المقالات

هل يمنع السلطان هيثم حرب جديدة في الخليج

بقلم:سلوم الكلباني
المحلل الإستراتيجي والعسكري

بقراءة تحليلية للمؤشرات الجيوسياسية و الجيوعسكرية والجيو اقتصادية، فإنها تشير جميعا إلى أن طبول الحرب تقرع، وأن صوت الحكمة وصوت السلام بدأ يخفت، ونحن نعيش في هذه اللحظات التاريخية من عمر البشرية تحديات جسام، وصراعات بين العمالقة العظام، فحرب في أوروبا و مناوشات في أوروأسيا وتهديدات في بحر الصين الجنوبي، كل ذلك والعالم يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية بدأت تلوح في الأفق بسبب ارتفاع اسعار الوقود والسلع الأساسية وانخفاض مؤشرات النمو العالمية، وبإسقاط هذه الأحداث المتلاحقة على الوضع الاقليمي، ظهرت لنا مؤشرات توحي بإرتفاع مستويات الضغط الاستراتيجي على إيران، فتارة تأتي سلبية تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم تخرج علينا الدول الأوروبية المفاوضة في الملف النووي الإيراني لتكيل الإتهامات لإيران، فتستغل ذلك أمريكا فتتشدد هي الأخرى وتطلق التهديد تلو التهديد، ثم تهاجم اسرائيل دمشق وتضرب كل ما هو إيراني من سلاح وعتاد، فتحلق القاذفات الاستراتيجية (بي 52) محروسة بمقاتلات اسرائيلية وخليجية في رسالة سياسية تصعيدية، ثم تكشف المصادر عن خطة الرمال الحمراء للجيش الأمريكي في السعودية، وهي عبارة عن منطقة ستختبر فيها تقنيات عالية في مكافحة تهديدات الطائرات بدون طيار، واختبار قدرات الدفاع الجو والصاروخي، ثم تقوم الولايات المتحدة بإعادة تموضع الأسطول الخامس في المسطحات المائية حول جزيزرة العرب، بعدها تشن بعض الهجمات السيبرانية الاستطلاعية هنا وهناك، فمالذي يحدث في الخليج العربي؟
لقد حدث اتصال هاتفي غاية في الأهمية بين رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء الكيان الصهيوني، خرجت على أثره التكهنات و التحليلات و التسريبات، كان أخطرها اطلاق يد اسرائيل لمناوشة النظام الإيراني عسكريا وسياسيا و أمنيا، فقامت إيران على أثر ذلك بمناورة كبيرة غير مخطط لها في وسط إيران، اشتركت فيها القوات البرية والقوات الجوية والطائرات المسيرة، في محاكاة لصد عدوان خارجي.
لقد بعثت الرسالة السياسية واستقبلت من الطرف الأخر، وأخذت الحرب الإعلامية بتمهيد المسرح الإعلامي لصراع قادم، وعندما يبحث العالم عن أمل ما في ظل الإحتقان السياسي، تتجه الأنظار جميعها إلى مسقط للبحث عن مخرج، وكما عودت عمان العالم أنها واحة السلام فإن الحل منبعه الفلسفة العمانيةفي حل الصراعات و تحقيق السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى