أخبار العالم

تحطم طائرة ومقتل بريجوجين: فرضية الانتقام مرجّحة.. والأسئلة كثيرة

وهج الخليج – وكالات

لا تزال الظروف الدقيقة المحيطة بالوفاة المرجحة لزعيم مجموعة فاجنر المسلحة يفجيني بريجوجين غير واضحة، الا أن قناعة راسخة بدأت تتولّد لدى العديد من المحللين: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقم من “طاهيه” السابق.
حفلت التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي الروسية، أكانت لحسابات قريبة من المعارضة أو من فاجنر، بالترجيحات التي تتوافق مع تحليلات مراكز الأبحاث الغربية: حياة بريجوجين أصبحت مهددة مذ تمرّد على القيادة العسكرية في يونيو. وقالت مؤسسة شركة “آر بوليتيك” للتحليل تاتيانا ستانوفايا “قلما تهمّ أسباب تحطّم الطائرة، فالجميع سيرون ثأرا وانتقاما، والكرملين لن يناقض بالضرورة وجهة النظر هذه”. وقد نفى الكرملين الجمعة الادعاءات بأنه أمر باغتيال بريجوجين ووصفها بأنها “كذب محض”. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي “هناك الكثير من التكهنات حول تحطم الطائرة والوفاة المأساوية للركاب، بما في ذلك يفجيني بريجوجين. كل هذا كذب محض، نعلم جيدا في أي اتجاه يتم التكهن في الغرب”. وأضاف بيسكوف أن التحقيق مستمر في الحادثة.
ورأى مراقبون في تمرد بريجوجين ضد كبار القادة العسكريين الروس أكبر تهديد لحكم بوتين. وأعرب بعض الزعماء الغربيين عن شكوكهم في أن يكون سقوط الطائرة حادثا عرضيا.

ـ صاروخ دفاع جوي؟
فتحت السلطات تحقيقا بشأن انتهاك قواعد الملاحة الجوية. وحضر عناصر من لجنة التحقيق التي تتولى البحث في الجرائم الخطرة، الى مكان التحطم بعد أقل من 24 ساعة على وقوع الحادث. لم يعد لمجموعة فاجنر أي حساب رسمي على منصات التواصل منذ 26 يونيو، وآخر ما نشرته كان تسجيلا صوتيا لبريجوجين. لكن حسابات قريبة منها تحدثت عن اسقاط الطائرة بصاروخ من نظام “أس300” للدفاع الجوي، من دون أدلة على هذه الفرضية.
وسارعت الحسابات على منصات التواصل الى طرح هذه الفرضية بعيد الإعلان عن تحطم الطائرة. وتحدث حساب باسم “جراي زون” عن “آثار (خطوط) بيضاء” لصواريخ الدفاع الجوي، وفق شريط مصوّر قيل إنه يظهر الطائرة أثناء سقوطها. ولم تتمكن وكالة الأنباء الفرنسية من التحقق من صحة هذا الفيديو المتداول. لكن صورا وأشرطة أخرى أمكن التحقق منها، تظهر الطائرة التي ورد اسم بريجوجين على لائحة ركابها، وهي تسقط من الجو بطريقة لولبية. وألمحت رئيسة تحرير شبكة “آر تي” التلفزيونية التي تعدّ مقربة من الكرملين، الى فرضية قتل بريجوجين. وكتبت عبر منصات التواصل “شخصيا، أميل الى (الفرضية) الأكثر ترجيحا”.

ـ قيادات فاجنر
تحطمت الطائرة في منطقة تفير شمال موسكو خلال رحلة بين العاصمة ومدينة سان بطرسبرج. وكان على متنها عشرة أشخاص بينهم ثلاثة من أفراد الطاقم، وفق قائمة نشرتها هيئة الطيران. وأكدت وزارة الطوارئ الروسية مقتل جميع من كانوا على متن الطائرة. ونشر موقع “دوسييه” (“ملف”) التابع لرجل الأعمال المعارض ميخائيل خودوركوفسكي المقيم في المنفى، نبذات مقتضبة عمن كانوا على متن الطائرة، وبعضهم من كبار قادة فاجنر. كان أبرزهم الذراع اليمنى لبريجوجين دميتري أوتكين، الرجل الحليق الرأس والمعروف بملامحه الصلبة وآرائه المتعاطفة مع النازيين الجدد، والذي يعتقد أنه عمل سابقا في صفوف جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية. ووفق الموقع، كان أوتكين “المسؤول عن القيادة والتشكيل القتالي” لفاجنر”. معه كان فاليري تشيكالوف، أحد مديري شركة “كونكورد” التي أسسها بريجوجين، وعمل معه منذ مطلع القرن الحالي. وهو أشرف على مشاريعه المدنية في العالم مثل “التنقيب الجيولوجي، انتاج النفط، أو الزراعة”، وفق الموقع.

ـ أسئلة
يقدم محللون سلسلة من الأسباب التي تضع اغتيال بريجوجين بقرار من قمة الهرم في موسكو، على رأس الفرضيات المرجحة: غضب بوتين جراء التمرد المسلح في يونيو، تاريخ الرئيس الروسي في القضاء على معارضيه، وتشدد الكرملين حيال أي معارضة منذ غزو أوكرانيا في 2022. وكتب خودوركوفسكي عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا) “لو كانت روسيا دولة طبيعية، لكان تمرده أدى الى محاكمته”، مضيفا “بصرف النظر عن رأينا ببريجوجين، لا يعقل قتل شخص من دون محاكمة، خصوصا وأنه لم يكن مختبئا”. وتابع “لكن في عالم بوتين، عالم رجال العصابات، هذه هي الطريقة الوحيدة للقيام بالأمور. من يدري ما كان (بريجوجين) ليقول خلال المحاكمة”. من جهته، ذكر الباحث في مركز “روسي” البريطاني سامويل راماني بأن “ألكسندر ليتفينينكو وآنا بوليتكوفسكايا انتقدا حرب الشيشان مطلع الألفية وتم اغتيالهما في 2006”. وأضاف “بوتين اعتاد على الثأر المتأخر. مقتل بريجوجين أتى مبكرا”.
وطرح السفير الأميركي السابق في موسكو مايكل ماكفاول أسئلة إضافية عبر “إكس”، منها “لماذا اختار بوتين قتل بريجوجين بهذه الطريقة الدرامية؟ لماذا سمح لبريجوجين بلقاء قادة أفارقة خلال قمة سانت بطرسبرج” في يوليو. كما سأل عن سبب السماح لمؤيدي فاجنر “بالتحدث عن الانتقام عبر منصات التواصل الاجتماعي الآن”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى