أخبار محلية

“الدقم تقود التغير” يؤكد على مستقبل الصناعات الخضراء في المنطقة الاقتصادية

وهج الخليج – مسقط

اختتم منتدى الدقم الاقتصادي الأول اليوم أعماله بعد يومين من جلسات العمل التي ناقشت مستقبل الصناعات الخضراء في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وآفاق نموها بمشاركة صناع القرار في الشركات المستثمرة في المنطقة والمسؤولين عن قطاعات الهيدروجين الأخضر والنقل والطاقة في سلطنة عُمان والعديد من الخبراء المحليين والدوليين.

وأكَّد سعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب نائب رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة أنَّ المنتدى أسهم في مد جسور التعاون مع الشركات العالمية لإقامة شراكات اقتصادية تدعم الجهود المبذولة لتنمية قطاع الصناعات الخضراء وتقليل الانبعاثات وإزالة الكربون.

وقال سعادته في كلمة ألقاها في ختام المنتدى إنَّ جلسات النقاش التي شهدها المنتدى على مدى يومين كشفت بوضوح دور الدقم في قيادة التغيير في مصادر الطاقة المتجددة والتصنيع وتدفقات التجارة العالمية والعديد من الموضوعات الأخرى، مؤكدًا أنَّ المنتدى كان بمثابة نافذة على الإمكانيات التي تزخر بها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وجاذبيتها كوجهة استثمارية تزخر بفرص استثمارية تنافسية متميزة.

ونوَّه سعادته بإمكانات الاقتصاد العُماني والفرص العديدة التي يوفرها للاستثمار، مشيرًا إلى الدور المحوري المتوقع أن تقوم به المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في تحقيق أهداف وطموحات “رؤية عُمان 2040″، التي تعتبر الأكثر جاذبية للتجارة والصناعة والابتكار وبوابة التجارة العالمية.

وشهد المنتدى على مدى يومين طرح العديد من الرؤى التي استهدفت دعم الجهود المبذولة في قطاعات الصناعات الخضراء بدءًا من إمدادات الطاقة المتجددة وأهداف الاستدامة وصولًا إلى مستوى الطلب المتوقع على المواد الخضراء والحلول العملية التي يوفرها الهيدروجين الأخضر في الدقم للصناعات الثقيلة لإزالة الكربون والنهوض بالصناعة نحو مستقبل أكثر استدامة.

كما ناقش المنتدى الأسباب التي تجعل سلطنة عُمان قوة اقتصادية متجددة في المستقبل والدور الذي تقوم به الدقم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمنتج ومصدِّر عالمي للوقود الخالي من الكربون في الأسواق الدولية، وهو ما يمنح سلطنة عُمان ميزة تنافسية في مجال الطاقة الخضراء.

وقد سلط المنتدى الضوء على كيفية دعم الإمكانات الكبيرة للطاقة المتجددة في الدقم لتطوير مجموعة واسعة النطاق من صناعة الصلب الأخضر، وما يترتب على ذلك من إيجاد فرص كبيرة في مشروعات الشق السفلي في صناعة السيارات وتصنيع الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح وغيرها، ودور قطاع البتروكيماويات في تعزيز أنشطة الطاقة الخضراء من خلال تصنيع العديد من الأجزاء المطلوبة لنظام الطاقة المتجددة.

وأكَّد المنتدى على الدور المحوري للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في سلسلة التوريد والإمكانات للدقم كمركز اقتصادي وتجاري وصناعي متعدد الأغراض، ومركز رئيس لتدفقات التجارة العالمية وتوزيع الطاقة الجديدة.

من جانب آخر، أشاد عدد من المديرين التنفيذيين وأصحاب الأعمال المشاركين في المنتدى بما تتمتع به المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم من مقومات تؤهلها لجذب مشروعات الطاقة الخضراء والطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات الواعدة. وقال ستيفن ثوماس المدير التنفيذي لشركة النهضة للخدمات إنَّ المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تولي اهتمامًا كبيرًا برأس المال البشري، مضيفاً أنَّ المنطقة تتمتع بالبنية الأساسية الضرورية لجذب رأس المال الأجنبي المباشر وغير المباشر.

وأوضح لوكالة الأنباء العُمانية أنَّ شركة النهضة للخدمات قد استثمرت نحو 100 مليون ريال عُماني لتوفير الوحدات السكنية للعاملين في المنطقة وفقًا لاشتراطات منظمة العمل الدولية، مضيفًا أنَّ مثل هذه الاستثمارات المبنية على معايير عالية تسهم في جذب المزيد من الاستثمارات وتهيئة البيئة المناسبة لإقامة الأعمال التجارية والصناعية بمختلف أنواعها

من جانبه قال ريتشارد سكوت نائب المدير للأمونيا والهيدروجين بمجموعة “أكمي” إنَّ هناك العديد من الفرص الاستثمارية المستقبلية لسلطنة عُمان بشكل عام والدقم بوجه خاص، مشيرًا إلى أنَّ مجموعة “أكمي” مستمرة في توسعة أعمالها في الدقم، وتتطلع في المرحلة القادمة أن تكون عملياتها خضراء وذات انبعاثات كربونية منخفضة للوصول لانبعاثات صفرية في عملياتها والعمل على توريد هذه الممارسات من الدقم لباقي أنحاء العالم.

وأكَّد ريتشارد سكوت أنَّ المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لديها الممكنات التي تؤهلها لتصبح ضمن أهم المنتجين للطاقة ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة في مختلف القطاعات الصناعية، مشيدًا بالدعم الذي تقدمه المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم للمشروعات الجديدة والمستثمرين من خلال الحوافز والميزات المناسبة والتشريعات والأنظمة التي وضعتها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة.

من جهته قال محمد رافي المدير العام لشركة “أيروترانس جلوبال فورودينج” إنَّ ميناء الدقم يوفر فرصًا كبيرة لإقامة الأعمال خلال السنوات القادمة، وهو ما يشجع الشركة وغيرها من الشركات على توسعة أعمالها في المنطقة، مؤكدًا أنَّ الموقع الاستراتيجي للمنطقة يجعلها مهيأة لاستقطاب مشروعات الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة والمشروعات اللوجستية ومختلف الاستثمارات الأجنبية.

وأشار وجاهت رحيم أخصائي تسويق أول بشركة “وزمانين للصناعات الثقيلة” إلى أنَّ الدقم في تطور مستمر في القطاعات الصناعية وغيرها من المجالات المرتبطة بها، ما يزيد من جاذبية المنطقة لتدفق المزيد من رؤوس الأموال التي ستسهم في نمو المنطقة.

ويرى وجاهت رحيم أنَّ هذه التدفقات المالية المصحوبة بالعديد من الحوافز التي تقدمها المنطقة ستعمل على تطوير المنطقة خلال الست سنوات القادمة، موضحًا أنَّه ما يميز المنطقة هو جاذبيتها للمستثمرين والباحثين عن فرص جديدة في المجالات والقطاعات الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى