المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون يحتفل بيوم الإحصاء الخليجي

وهج الخليج – مسقط
احتفل المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية باليوم الإحصائي الخليجي الذي يوافق الـ24 من ديسمبر من كل عام، في مناسبة تعكس أهمية الإحصاء بوصفه ركيزة أساسية لصنع القرار وتعزيز مسارات التنمية المستدامة، حيث جاء الاحتفال هذا العام تحت شعار “بيانات موحدة.. رؤية خليجية مشتركة”.
وقال معالي جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن يوم الإحصاء الخليجي يعد مناسبة نُقدّر فيها جهود العاملين في هذا المجال ودورهم الحيوي في دعم مسيرة التنمية وصنع القرار.
وأكد معاليه أنه انطلاقًا من حرص أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ـ حفظهم الله ـ على ترسيخ العمل الإحصائي كركيزة أساسية للعمل الخليجي المشترك، تم إنشاء المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون في عام 2011م، ليكون رافدًا للبيانات الموحّدة، وداعمًا لصنع القرار، ومعزّزًا لمسارات التكامل بين دول المجلس.
ويأتي الاحتفال باليوم الإحصائي الخليجي هذا العام متسقًا مع مخرجات القمة الخليجية في المنامة 2025، التي أكدت في بياناتها الختامية على أهمية تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي، وتوحيد السياسات، ودعم مسارات التنمية المستدامة والعمل الخليجي المشترك باعتبارها أولويات استراتيجية للمرحلة المقبلة.
وفي هذا السياق، يشكّل شعار الاحتفال «بيانات موحدة.. رؤية خليجية مشتركة» ترجمة عملية لتوجهات القادة في قمة المنامة، حيث تمثل البيانات والإحصاءات الرسمية الموحّدة الأساس الفني لقياس مدى التقدم في تنفيذ قرارات القمة، سواء على صعيد التكامل الاقتصادي، أو متابعة مؤشرات النمو والتنويع الاقتصادي، أو رصد التقدم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لدول المجلس.
وشهدت الاحتفالية تكريم الفائزين في المسابقة الإحصائية التي نظمها المركز، والتي هدفت إلى تعزيز الثقافة الإحصائية، وتشجيع الابتكار في استخدام البيانات، وتحفيز الكفاءات الوطنية والخليجية على توظيف المؤشرات الإحصائية في التحليل والدراسة واستشراف المستقبل.
كما تضمن الاحتفال ندوة حوارية بعنوان: “بيانات موحدة لرؤية خليجية مشتركة نحو تكامل إحصائي يدعم التنمية المستدامة”، ناقش خلالها المشاركون عددًا من المحاور الرئيسة، من بينها دور توحيد البيانات والمؤشرات في تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين دول مجلس التعاون، وأهمية الإحصاءات الرسمية في قياس التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى استعراض التجارب الخليجية في تطوير النظم الإحصائية، والتحول الرقمي في إنتاج ونشر البيانات.
وتطرقت الندوة إلى التحديات والفرص المرتبطة بتكامل البيانات الإحصائية، وسبل تعزيز جودة البيانات ودقتها وتوقيت نشرها، وأهمية الشراكة بين الأجهزة الإحصائية الوطنية وصناع القرار، إلى جانب إبراز دور البيانات في دعم التخطيط الاستراتيجي، وقياس الأثر، وتحسين كفاءة السياسات العامة في دول المجلس.
من جانب آخر أطلق المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جائزة الإبداع الشبابي في عالم البيانات، والموجّهة إلى الشباب الخليجي في الفئة العمرية من 18 إلى 34 عامًا، وذلك بمناسبة يوم الإحصاء الخليجي، حيث تأتي الجائزة التي تُنظَّم بالشراكة بين وزارة الشباب والرياضة بدولة قطر، والمركز الوطني للإحصاء بدولة قطر، والمركز الإحصائي الخليجي، في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز ثقافة البيانات وتمكين الشباب من توظيفها في دعم مسارات التنمية المستدامة، وبما يعكس تكامل الجهود الخليجية في الاستثمار في الطاقات الشابة وبناء القدرات الوطنية في مجالات الإحصاء وعلوم البيانات.
وتهدف الجائزة إلى اكتشاف المواهب الواعدة في مجال البيانات، ودعم العقول الشابة، وتحفيز الإبداع والابتكار في استخدام البيانات وتحليلها، بما يسهم في إعداد جيل قادر على تحويل البيانات إلى معرفة، والمعرفة إلى أثر إيجابي ينعكس على تحسين جودة الحياة ودعم صناعة القرار المبني على الأدلة.
وقالت سعادة انتصار بنت عبدالله الوهيبية، مدير عام المركز الإحصائي الخليجي، إن إطلاق الجائزة يعد رسالة واضحة لشباب الخليج بأنهم صُنّاع الغد وأبطال عالم البيانات، مشيرة إلى أن هذه الجائزة الخليجية هي رسالة واضحة مفادها أن بياناتنا موحّدة، ورؤيتنا مشتركة، وشبابنا قادرون على الابتكار والإبداع وصناعة المستقبل.
وأضافت أن الإحصاء تجاوز دوره التقليدي، ولم تعد البيانات أرقامًا صامتة، بل قوة تبني المستقبل وتصنع القرارات التي ترسم ملامح أوطاننا الخليجية، مؤكدة أن الاستثمار الحقيقي لا يكون في البيانات فقط، بل في العقول التي تفهمها وتحولها إلى إنجازات تُجَمِّل حياتنا.
ويأتي إطلاق الجائزة انسجامًا مع توجهات دول مجلس التعاون نحو تعزيز الاقتصاد المعرفي، وتنمية رأس المال البشري، وترسيخ دور الشباب كشريك فاعل في صياغة مستقبل العمل الإحصائي والرقمي في المنطقة، مشيرًا إلى أن الجائزة تمثل منصة محفّزة لتشجيع الشباب على تقديم حلول مبتكرة قائمة على البيانات لمعالجة التحديات التنموية.





