تتوّيج 13 ورقة علمية في النسخة الثانية عشرة من الجائزة الوطنية للبحث العلمي

وهج الخليج – مسقط
أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اليوم عن تتويج 13 ورقة علمية منشورة في منافسات الدورة الثانية عشرة من الجائزة الوطنية للبحث العلمي، وذلك بفندق قصر البستان بمحافظة مسقط.
جاء ذلك ضمن فعاليات الملتقى السنوي الـ 12 للباحثين بعنوان ” أبحاث تنشر، رؤى تتحقق” الذي أقيم تحت رعاية صاحبة السمو السيدة ميان بنت شهاب بن طارق آل سعيد الموقرة، بحضور عدد من أصحاب المعالي والمكرمين وأصحاب السعادة.
وقد بلغ عدد المتقدمين في هذه الجائزة لهذا العام 2025نحو /284/ مشاركًا، منهم /175/ من فئة حملة شهادة الدكتوراه أو ما يعادلها – أخصائي أول فأعلى للأطباء، إلى جانب /109/ من فئة الباحثين الناشئين.
وأكدت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، خلال افتتاح الملتقى السنوي للباحثين، أن سلطنة عُمان تواصل مسيرتها نحو ترسيخ منظومة بحثية وابتكارية راسخة تدعم استدامة التنمية الوطنية، بدعمٍ سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم – حفظه الله ورعاه. وأشارت معاليها إلى تحقيق السلطنة تقدّمًا مهمًا في مؤشر الابتكار العالمي بوصولها إلى المرتبة (69)، ودخول خمس مؤسسات تعليم عالٍ عمانية في تصنيف (QS) العالمي لعام 2026، إضافة إلى إدراج 11 مؤسسة ضمن التصنيف الإقليمي.
وأوضحت معاليها أن الوزارة طرحت في عام 2025م (22) أولوية بحثية للتحديات الحكومية، ودعمت (7) مؤسسات حكومية بتمويل (39) مشروعًا بحثيًا تجاوز مليون ريال عماني. وفي برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة، تقدّمت مؤسسات التعليم العالي بـ(1045) مقترحًا بحثيًا، جرى بعد التقييم دعم (29) مؤسسة أكاديمية بتمويل يفوق (2.6) مليون ريال، استنادًا إلى (18) معيارًا بحثيًا شملت التصنيفات الدولية، والنشر العلمي المرموق، ومستوى التعاون البحثي وتنوع التمويل.
وأضافت: أن الوزارة تعمل على الارتقاء بجودة البحوث العلمية ومخرجاتها، من خلال برامج نوعية أبرزها برنامج “دعم النشر العلمي” الذي دُشّن عام 2023م لتمويل الأوراق المنشورة في أفضل المجلات المصنّفة، وبرنامج التعاون البحثي مع كراسي السلطان قابوس العلمية لتعزيز الشراكات الدولية وتبادل المعرفة. كما تسهم منصة “إيجاد” في ربط التحديات الصناعية بالحلول الأكاديمية، وتوفير بيئة تعزز تحويل المعرفة إلى قيمة مضافة.
وفي جانب الممكنات البحثية، أكدت معاليها أن الوزارة أنشأت خلال السنوات الماضية عددًا من الركائز الأساسية للبنية البحثية، من أبرزها الشبكة العُمانية للبحث العلمي والتعليم (OMREN) التي توفّر أكثر من (26) خدمة رقمية متقدمة، إضافة إلى المكتبة العلمية الافتراضية العُمانية (مصادر) التي تتيح الوصول إلى آلاف الكتب والدوريات والرسائل العلمية، ومنصة المستودع الوطني (شُعاع). كما شهدت السلطنة توسعًا في إنشاء المراكز والكراسي البحثية في مجالات العلوم الطبيعية، والطاقة المستدامة، والتقنيات الناشئة، والتراث، إلى جانب مساهمة الوزارة في إنشاء برنامج الجينوم البشري بالتعاون مع وزارة الصحة، وترخيص العديد من برامج الماجستير والدكتوراه لدعم الباحثين بالدراسات العليا داخل السلطنة.
وفي إطار دعم الابتكار، أشارت المحروقية إلى تنفيذ برنامج “دعم إنشاء وتمكين مراكز الابتكار ونقل التكنولوجيا” الذي استفادت منه حتى الآن (5) مؤسسات تعليم عالٍ، بهدف تحويل الأفكار الطلابية إلى نماذج قابلة للتسويق عبر التدريب والاحتضان ومسرّعات الأعمال. كما يدعم برنامج“Upgrade” تحويل مشاريع التخرج الطلابية إلى شركات ناشئة مدفوعة بالابتكار، ذات قيمة اقتصادية مضافة.
وأكدت معاليها استمرار الوزارة في تنظيم فعاليات ومسابقات علمية محلية ودولية لتعزيز نشر المعرفة، من بينها مسابقة مختبر الجدران المتساقطة، والمشاركة في المعرض الدولي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا في ماليزيا، ومعرض جنيف الدولي للاختراعات، ومنتدى لندن للعلماء الشباب، واجتماعات منظمة لينداو لحملة جائزة نوبل. كما تواصل الوزارة جهودها التوعوية والإعلامية لنشر ثقافة البحث العلمي والتعريف ببرامج ومبادرات الابتكار الوطنية.
من جانبه أكد معالي الأستاذ الدكتور عبدالمجيد بنعمارةالأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية، أهمية التعاون العربي في تطوير منظومة البحث العلمي وتعزيز دورها في خدمة أولويات التنمية، كما ثمّن دعم سلطنة عمان لمبادرات الاتحاد، ولاسيما مبادرة “التضامن من أجل المستقبل”، مشيدًا بتوافق الجهود مع رؤية عُمان 2040، ومؤكدًا حرص الاتحاد على تعزيز الشراكات البحثية في الدول العربية، جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح الحفل، إذ يكتسب الملتقى السنوي للباحثين هذا العام أهمية إضافية، حيث تستضيف سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لاجتماعات الدورة العادية (47) لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية.
توقيع عقود بحثية والمعرض المصاحب
وتضمنت أعمال الملتقى توقيع مجموعة من العقود البحثية لبرنامج مشروعات البحوث الاستراتيجية الهادفة إلى دعم المؤسسات الحكومية، وذلك مع كل من: وزارة الصحة، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة البيئة، ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني، ووزارة التراث والسياحة، إلى جانب بلدية ظفار.
كما شهد الملتقى توقيع عقود مع (29) مؤسسة تعليمية حكومية وخاصة، إضافة إلى أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة، والمجلس العُماني للاختصاصات الطبية في إطار برنامج التمويل المؤسسي المبني على الكفاءة العلمية.
كما شملت أعمال الملتقى توقيع عقود برنامج دعم مراكز الابتكار ونقل التكنولوجيا في مؤسسات التعليم العالي ضمن مساري التأسيس والتمكين، وبمشاركة عدد من الجامعات والكليات المستفيدة من البرنامج.
وشهد الملتقى كذلك عرضًا مرئيًا حول برامج دعم البحوث والنشر العلمي، إلى جانب جلسة حوارية ناقشت سبل تعزيز جودة النشر العلمي لخدمة الأولويات الوطنية، واستعراض قصة نجاح لباحث عُماني، إضافة إلى معرض للمشروعات البحثية الفائزة.
تدشين الهوية البصرية لمنصة عُمان تبتكر
وجرى خلال الحفل تدشين الهوية البصرية الجديدة لمنصة «عُمان تبتكر»، التي تجسّد رؤيتها في بناء منظومة وطنية متكاملة للابتكار، وتعزيز انتقال الأفكار نحو تأثير ملموس وفعّال. وتعتمد الهوية الجديدة على “أيقونة الرؤية” والتدرجات اللونية الحديثة المستوحاة من التطور والمعرفة والطاقة، بما يعكس دور المنصة في توحيد خدمات الابتكار تحت مظلة رقمية واحدة تُسهّل رحلة المبتكرين من الفكرة إلى الأثر. وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه المنصة نحو تقديم تجربة رقمية أكثر وضوحًا، تفاعلًا، وارتباطًا بمستهدفات رؤية عُمان 2040.
تكريم الفائزين بالجائزة الوطنية للبحث العلمي
وكُرّم خلال الحفل الفائزين بالجائزة الوطنية للبحث العلمي في القطاعات البحثية الستة ضمن فئة حملة الدكتوراه أو ما يعادلها، فقد فازت (6) أوراق علمية منشورة منها الورقة العلمية “ApMove: تقنية لترحيل الخدمات الحوسبية في المركبات المتصلة والذاتية القيادة“، ضمن قطاع الاتصالات ونظم المعلومات للباحث الدكتور محمد زكريا من جامعةصحار، وفي قطاع البيئة والموارد الحيوية فازت الورقة العلمية بعنوان “جهاز تحليلي متكامل قائم على تقنية مختبر على ورق لاستخراج وتقدير محتوى الفينولات الكلي في عينات زيت الزيتون بطريقة بسيطة” للباحث الأستاذ الدكتور حيدر بن أحمد اللواتي من جامعة السلطان قابوس.
بينما فازت في قطاع التعليم والموارد البشرية الورقة العلمية بعنوان “تصوّرات حول استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مؤسسات التعليم العالي: رؤى من الطلبة والأكاديميين في جامعة السلطان قابوس” للباحث الدكتورالسعيد سعد الشامي من جامعة السلطان قابوس.
وفي قطاع الصحة وخدمة المجتمع، فازت الورقة العلمية بعنوان “تطوير ضماد للجروح مطبوع بتقنية الطابعة الحيوية ثلاثية الأبعاد باستخدام سقالة كيتوسان كربوكسيميثيل محمّلة بالتاكروليموس (Tacrolimus)” للباحث الدكتور سليمان بن علي الهاشمي من جامعة نزوى.
فيما توجت في قطاع الطاقة والصناعة الورقة العلمية بعنوان “دورات التبريد بالتمدد ثنائي الطور مع التبريد المبدئي بثاني أكسيد الكربون لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في الحقول البحرية ومحطات التسييل صغيرة السعة: تقييم الطاقة والإكسرجي والجدوى الاقتصادية” للباحث الدكتور محمد عبد القيوم من جامعة السلطان قابوس.
أما في قطاع الثقافة والعلوم الاجتماعية والأساسية، فازت الورقة العلمية “بحث في الدوافع الجوهرية لتبني التكنولوجيا المالية ودورها في تعزيز استدامة الاعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة” للباحث الدكتور محمد عباس بهات من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية فرع مسقط.
فئة الباحثين الناشئين
أما في فئة جائزة أفضل بحث علمي منشور للباحثين الناشئين /من غير حملة شهادة الدكتوراه/، فازت “7” أوراق علمية منشورة، وهي كما يلي:
في قطاع نظم المعلومات والاتصالات، فازت الورقة العلمية بعنوان “تطوير نموذج محسّن لتقدير حالة شحن بطاريات الليثيوم أيون القائم على التعلم العميق والتجميع الذكي” للباحث الدكتور محمد بن خليفة العلوي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية فرع مسقط، فيما فازت في قطاع البيئة والموارد الحيوية، الورقة العلمية “تطوير مركّب نانوي من الكتلة الحيوية وأكاسيد المعادن لإزالة الفينول من البيئات الملوثة: دراسة تحليلية للعوامل التشغيلية والحركية والإمتزازية” للباحثة أبرار بنت سعيد العجمية من جامعة صحار.
كما فازت الورقة العلمية “فاعلية برنامج تدريبي مقترح قائم على أساليب البحث النوعي الإثنوغرافي (المقابلة أنموذجا) وفق نظرية الأرصدة المعرفية لتنمية معارف معلِّمي الدراسات الاجتماعية بالحلقة الثانية من التعليم الأساسي في سلطنة عُمَان بأساليب البحث النوعي الاثنوغرافي” للباحثة الدكتورة رقية بنت حسن الهدابية من وزارة التربية والتعليم ضمن قطاع التعليم والموارد البشرية، بينما فاز في قطاع الصحة وخدمة المجتمع، الباحث سعيد فاكيليان من جامعة نزوى عن ورقته العلمية “تصميم سقالة ثلاثية الأبعاد للتوصيل الموضعي للحويصلات المحمّلة بجزيئات si-TNF-α كضماد فعّال للجروح“.
وحصلت الورقة العلمية “تحسين كفاءة عملية تسييل الهيدروجين المتكاملة المصحوبة بتجميد ثاني أكسيد الكربون: تحليل ثلاثي الجوانب للطاقة، والإكسرجي، والجدوى الاقتصادية” للباحثة نوار بنت ناصر العامرية من شركة الغاز المتكاملة على جائزة قطاع الطاقة والصناعة.
بينما في قطاع الثقافة والعلوم الاجتماعية والأساسية، فقد فازت ورقتان علميتان بالمناصفة، إذ حصدت الورقة العلمية بعنوان: “تخليق ميكانيكوكيميائي انتقائي فراغياً لمركّبات Δ²-بيرازولين متعددة الاستبدال والمفعّلة بالإستر في تفاعل أحادي الوعاء ثنائي الخطوات وثلاثي المكوّنات، وتطبيقها في الكشف عن أيونات الفلوريد” للباحث أمير حسين إبراهيمي من جامعة نزوى، وكذلك الورقة العلمية بعنوان “تخليق جزيئات جديدة تحتوي على نواة تريازولين مرتبطة بسكر مُستأَسْتَل، مع دراسة تركيبها وخصائصها الطيفية والدوائية” للباحثة الدكتورة أنوار بنت سعيد المقبالية من جامعة السلطان قابوس.
يُذكر أن الجائزة الوطنية للبحث العلمي تهدف إلى ربط المخرجات البحثية والابتكارية بالجهود المؤسسية، لكي تستفيد شتى القطاعات من هذه المعرفة الجديدة، من خلال تشجيع الباحثين على النشر العلمي لأهميته على المستويين الأكاديمي والمعرفي، وكذلك على المستوى التنموي، إذ يُعد النشر العلمي من المؤشرات المهمة في تصنيف الجودة لمؤسسات التعليم العالي، ومؤشر الابتكار العالمي، وكُرِّم خلال حفل الختام أيضًا الفائزين بجائزة اتحاد مجالس البحث العلمي العربية للأمن الغذائي العربي.




