أخبار محلية

بتكليف سام..صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد يرعى افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الثالث رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات

وهج الخليج – مسقط

بتكليف سام من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه يرعى صاحب السمو السيد تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد – رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العماني – يوم غد (الخميس) بفندق كمبنسكي حفل افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري العالمـي الثالث رفيع المستوى حول مـقاومة مضـادات الميكروبات المقبل الذي تستضيفه سلطنة عمان لمدة يومين.

يشهد حفل الافتتاح حضورا رفيع المستوى من عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة من داخل السلطنة ، إضافة إلى مشاركة أكثر من (30) وزيرا ووممثلين لأكثر من(40) دولة من دول العالم المختلفة ، يمثلون صحة الإنسانوالصحة الحيوانية والبيئة .

كما يشارك في المؤتمر مديرو عموم ورؤساء أو ممثلو : مجلس الصحة لدول مجلس التعاون ، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، وبرنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة ، ومنظمة الأمم المتحدة  للأغذية والزراعة ، وصانعو السياسات، ونخبة من الخبراء العالميين في المجال من الجانب الصحي والحيواني والبيئة والاقتصاد والزراعة، وممثلين من القطــاع الخاص والمجتمع الــمدني ومؤسسات البــحث العــلمي والمنظــمات العــالمية ذات الـصلة .

يتضمن برنامج الافتتاح العديد من الفقرات منها كلمة لمعالي الدكتور هلال بن علي السبتي – وزير الصحة – ، وأخرى لمعالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه – ، وثالثة لارنست كوبرز – وزير الصحة والرعاية والرياضة بمملكة نذرلاند – .

كما يتضمن البرنامج كلمات أخرى لعدد من مسؤولي القطاعات الصحية والحيوانية والبيئية والمنظمات الأممية والدولية ذات العلاقة ، وعرض مرئي عن جهود سلطنة عمان للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات.

المؤتمر تنظمه حكومة سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتعاون مع مجلس الصحة لدول مجلس التعاون والمجموعة الرباعية المشكلة من الأمم المتحدة لمتابعة مقاومة المضادات الحيوية (منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية لصحة الحيوان، برنامج الأمم المتحدة لصحة البيئة ، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة).

يأتي تنظيم هذا المؤتمر متابعة لنجاح المؤتمرين الوزاريين السابقين ، اللذين عقدا في مملكة نيذرلاند عامي 2014 و 2019 ، وشاركت فيهما السلطنة بوفد ترأسه معالي وزير الصحة بمشاركة ممثل عن وزير الثروة الزراعية والسمكية وموراد المياه ، وكان لمخرجاتهما أهمية كبيرة في العمل العالمي لمجابهة خطر انتشار مقاومة المضادات الحيوية، وقد أبدت السلطنة أثناء مشاركتها الفاعلة في هذه الاجتماعات ؛ رغبتها في تنظيم واستضافة المؤتمر الثالث، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا كبيرا من الدول والمنظمات المشاركة نظرا لسمعة السلطنة في المبادرات الهادفة التي تصب في مصلحة الإنسان ورفاهيته واستمرار التنمية العالمية .

وتعد إقامة المؤتمر في سلطنة عمان نقلة للمؤتمر ليشمل أقاليم أخرى خارج القارة الأوروبية ونشر للتجربة والاستفادة من الإجراءات التي اتخذت في تلك الدول وساعدت كثيرا على التخفيف من انتشار الميكروبـات المـقـاومة للمـضـادات وآثـارهـا السـلـبية على الصحــة والاقتـصـاد.

وقد أكملت سلطنة عمان جاهزيتها واستعدادها لاستضافة هذا الحدث وانعقاده على أرضها ، وضمن هذا الإطار أولت وزارتا الصحة والثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه المؤتمر الاهتمام البالغ من حيث التحضير المبكر والإعداد الجيد له وتوفير الدعم الكافي للمشاركين وذلك بالتنسيق مع الجهات المسؤولة ، حيث بدأت السلطنة منذ عام تقريبا الاستعداد لتنظيم واستضافة هذا المؤتمر بالتنسيق مع الدول والمنظمات والجهات العلمية ذات الصلة وذلك لضمان أن يكون المحتوى والمخرجات هادفة وإضافة مهمة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي لمواجهة مخاطر مقاومة الميكروبات.

وفي هذا الخصوص شكلت لجنة إشرافية للمؤتمر تضم كل من معالي وزير الصحة ومعالي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومعالي وزير الإعلام وسعادة رئيس هيئة البيئة وأصحاب السعادة: وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية ووكيل الشؤون الصحية بوزارة الصحة ووكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعةللإشراف على إجراءات تنظيم المؤتمر ، وإقرار البرنامج ومخرجات المؤتمر ، والتواصل مع وزراء الدول المشاركة ، وبحث التفاصيل المتعلقة ببيان مسقط كمخرج أساسي للمؤتمر .

كذلك شكلت اللجنة التنظيمية للمؤتمر برئاسة المدير العام لمراقبة ومكافحة الأمراض في وزارة الصحة وممثلين من كل من وزارة الصحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ومجلس الصحة لدول مجلس التعاون ، ونسقتاللجنة كافة الجهود التنظيمية للمؤتمر ووضعت البرنامج والمخرجات وناقشت ذلك مع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة والجهات الأخرى المشاركة ، فضلا عن اللجان وفرق العمل الفرعية المختصة بالأمور التنظيمية والإدارية والإعلامية المختلفة ، والتي تجهز جميعها وتعد لاستضافة الاجتماع وتهيئة عوامل النجاح  لأعماله .  

البرنامج العلمي للمؤتمر يتضمن جلسات نقاشية بين الوزراء المشاركين والمنظمات تتطرق لما أنجز حتى الآن من حراك للسيطرة على الوباء الصامت لمقاومة المضادات والتحديات والفرص المتاحة للسيطرة على الانتشار وتخفيف الآثار السلبية لها على صحة البشر والحيوانات والاقتصاد والنمو والتطور العالمي. كما سيتخلل جلسات النقاش استعراض التجارب الناجحة من الدول المشاركة وتبادل الخبرات والآليات المتبعة للاستجابة بمنظومة الصحة الواحدة.

وفي مساء اليوم الأول (يوم غد الخميس) ستكون هناك جلسات متوازية لنقاش 4 محاور مهمة بإدارة خبرات عالمية ومشاركة دولية ومن منظمات مختصة تدور حول: تفعيل خطط الاستجابة على مستوى الدول ، الترصد للمقاومة بمنظومة الصحة الواحدة التي تشمل الإنسان والحيوان والبيئة ، الحراك السياسي والموارد المالية ، البحث والابتكار.

أما اليوم الثاني (بعد غد الجمعة) فيبدأ بتقديم إيجاز عن محاور الجلسات الأربع والتوصيات ، يعقبها نقاش وزاري حول المقترحات التي ستضمن ضمن تقرير المؤتمر للمتابعة ، ومن ثم سيستعرض إعــــلان مسقط كـــمخرج من هذا الــمؤتمر والتوقــيع عليه من الدول الــمؤيدة .

المؤتمر يعد فرصة لتحفيز الحوار التفاعلي حول أهمية نهج “الصحة الواحدة” للتصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات ، ومن هنا جاء شعار المؤتمر ليكون’’ مقاومة مضادات الميكروبات: من السياسة إلى إجراءات الصحة الواحدة”، وهو يصبو إلى تسريع وتيرة التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية وتعزيز التعاون الدولي.

كذلك دعي صانعو السياسات، ونخبة من الخبراء العالميين في المجال من الجانب الصحي والحيواني والبيئة والاقتصاد والزراعة، وممثلين من القطاع الخاص والمجتمع المدني ومؤسسات البحث العلمي والمنظمات العالمية ذات الصلة .

يسعى المؤتمر إلى تحقيق العديد من الأهداف منها: تعزيز أهمية الالتزام السياسي بنهج “الصحة الواحدة” في التصدي لوباء مقاومة مضادات الميكروبات ، تسليط الضوء على دور البيئة في انتشار مقاومة مضادات الميكروبات وأهمية المراقبة والرصد لكل من مقاومة مضادات الميكروبات واستخدام مضادات الميكروبات في المجالات الثلاثة (الإنسان والحيوان والبيئة) ، تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في تنفيذ نهج “الحكومة الواحدة” والصحة الواحدة للتخفيف من خطر مقاومة مضادات الميكروبات ، إيجاد فرص للتعاون والشراكة بين البلدان والمنظمات الدولية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات في سياق أهداف التنمية المستدامة .

يذكر بأن موضوع مقاومة المضادات الحيوية يلاقي اهتماما كبيرا على المستوى الدولي والمحلي، ومن هنا تأتي أهمية المؤتمر للاستفادة من التجارب العالمية، وأيضا وضع تصور الدول للحلول ورفعها للمنظمات الدولية والأمم المتحدة والانتقال من وضع السياسات إلى حراك وحوكمة مؤطرة بمؤشرات للمتابعة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.

ومن أهم المخرجات المؤمل الخروج بها من المؤتمر: إعلان مسقط بشأن تسريع إجراءات “الصحة الواحدة” حول مقاومة مضادات الميكروبات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. والموافقة على المؤشرات المقترحة لمتابعة استهلاك المضادات.؛ ومن المؤمل أن يرفع إعلان مسقط للنقاش في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2024 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات ، توصية بشأن إنشاء إطار عالمي لنظام ترصد لمقاومة مضادات الميكروبات يشمل جميع جوانب الصحة الواحدة ، تأمين إدراج مقاومة مضادات الميكروبات في إطار الأمم المتحدة للتعاون من أجل التنمية المستدامة.

وتعد مقاومة مضادات الميكروبات قضية صحية مستمرة تشكل تحديا لعلاج العدوى في البشر والحيوان ، كما أنها تهدد المكاسب والإنجازات في مجالات الصحة العالمية والأمن الغذائي والنمو الاقتصادي والتنمية.

وأوضحت دراسة علمية حديثة أن مقاومة المضادات تسببت فيما يقدر ب 1.2 مليون وفاة خلال عام 2019. وفي حال لم يتخذ أي إجراء بحلول عام 2050، يمكن أن تؤدي مقاومة مضادات الميكروبات إلى وفاة ما يصل إلى 10 ملايين شخص سنويًا، وإلى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 3.8٪، ودفع ما يصل إلى 28 مليون شخص إلى الفقر بحلول عام 2050.

وتتوقع مجموعة البنك الدولي أنه بحلول عام 2050، ينخفض الإنتاج الحيواني العالمي من 2.6٪ على الأقل إلى 7.5٪ سنويًا نتيجة مقاومة مضادات الميكروبات. كما صنف المنتدى الاقتصادي العالمي مقاومة مضادات الميكروبات كخطر عالمي يتجاوز قدرة أي منظمة أو دولة على إدارته أو التخفيف منه بمفردها.

وقد أحرز بعض التقدم العالمي في معالجة مقاومة مضادات الميكروبات،  حيث اعتمدت جمعية الصحة العالمية خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2015، ثم أقرتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE) في اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى لعام 2016 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.

وقد التزم قادة العالم بمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات ودعوا اللجنة الثلاثية (منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الصحة العالمية) إلى زيادة الدعم من خلال نهج “الصحة الواحدة”. وطورت معظم البلدان خطط عمل وطنية لمقاومة مضادات الميكروبات؛ ومع ذلك تظل هناك تحديات كبيرة في تمويل وتنفيذ وتوسيع نطاق واستدامة كافة التدخلات الأساسية والفعالة لهذه الخطط.

وفى عام 2019 دعا الأمين العام للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم والاستثمار اللازمين بشكل عاجل لتوسيع نطاق برامج التعامل مع مقاومة مضادات الميكروبات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، كما أوصى أيضًا بإدراج مقاومة مضادات الميكروبات في إطار التعاون الإنمائي المستدام للأمم المتحدة. وقد تأسست مجموعة القادة العالمية المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات في عام 2020 استجابةً للدعوة العاجلة للحوكمة والقيادة العالميين.

ويعد إنشاء مؤشرين من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات علامة فارقة في إدراك أهمية مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات كجزء من أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والعالمي وتحفيز إجراءات الصحة الواحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات.

من جهة أخرى أكدت جائحة كوفيد- 19 على الروابط القوية بين الإنسان والحيوان والبيئة وأهمية الاستثمار المبكر في الوقاية والتأهب والاستجابة للمخاطر. ويحتاج العالم لضمان ترجمة النشاط السياسي الذي أحدثته الجائحة إلى عمل منسق ملموس على المستويين الوطني والعالمي لتسريع وتنسيق إجراءات الصحة الواحدة لمواجهة مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات والتنفيذ الفعّال لأهداف التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى