة الشمسية بسعة استيعابية 93 ميجاوات، ومشروع أمين بسعة استيعابية 125 ميجاوات.

وأفادت أن أوكيو للطاقة البديلة تعمل على تطوير 4 مشروعات للهيدروجين الأخضر وهي: مشروع صلالة للهيدروجين، والذي يهدف إلى تعزيز مشاريع الأمونيا الخضراء في ظفار؛ يبلغ إجمالي إنتاج الأمونيا السنوي للمشروع مليون طن، وأن الطاقة الكهربائية المستخدمة في إنتاج الأمونيا هي طاقة كهربائية نظيفة منتجة من توربينات الرياح وألواح الطاقة الشمسية بسعة 4 جيجاوات، كما يحتوي المشروع على محللات كهربائية للمياه بقدرة 2 جيجاوات.

وأما المشروع الثاني وهو “مشروع جيو” يُركِّز على تصدير الوقود الخالي من الكربون إلى الأسواق العالمية، مع إمكانية إمداد المشروعات المستقبلية في الدقم. موضحة أن إنشاء مشروع الوقود الأخضر من المتوقع أن يؤدي إلى زيادة فرص الاستثمار في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، من خلال جذب مشاريع تصنيع وتجميع العناصر الرئيسة للمشروع في الشق العلوي والشق السفلي.

والمشروع الثالث وهو مشروع “هايبورت الدقم”، وهو مشروع استراتيجي يهدف إلى تطوير مركز لإنتاج الهيدروجين الأخضر في منطقة الدقم بسلطنة عمان، كما يعد خطوةً مُهمةً نحو تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق التحول للطاقة في سلطنة عُمان.

واشتمل المنتدى على تقديم عدد من أوراق العمل جاءت بعنوان / التكنولوجيا الخضراء: الفرص والاتجاهات المستقبلية/ وورقة عمل حول / تجربة مملكة البحرين في تمكين التكنولوجيا الخضراء/ وورقة عمل حول / الاستثمار في التقنيات الحديثة وتوظيفها لإيجاد مشروعات بيئية مستدامة (الاقتصاد الدائري)/ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى