أخبار العالم

32 قتيلًا وأكثر من 200 جريح .. ماذا يحدث في ناغورني قره باغ؟

وهج الخليج – مسقط

أعلنت أرمينيا اليوم الأربعاء أن 32 شخصا قتلوا وأكثر من 200 جرحوا في أقل من 24 ساعة في العملية العسكرية التي تشنها أذربيجان في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها. وقالت أمينة المظالم المكلفة حقوق الإنسان في أرمينيا أناهيت مناسيان على فيسبوك “نتيجة القصف هناك حاليا 32 قتيلا وأكثر من 200 جريح”. وأضافت أن سبعة من القتلى مدنيون بينهم طفلان.


وقد شنّت أذربيجان الثلاثاء هجوماً عسكرياً في ناغو
رني قره باغ بعد ثلاثة أعوام على الحرب الأخيرة في الجيب الانفصالي، مطالبة باستسلامِ أرميني “كامل وغير مشروط” في المنطقة التي تتنازع السيادة عليها مع أرمينيا منذ عقود. ومساء الثلاثاء، دعت الرئاسة الأذربيجانية القوات الانفصالية في الجيب الذي تقطنه غالبية أرمينية إلى إلقاء السلاح، مبدية استعداد باكو لإجراء مفاوضات مع ممثّلين عن هذه القوات في حال استسلمت. وقالت الرئاسة الأذربيجانية في بيان إنّه “بهدف وقف إجراءات مكافحة الإرهاب، على القوات الأرمينية المسلّحة غير الشرعية أن ترفع الراية البيضاء، وتسلّم كامل أسلحتها، وعلى النظام غير الشرعي أن يحلّ نفسه. ما لم يحصل ذلك، فإنّ إجراءات مكافحة الإرهاب ستستمر حتى النهاية”.


من جهته، أكّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن العملية العسكرية التي بدأتها باكو في ناغورني قره باغ ستتوقف في حال تسليم الانفصاليين الأرمن أسلحتهم. وذكرت الرئاسة أن الاتصال بين علييف وبلينكن جرى الثلاثاء. وأضاف علييف “السكان المدنيون والمنشآت ليست مستهدفة، بل تم تدمير الأهداف العسكرية المشروعة فقط”. ولفت إلى أن الرئاسة الأذربيجانية دعت ممثلين عن الأرمن الذين يعيشون في ناغورني قره باغ إلى الحوار “عدة مرات” من أجل “البحث في مسألة إعادة إدماجهم” في أذربيجان لكنهم “رفضوا”. ووفق البيان، أكّد علييف أن باكو أطلقت هذه العملية بعد مقتل “مدنيين وشرطيين” في ناغورني قره باغ الثلاثاء بانفجار لغمَين، متّهمًا مخرّبين أرمن بزرع هذه العبوات الناسفة.


ومساء الثلاثاء أعلنت أذربيحان سيطرتها على أكثر من 60 موقعاً أرمينياً في قره باغ، في حين أعلن الانفصاليون الأرمن إجلاء أكثر من سبعة آلاف شخص. وندّدت وزارة الخارجية الأرمينية بـ”عدوان واسع النطاق” بهدف القيام بـ”تطهير عرقي”، مشددة على أنّها لا تنشر أيّ قوات في المنطقة، في إشارة إلى أنّ الانفصاليين يقاتلون لوحدهم الجنود الأذربيجانيين. وقالت الخارجية الأرمينية في بيان إنّ “أذربيجان شنّت عدوانًا جديدًا واسع النطاق على شعب ناغورني قره باغ، في سعي منها لاستكمال سياسة التطهير العرقي”. ودعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان روسيا والأمم المتحدة إلى “اتخاذ إجراءات” حيال العملية العسكرية. وأكّد باشينيان أنّ الجيش الأرميني لا يشارك في القتال وأن الوضع “مستقرّ” عند الحدود الأرمينية-الأذربيجانية.
ـ “جر أرمينيا” إلى الحرب؟
وأعلنت أذربيجان الثلاثاء أنّها أطلقت “عمليات لمكافحة الإرهاب” في المنطقة بعد مقتل أربعة شرطيين ومدنيَّين بانفجار لغمَين في ناغورني قره باغ. واتّهمت باكو الانفصاليين الأرمن بالمسؤولية عن هذه الأعمال “الإرهابية”. من جهتهم، قال الانفصاليون إنّ عدم تحرّك المجتمع الدولي من أجل التوصل لاتفاق سلام دائم في ناغورني قره باغ سمح لأذربيجان بأن تشنّ عمليتها العسكرية. وتصاعدت التوترات بين أرمينيا وأذربيجان مطلع يوليو بعدما أغلقت باكو بذرائع مختلفة ممرّ لاتشين، ما تسبّب بنقص كبير في الامدادات. وأثار ذلك مخاوف من تجدّد المعارك بين البلدين، خصوصاً في ظلّ تعزيز أذربيجان انتشارها العسكري عند الحدود. وقال باشينيان إنّ باكو تريد “جرّ” أرمينيا إلى المواجهة، لافتا إلى أنّ الحدود الأرمينية-الأذربيجانية “مستقرة” حالياً.
ـ خشية من “اضطرابات” في أرمينيا
وترأّس باشينيان اجتماعا لمجلس الأمن القومي، وندّد بدعوات لـ”انقلاب” في أرمينيا. وقال في خطاب متلفز “لا ينبغي أن نسمح لبعض الأشخاص وبعض القوات بأن تنفّذ انقلابًا على الدولة الأرمينية. هناك بالفعل دعوات من أماكن مختلفة لتنفيذ انقلاب في أرمينيا”، في حين أفاد التلفزيون الأرميني عن تجمّع مئات المتظاهرين أمام مقرّ الحكومة في يريفان. ووقعت مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين وصفوا باشينيان بأنه “خائن” وطالبوا باستقالته.
ـ دعوة لـ”وقف فوري” للأعمال العدائية
وقالت باكو إنّها أبلغت روسيا وتركيا بعمليتها العسكرية، علماً بأنّ موسكو أعلنت لاحقاً أنّها أحيطت علما قبل “بضع دقائق” من بدء الهجوم. وأعلن الكرملين الثلاثاء أنّ موسكو “القلقة” من “التصعيد المباغت” للوضع تسعى جاهدة لإعادة يريفان وباكو إلى “طاولة المفاوضات”. أما تركيا فاعتبرت أنّ العملية العسكرية “مبررة”، داعية الطرفين للعودة الى التفاوض. من جهته، طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أذربيجان بأن “توقف فوراً” عمليتها العسكرية. وشدّد بلينكن على أنّ اللجوء للقوة “غير مقبول”، مؤكدا أنّ “هذه الأعمال تفاقم وضعاً إنسانياً هو أصلاً صعب في ناغورني قره باغ وتقوّض آفاق السلام”. ودان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء “بأشدّ العبارات” العملية العسكرية التي بدأتها أذربيجان، داعياً باكو الى “وقف فوري لهجومها”. من جهته، دعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على منصة “إكس” إلى “أن تتوقف التحركات العسكرية لأذربيجان على الفور للسماح بإجراء حوار حقيقي بين باكو وأرمن ناغورني قره باغ”. بدوره، طالب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أذربيجان بأن “توقف فوراً تحرّكها العسكري” في الجيب الانفصالي، وذلك في أعقاب اجتماعين منفصلين عقدهما مع نظيريه الأرميني والأذربيجاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال تاياني “من الضروري العودة إلى الحوار البنّاء لإيجاد حلّ دبلوماسي لناغورني قره باغ”، مؤكّداً استعداد بلاده “للتوسّط” بين باكو ويريفان. وأشار باشينيان إلى إجراء محادثات هاتفية مع ماكرون وبلينكن، من دون الإشارة إلى أي محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
بدوره دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “وقف فوري للقتال” في ناغورني قره باغ الانفصالية حيث شنت أذربيجان عملية عسكرية خلّفت 29 قتيلًا وأثارت قلق المجتمع الدولي. ودعا غوتيريش “بأشدّ العبارات إلى وقف فوري للقتال ووقف التصعيد والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار لعام 2020 ومبادئ القانون الإنساني الدولي”، وفق ما جاء على لسان الناطق باسمه ستيفان دوجاريك. وصباح الأربعاء، دعت وزارة الخارجية الروسية في بيان إلى “الوقف الفوري لإراقة الدماء وإنهاء الأعمال العدائية ووضع حدّ للخسائر المدنية” في ناغورني قره باغ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى