أخبار محلية

حيوان المها العربي.. موروث بيئي وهوية رئيسة للتاريخ الطبيعي العُماني

وهج الخليج – مسقط

أولت سلطنة عُمان أهمية قصوى لحفظ الرموز البيئية البرية العُمانية المهددة بالانقراض، ونظمها الإيكولوجية ذات القيمة العالية في التاريخ العُماني وموروثاته الطبيعية.

وتجلّى هذا الاهتمام في العمل والإنجاز الذي بذلته في القطاع البيئي خلال العقود الخمسة الماضية؛ من إنشاء محميات طبيعية، واعتماد قوانين ولوائح وضوابط تنظم إدارتها وتجرم منتهكيها بمختلف أشكاله، كما عملت على تجهيز خطط عمل للمحافظة عليها وتطويريها واستمرارها.

وقال سلطان بن محمد البلوشي مدير دائرة المها العربية بهيئة البيئة لوكالة الأنباء العُمانية: إن حيوان المها العربي يعتبر هوية بيئية رئيسية للتاريخ الطبيعي العُماني، وأحد موروثاته البيئية القيّمة، وأن أبرز ما تم تحقيقه في هذا الشأن كان وما يزال انطلاق مشروع إعادة توطين المها العربية إلى مواطن انتشارها وموائلها الطبيعية في سبعينيات القرن الماضي، حيث حظي برعاية في كل مراحله، وهي: الإكثار والرعاية الصحية، وإعادة الإطلاق إلى البرية، ورصد حركتها في بيئتها.

وأضاف أن إصدار المرسوم السلطاني رقم (١٨ / ٢٠٢٣) بتعديل اسم محمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى إلى “محمية المها العربية” كأول محمية طبيعية في سلطنة عُمان، وتُعد موطنًا للكثير من أنواع الحياة الفطرية، أبرزها المها العربية (ORYX LEUCORYX) التي استُمِد اسم المحمية منها؛ لرمزيتها التاريخية وارتباطها العميق بالمنطقة ومجتمعها المحلي.

وأكد مدير دائرة المها العربية بهيئة البيئة على ضرورة المحافظة على الرموز البيئية البرية العُمانية ذات الأهمية التاريخية، مؤكدًا على أهمية الحاجة على وجود أسمائها بالمواقع والمشاريع المصاحبة لها لحفظ قيمتها البيئية للحاضر والمستقبل.

وأفاد البلوشي بأن التوسع الاقتصادي والصناعي لا يتعارض مع حفظ المفردات البيئية، حيث أصبحت البيئة الطبيعية (المحميات الطبيعية) أحد الممكنات الرئيسة في التنمية الاقتصادية، ومساندًا للتطوير العمراني، وعنصرًا أساسيًّا لإنجاح المشاريع والإسهام في رفع المستوى المعيشي للمجتمع والفرد.

وبيّن أن حماية وحفظ ووقاية ونقل التراث الثقافي والطبيعي ذات القيمة العالمية البارزة إلى الأجيال القادمة؛ أساسٌ لاستمرار النظم الإيكولوجية ومفرداتها البيئية؛ حيث يمكن لصون التراث العالمي أن يسهم بشكل كبير في حماية البيئة، وتنوعها الطبيعي وتفاعلاتها بين الناس والبيئة.

واختتم مدير دائرة المها العربية بهيئة البيئة تصريحه بقوله: إن صون التراث العالمي يساعد في التصدي لبعض القضايا البيئية الرئيسة في يومنا هذا، لاسيما العدد المتزايد من الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بخطر الانقراض والمنقرضة، وما ينجم عن ذلك من تناقص التنوع البيئي. مؤكدًا أن عملية صون وحفظ التراث البيئي العالمي تتم الآن ضمن السياق الدولي للتنمية المستدامة بيئيًّا، ومؤشر لسلامة البيئة ومكوناتها من خطر التدهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى